د محمد زكريا توفيق
Corvus
برج صغير لكنه لامع. يقع أسفل رأس العذراء في برج العذراء. النجمة التي تحدد ذيل الغراب خافتة اللمعان، كذلك النجمة التي تحدد المنقار. يوجد بالبرج أربعة نجوم لامعة، تكون شكل رباعي غير منتظم، من السهل رؤيته.
الغراب ينظر في اتجاه النجم اللامع السمّاك الأعزل، سبيكا (Spica). من الدرجة الأولى في اللمعان، يقع عند مؤخرة العذراء، وكأن الغراب ينتظر الفرصة السانحة لخطف هذه الجوهرة الثمينة، أو النجم اللامع.
في يوم من الأيام، أمر إله الشمس أبوللو الغراب لكي يحضر له كوبا من الماء العذب، حتى يروي ظمأه. لكن الغراب ليس بالطائر الذي يمكن الوثوق به والاعتماد عليه، مثل الهدهد مثلا.
عندما وصل الغراب إلى البئر، وجد بجوارها شجرة تين، ثمارها غير ناضجة، وكان الغراب محبا للتين جدا. حدثته نفسه قائلة، ماذا لو انتظر بضعة أيام حتى تنضج ثمار التين هذه. هذا ما فعله بالضبط.
ظل منتظرا حتى نضجت ثمار التين. كلما نضجت ثمرة، التهمها الغراب وانتظر غيرها لكي تنضج. إلى أن أتى على التين كله. استغرق هذا بالطبع عدة أيام. بعد ذلك، ملأ الغراب الكوب بالماء العذب من البئر، وطار عائدا إلى الإله أبوللو.
أثناء العودة، تدارك أن الإله أبوللو سيغضب لهذا التأخير الكبير. ورأى، في نفس الوقت، حية مائية تزحف أسفله. بدون تفكير، انقض الغراب على الحية وقتلها. ثم حملها بين مخالبه، وحمل كوب الماء بمنقاره، وطار راجعا إلى أبوللو في مكانه في السماء.
وقف الغراب يعتذر أمام أبوللو، وأخبره بأن التأخير غير مقصود بسبب مهاجمة الحية له أثناء اقترابه من البئر. وكان عليه أن يدافع عن نفسه ويستخدم حيلا وأساليبا مختلفة لقتل الحية، هذا يستغرق وقتا بالطبع.
لكن أبوللو لم تنطل عليه هذه الحيل والأكاذيب. بلغ به الغضب أشده. فمسك الغراب وهو يحمل بمنقاره الكوب، وبمخالبه الحية، ورماهم جميعا إلى أعلى بشدة، فلصقوا في سقف السماء.
لذلك، نراهم الآن كأبراج بين نجوم السماء. برج الغراب (Corvus)، وبرج الشجاع أو الحية المائية (Hydra)، وبرج الباطية أو الكوب الكبير (Crater). ربما تفسر هذه الأسطورة، لماذا لا يحمل الغراب الماء لصغاره دون باقي الطيور.
النجوم:
الفا- الخيمة (Alchiba)
درجة اللمعان: 4
البعد: 68 سنة ضوئية
بيتا-
درجة اللمعان: 2.7
البعد: 290 سنة ضوئية
جاما الجناح (Gienah)
درجة اللمعان: 2.6
البعد: 185 سنة ضوئية
سيديم:
سيديم كوكبي (NGC 4361)