الكاتب: عبد الصمد جطيوي المغرب
سنوات خلت لم يكن هناك حديث عن البيئة، اليوم تغيرت الأمور، الخبراء يتحدثون يوميا عن مخاطر تهدد الأرض، عن جفاف وفيضانات ومجاعات وغيرها من الكوارث على أبواب الدول والشعوب…
في ظل هذا الوضع المتشنج، أضحت الدول وبخاصة دول شمال إفريقيا المعتبرة الأكثر تلويثا في العالم حسب آخر المعطيات تولي أهمية كبرى لمسألة البيئة…
أمس في عاصمة المملكة المغربية الرباط تم تقديم المشروع المتعلق بالسياسة الغابوية والإجراءات الواجب اتخاذها للتكيف مع الظروف المناخية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مينا، مشروع ضخم رصد له غلاف مالي يفوق 4 ملايين دولار. ذاته المشروع الذي ينجز بشراكة مع منظمة الأغذية العالمية الفاو والتعاون الألماني يسطر أجندة أهداف طموحة تمتد إلى غاية 2014، من بين تلك الأهداف وأكثرها إلحاحا في الوقت الراهن دمج وتحيين السياسات الغابوية في نطاق الدول الواقعة في المناطق المذكورة كالمغرب والجزائر وتونس وتركيا وسوريا ولبنان وعدد من الدول العربية الأخرى…هذا من جهة من جهة يهدف المشروع إلى الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات العلمية لتلك البلدان مع الحرص على تبادل الخبرات لضمان التوازنات الايكولوجية الممكنة وترشيد استعمال الموارد الطبيعية ومعالجة المشاكل البنيوية للغابات المتوسطية وتأثيرا التغيرات المناخية على التجمعات البيئية.
المتدخلون في المشروع، أعربوا عن تفاؤلهم بالآفاق الواعدة التي يفتحها البرنامج. المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في شخص رئيسها عبد العظيم الحافي قال إن المشروع يسعى إلى إيلاء الاهتمام للتغيرات المناخية في كل البرامج التنموية المتعلقة بالمجالات الغابوية للبلدان المعنية بالمشروع…ما يعني أن البيئة أضحت عاملا بل طرفا في التنمية لا يمكن إغفاله، فالمنطقة عامة باتت تحت رحمة المناخ ومن شان التقلبات المتتالية الإضرار بالمنظومة الايكولوجية …
المندوب السامي أشار أيضا إلى أن مؤسسته شرعت في تنفيذ جملة مخططات تتماشى وما تعرفه الغابات من تطور أو تراجع… وعلى أسس علمية يتم التحرك بطرق علمية لاستباق حرائق الغابات بواسطة الخرائط الديناميكية وتطبيق الإجراءات الوقائية ثم مخططات لمواجهة الفيضانات والتصحر زد على ذلك مخطط التشجير أو المغرب الأخضر الذي يهدف إلى زرع مليون شجرة سنويا ومليون نخلة سنويا كذلك في المجال الصحراوي.
المغرب الذي يدافع عن أطروحته البيئية نظم السنة الفارطة تظاهرة يوم الأرضن تم الاحتفال فيها بالبيئة، واختيرت فيها عاصمة المملكة عاصمة للبيئة، القائمون على المجال البيئي يراهنون على جعل هذه 2011 سنة نقية، يتم فيها تخفيظ استهلاك الموارد الطبيعية الحرارية وتقليل الانبعاثات الغازية الصناعية لذلك المغرب يخصص سنويا جوائز لدعم المقاولات وتحفيزها على المضي قدما في هدا النهج، مؤخرا تم تسليم جوائز “إيكوفال” على عدد من المقاولات المغربية التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة والحد من مخلفات الزيوت المستعملة. هذا وتم تسليط الضوء على الوضعية القانونية والتنظيمية الحالية للفاعلين في تدبير الزيوت المستعملة مع الحفاظ على البيئة من حيث جمعها وتخزينها وإعادة استعمالها وتصنيعها وحتى الطرق السليمة للتخلص منها.
