ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭﺧﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺑﺄﻓﻈﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻟﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﻭﺳﻼﻡ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﻌﻴﺪﺓٌ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺒﻴﺘﻮﻥ ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ، ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ، ﻭﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ ﺃﺷﺪ ﺧﻄﺮﺍً، ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍً، ﻭﻓﺘﻜﺎً ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ . ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻَّ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﻋﻢ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﺃﻣﺎﻡ 800 ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻭﺇﻋﺼﺎﺭ ﺗﺼﻴﺐ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎً ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺰﺣﻮﻥ، ﻭﻳﻔﺮُّﻭﻥ ﻫﺮﺑﺎً ﻭﺭﻋﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﻥٍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺗُﺨﻠِّﻔﻪ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ، ﻭﺩﻣﺎﺭ، ﻭﻗﺘﻞ، ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﺁﻣﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺴﺒﻖ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻉ ﻧﻤﻮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺰﻻﺯﻝ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ – ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻬﺪﺩﻫﺎ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﻣﺼﺮ ﻋﺎﻡ .92 ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ – ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ – ﺫﺍﺕ ﻗﻮﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ . ﺃﻣَّﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺎﻥ ( ﺳﺎﻧﺖ ﻫﻴﻠﻴﻦ ) ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ( ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ) ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1980 ﻡ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﺠﻢ ﻗﻮﺓ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﻮﻕ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺩﻣﺮﺗﺎ ( ﻫﻴﺮﻭﺷﻴﻤﺎ ) ﻭ ( ﻧﺠﺎﺯﺍﻛﻲ ) ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻋﺎﻡ 79 ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺟﺒﻞ ( ﻓﻴﺰﻭﻓﻴﺎﺱ ) ﻓﻘﺪ ﻃﻤﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﺑﻮﻣﺒﻲ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﻧﺎﺑﻮﻟﻲ ) ﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮﺕ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ، ﻭﻗُﺘﻠﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻊ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻬﻢ،ﻛﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺍﺭٍ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺠﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﺗﺤﺠﺮﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ! ﻭﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﺎ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ – ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻗﺪ ﺑُﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺮﻭﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ . ﺇﺫﻥ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﺪﻳﺮﺍً ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻭﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ، ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ( ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑُﻌﺪﺍً ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﺪﺩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺷﺒﻪ ﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮ، ﺗﺒﻠﻎ ﻛﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ .. ﻣﻠﻴﻮﻥ .. ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻨﺎً، ﺗﺠﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺴﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺎﺕ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ . ﻓﺎﻷﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺤﻮﺭﻫﺎ ﺩﻭﺭﺓ ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ، ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 1600 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 100 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﻤﺠﺮﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 740 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ . ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺭﺍﻛﺰﺍً ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺠﻠﺴﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺮﻳﺤﺎً ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ، ﻟﻮ ﻭﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺮﻙ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻣﺤﺎﻃﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﺫﻟﻚ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻊ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺎﺋﻼً ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ؟ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧُﻤﻄَﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺑﻜﻮﻛﺐ ﺁﺧﺮ، ﺃﻭ ﺑﻨﻴﺰﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ، ﺃﻭ ﺑﺸﻬﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺐ، ﺃﻭ ﺑﻤﺬﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﻧﺒﺎﺕ، ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮ، ﻟﻮﻻ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻓﻨﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﺮﻋﺎﺕ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﺃﺻًﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺳﻄﺤﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻤﻨﺪﻓﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺭُﺟﻤﺖ ﺑﻮﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻧﺠﻮﻡ ﺫﺍﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﻔﻮﻕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺗُﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ( ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺍﺕ ) ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ( ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮ ) ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻟُﺒِّﻪ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻟُﺒِّﻬﺎ، ﻭﺻﻬﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﺃﺭﺍﺿﻴﻦ : ﻟُﺐٌّ ﺻﻠﺐ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻏﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﻴﻜﻞ، ﻭﺗﺼﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻳﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟُﺐ ﺳﺎﺋﻞ، ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﻴﻜﻞ، ﺛﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﺷﺤﺔ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﻗﺸﺮﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻴﺒﺎً، ﻣﺠﺮﺩ
ﻟﻬﻴﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺷﺎﺡ، ﻷﻥ ﻗﺸﺮﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺷﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭ ﻫﻮ ﺻﻠﺐ، ﻟﻴﻜﻮﻧﺎ ﻣﻌﺎً ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻟﻸﺭﺽ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺳﻤﻜﻪ ﺑﻴﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻃﺒﻘﺔ ﻟﺒﻨﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﻨﺼﻬﺮﺓ، ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ، ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﺰﻭﺟﺔ، ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ، ﺗﺘﺤﻠﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ، ﻓﺘﻄﻠﻖ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ، ﺗﺠﻌﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻟﻸﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻮﺍﺡ ﻣﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ﺗﻄﻔﻮ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﺰﺟﺔ، ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﺮﻋﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ .
ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺿﺤﻠﺔ، ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ 15 ، 5 ﺇﻟﻰ 15 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺯﻻﺯﻝ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ، ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﺑﺲ ﺃﺗﻢ ﺯﻻﺯﻝ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻓﺘﻨﺸﺄ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻨﻪ .. ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﻟﺴﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ، ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻗﻮﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺑﻌﺪﺕ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺷﺪﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮﻩ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻟﻸﺭﺽ ﺇﻣﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﺼﻄﺪﻣﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﺃﻭ ﻣﻨﺰﻟﻘﺔ ﻋﺒﺮ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺼﺪﻉ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ، ﻳﺒﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺰﻟﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻛﺘﻠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ، ﻓﻲ ﺳﻤﻚ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 65 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭ 150 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ . ﻓﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﻛﺘﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻟﻸﺭﺽ، ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻣﺼﻄﺪﻣﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺃﻭ ﻣﻨﺰﻟﻘﺔ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﻳﻮﻟﺪ ﻛﻤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺪﻉ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻬﺎﺑﻂ، ﺃﻭ ﺍﻧﺼﻬﺎﺭﻩ، ﻓﻴﻬﺒﻂ ﺟﺰﺀ ﻛﺘﻠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻬﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺤﺠﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻣﺎﺀ، ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻗﻮﻯ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯﻳﺔ، ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﻟﻸﺭﺽ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻘﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺮﺻﺪ ﺩﻗﻴﻖ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺗﺮﺻﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺭﺻﺪﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻻﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎﺱ ( ﺭﻳﺨﺘﺮ ) ﻭﻫﻮ ﻣُﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ، ﺩﺭﺟﺘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻤﺎ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻟﺘﺼﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﻳﻨﺒﺊ ﺑﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ، ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ . ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺎﻟﺰﻻﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ، ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ .. ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻳﻌﻨﻰ ﻭﻫﺐ ﺍﻟﻠﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺣﺴﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺅﻛﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ ﻣﻬﺪﺩ، ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺗﻨﺒﺆﺍً ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺑﻤﺘﻰ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ . ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ( ﺯﺍﺟﺮﻭﺱ ) ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺎﻝ ( ﻃﻮﺭﻭﺱ ) ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺛﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﺹ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻓﺮﻉ ﺁﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺎﻝ ( ﺍﻷﻟﺐ ) ﺣﺘﻰ ( ﺃﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ) ﻭ ( ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ) ، ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺍﻡ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻟﻸﺭﺽ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﺽ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻓﻴﻪ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﻣﺼﺮ 1992 ﻡ ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﺪﻉ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻮﻡ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺻﺪﻉ ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﻭ ﺻﺪﻉ ﻗﺪﻳﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻤﻘﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺗﺤﺮﻙ ﺗﺤﺮﻛﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ – ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺯﻟﺰﺍﻟﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻫﻲ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻭﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ، ﻭﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺼﺪﻉ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ . ﻓﺎﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ، ﻭﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺼﺪﻉ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺪﻉ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﺗﺴﺎﻉ، ﻭﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺎﻛﺲ ﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻘﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻫﻲ – ﺃﻳﻀﺎً – ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺼﺪﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺏ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺟﺒﺎﻝ ﺯﺍﺟﺮﻭﺱ، ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﺴﻤﻚ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻄﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻋﻘﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﻴﺘﺴﻊ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﺍﺕ ﺳﻨﻮﻳﺎً .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ – ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﻗﻨﺒﻠﺘﺎ ﻫﻴﺮﻭﺷﻴﻤﺎ ﻭﻧﺠﺎﺯﺍﻛﻲ . ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻴﻌﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺠَّﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ ( ﻳﺠﻠﺐ ) ﻣﻦ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ
ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻓﻨﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﺟﺎﻧﺒﻴﺎً ﻟﻴﻜﻮِّﻥ ﻣﺨﺮﻭﻁ ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ، ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺻﺪﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻉ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺣَّﺮﺓ، ﺃﻭ ﻫﻀﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺯﻟﺘﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻨﻜﻤﻠﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻌﻼً ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
شاهد أيضاً
القشريات البحرية.. الشيكال
الشيكال Mantis Shrimp إعداد الأستاذة الدكتورة زينب عطية نجدي مديرة المعمل المركزي لبحوث الثروة …