كتب رياض معزوزي/الجزائر
يشهد انتاج الزيتون بالجزائر تراجعا محسوسا بسبب مشاكل بالجملة والتي على راسها ذبابة الزيتون أوكما يحلوا للبعض تسميتها ب-العكة- وهي حشرة تعيث في كل سنة فسادا في الانتاج الفلاحي في مجال زيت الزيتون ، وتعرف العكة بانتشارها في بلاد حوض البحر المتوسط مثل ايطاليا- اليونان-أسبانيا- مصر – البرتغال المغرب- تونس- الجزائر- سوريا- لبنان فلسطين- تركيا- قبرص ،وتعرف ذبابة الزيتون برمادية أجنحتها الأمامية يوجد في مركز كل جناح بقعتين غامقتين, أما باقي الجناح فمنقط بنقاط بنية وصفراء أما الأجنحة الخلفية فهي مهدبةالأطراف ذات لون أصفر، وتتميز بقرون استشعار خيطية رفيعة مؤلفة من ” 35 عقلة صغيرة ، الحشرة ليلية النشاط تحلق فوق أشجار الزيتون وتطير لمسافات قصيرة , أما في النهار فتختبىء تحت الأوراق أو في شقوق الأشجار أما البيضة فهي ذات لون أبيض ناصع عند الوضع , ويصبح مائلاً للاصفرار الباهت عند تشكل الجنين , بيضاوية الشكل , تشبه حبة العدس, يوجد على سطحها العديد من الخطوط الشبكية , طول البيضة ” 0.5ملم ” وعرضها ” 0.4ملم ” .واليرقة اسطوانية بنية فاتحة اللون وأحياناً بلون أخضر، واذا كانت الدول الغربية قد انتهجت لنفسها أنماطا مدروسة من أجل القضاء على الذبابة واعادة الحيوية الى حقوق الفلاحين فان الدول العربية بما فيهم الجزائر لا تزال تتخبط في الخسائر الفادحة التي نجمت عن الذبابة المجلة العلمية أهرامانتقلت الى بعض المناطق بالجزائر والتي عانت الويلات من خطر الذبابة ،ففي ولاية سطيف أعرب فلاحوا المناطق الشمالية عن قلقهم الشديد من الانتشار الكبير لذبابة الزيتون والتي تكبدهم سنويا خسائر بالجملة بعد تأثيرها الكبير في انقاص الغلة وتسببها في اسقاط حبات الزيتون من مرحلة الازهار حتى يتغير لونها الى الاسود ،ولأن أغلب الفلاحين بالمنطقة يقفون على أمشاط أرجلهم في كل سنة للوقوف أمام زحف هذه الذبابة الا انهم يعتمدون في ذلك على طرق تقليدية تكون مضارها على الشجرة أكثر من فوائدها بحيث نجد عملية مكافحة هذه الحشرة تعتمد أساسا على حرق عجلات مطاطية داخل البساتين والحقوق وهذا من أجل تنفير الذبابة التي تتخذ من جذوع شجرة الزيتون مساكن لها أو عن طريق القضاء النهائي على الشقوق والحفر المنتشرة عبر الجذوع باستعمال قطع بلاستيكية أو قماشية وحتى الدهن بالجير لكن هذه العملية وان كانت ليست لها تأثيرات سلبية كالأولى الا أنها شاقة للغاية خاصة ان علمنا أن المناطق المستهدفة هي جبلية بالدرجة الأولى، لذا فالفلاحون يناشدون الوصاية بدعمهم ماديا أو تزويدهم بمبيدات خاصة بهذه الحشرة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان سيما ونحن اليوم نعيش المراحل الأولى لتثبت ثمرة الزيتون على الأغصان وهي المرحة التي تنشط فيها ذبابة الزيتون بكثرة، وحسب مختصين في الفلاحة فان سبب انتشار ذبابة الزيتون هو عدم الجني السليم للغلة في المواسم الفارطة بحيث ينصح عدم ترك حبات الزيتون بعد الجني على الأغصان وحتى على الأرض مع حرق كامل الأوراق والأغصان التي تخلفها عملية الجني اذ تعد حبات الزيتون المتناثرة بعد الجني سببا في بروز ذبابة الزيتون التي تعد عدوا صارخا للزيتون بحيث تستطيع أن تقضى على آلاف القناطير باعتباره يعمل على قطع وصول النصغ الى الثمرة من المعلاق ما يجعل الثمرة تذبل وتسقط على مراحل، يحدث هذا في الوقت الذي ارتاح فيه الفلاحون لكمية الأمطار المتساقطة مؤخرا وتدني درجات الحرارة التي ستؤثر على تكاثر ذبابة الزيتون سيما وأن الظاهر على الغلة هذه السنة الكثرة والفورة عبر كافة البلديات الشمالية التي تهتم بهذا النوع من الزراعة والتي تعد بالطبع سببا في ترشيح ولاية سطيف في المربة الرابعة وطنيا من حيث انتاج زيت الزيتون لذا فان الأمر يتطلب تدخل مديرية الفلاحية اليوم قبل الغد للحفاظ على المرتبة واراحة الفلاحيين من هاجس ذبابة الزيتون، وفي ولاية جيجل يشهد إنتاج الزيتون تراجعا محسوسا في أعقاب حملة الجني الجارية حاليا، حسبما كشف عنه نهاية الأسبوع الفارط بعض المنتجين المحليين، وصرح رئيس جمعية منتجي الزيتون على هامش إحياء اليوم العالمي للزيتون، أن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية تحقيق إنتاج لن يتجاوز 160 ألف قنطار مع تسجيل مؤشر مردودية يتراوح ما بين 9 و12 قنطارا في الهكتار الواحد، وكان الإنتاج المحلي من هذه المادة تجاوز خلال العام المنصرم حجم 200 ألف قنطار، وبرر المنتجون هذا التراجع المسجل في الإنتاج خلال العام الحالي بالأضرار التي ألحقتها ذبابة أشجار الزيتون إلى جانب آثار العوامل المناخية التي كانت لها انعكاسات وخيمة هذا العام على حجم الإنتاج، وأصيبت مساحات هامة من أشجار الزيتون بتفشي ذبابة الزيتون التي تعد من أهم أعداء هذا المنتوج، ولم يقدم رئيس جمعية منتجي الزيتون توضيحات مصحوبة بأرقام حول درجة الضرر اللاحق، وبالمقابل ساهمت العوامل المناخية وخاصة منها موجات رياح قوية في الإضرار بجزء هام من إنتاج الزيتون لهذا العام، وتوجد 134 وحدة لتحويل الزيتون إلى زيت سواء العصرية منها أو التقليدية في وضع نشاط منذ منتصف الشهر الجاري لاستقبال الإنتاج إذ أنتجت هذه المعاصر 6 ملايين لتر من زيت الزيتون، ذو الجودة العالية خلال الموسم الفارط، وسمح إحياء اليوم العالمي للزيتون الذي تم إحياؤه بجيجل بمناسبة الذكرى 33 لإنشاء الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بالتقاء ستين عضوا في جمعيات محلية متعاملة في حقل الزيتون وعصره لمناقشة آفاق هذه الشعبة وتبادل تجاربهم.
شاهد أيضاً
صور تربوية من نصر أكتوبر تلهم الأجيال
د.محمد الجوهري يكتب: “صور تربوية من نصر أكتوبر تلهم الأجيال” تظل حرب أكتوبر وذكرى العبور …