الباحث البيئي – اسامة القيسي
عذرا صديقي فالحال اسوأ….
اخذت قلمي وجلست لاكتب مقالا طلبه مني احد الزملاء الصحافيين لنشره في
موقعه ، سرحت قليلا وجوجلت الافكار واستعرضت المشاكل في ذهني لابدأ
بالأولى فاصبت بالاحباط فمن اين ابدأ وكل المشاكل التي نعانيها تعتبر بنظري
من الاولويات .
لكني قررت ان اتناول اكثر ما يستثير فيّ حس الانتقاد والاهتمام وهو موضوع
الاحتباس الحراري الذي يصيب كوكب الارض جراء الانبعاثات التي تصدرها بعض
البلدان الصناعية ويعم ضررها الكل.
نحن كباحثين بيئيين لا نألو جهدا على كافة مساحة الوطن العربي بالتحفيز
لاقامة حملات التشجير ونشارك ببرامج مع منظمات دولية ونتعاون مع وزراء
الشباب والبيئة باقامة مؤتمرات وورش عمل وندوات في المحافظات والبلديات
والجامعات والجمعيات والنوادي والمدارس في سبيل نشر الوعي البيئي ، لان
الحل الجذري للاحتباس الحراري هو بالبدء بالتحول نحو الطاقة البديلة
الصديقة للبيئة من جهة ومن جهة اخرى توسيع الرقعة الخضراء في العالم وحتى
لانعقد الامور في وصف منافع الاشجار ولتقريبها لذهن القارئ سنستعمل وصفاً
لاحد علماء البيئة قال فيه : “ان الاشجار هي الرئة التي تتنفس بها الارض ”
ورغم كل الجهود العريضة التي تبذل على هذا المستوى نقع في لبنان بمصيبة
حرائق الاحراج والتي صارت موسمية وبصرف النظر عن الكوارث الاجتماعية التي
تصيب المزارعين في لقمة عيشهم فانها على المستوى البيئي العربي كارثة جلل
فنحن بامس الحاجة الى عرق اخضر يخفف التلوث والكربون عنا وعن كاهل اجيالنا
المستقبلية فما بالك بخسران الالاف من الهكتارات من الاشجار الخضراء ،
الزراعية ، المعمرة .
ناهيك عن الكسارات التي تلتهم جبالنا عشوائيا وعن التصحر الذي يصيب عاصمتنا
بيروت جراء الباطون الزاحف عليها من كل حدب وصوب اكلا الاخضر وتاركا اليابس
.
عذرا صديقي فالحال اسوأ مما كتبت بكثير فلقد استثنيت ذكر تلوث شواطئنا
بمكبات النفايات وبمخلفات الفيول الناجمة عن الحرب الهمجية الاسرائيلية
علينا ولا التلوث السمعي جراء الضجيج وووو
لابد من وقفة لكل شخص مع نفسه بين الفينة والفينة ليرى بشكل اوسع اين هو
والى اين يسير حتى لا يضيع بمتاهات الدنيا وينسى نفسه.
الباحث البيئي – اسامة القيسي
امين عام جمعية ارزنا لبنان
خاص للمجلة العلمية اهرام