د محمد زكريا توفيق
LIBRA
برج مشهور لوجوده ضمن دائرة البروج الإثنى عشر. بالرغم من شهرة البرج، إلا أنه ليس به شئ يستحق الانتباه. نجومه خافته، وشكل كفتي الميزان من الصعب تحديدها.
النجم الذي يقع أسفل الجانب الأيمن من البرج، خافت جدا، لونه يميل إلى اللون الأخضر. هذا هو النجم الوحيد في السماء الذي يميل لونه إلى اللون الأخضر، ويمكن أن تراه العين المجردة.
يوجد في برج الميزان أيصا، النجم جلييزا 581. وهو نجم أحمر يقع على بعد 20 سنة ضوئية من الأرض. كتلته ثلث كتلة الشمس. لهذا النجم ستة كواكب على الأقل.
حتى الآن، تم اكتشاف 760 كوكبا، تقع خارج المجموعة الشمسية. اكتشاف معظم هذه الكواكب بطرق غير مباشرة، وليس بالرؤية المباشرة.
المصريون القدماء هم أول من حدد برج الميزان. وهم أول من ربط العدل بالميزان. في الحياة الأخرى للإنسان، يوضع قلب المرء في كفة، وتوضع أعماله في الكفة أخرى من الميزان.
تساوي الكفتين الفارغتين، يضمن عدالة المحاكمة. كذلك وجد المصريون القدماء في أيامهم أن الشمس تدخل برج الميزان في فصل الخريف.
عند الاعتدال الخريفي (23 سبتمبر)، يتساوى طول الليل مع طول النهار. التساوي هنا هو صفة من صفات العدل التي يتصف بها برج الميزان.
الرومان هم أيضا قد استخدموا برج الميزان، وجعلوه رمزا للعدالة. لذلك نراه دائما على جدران المحاكم. كان يوليوس قيصر، يصور حاملا الميزان، كناية عن عدالته في الحكم.
بعد ذلك، أصبح الميزان مرافقا للإلهة فيرجو (Vero)، إلهة العدالة، التي تصور على جدران المحاكم وهي معصوبة العينين، تحمل الميزان في يدها.
انتقلت فكرة ربط العدالة بالميزان إلى حضارة دول الشرق الأوسط فيما بعد. أما اليونانيون، فلم يروا برج الميزان كبرج مستقل، إنما رأوه كجزء من برج العقرب، يمثل مخالبها. ثم رأوه فيما بعد يمثل عربة الإله بلوتو (Pluto) الذهبية.
كان يعتقد أن ذكر الاسم الحقيقي لبعض الآلهة، غير لائق وخطر. لذلك، الإله حادس (Hades)، إله الجحيم والعالم السفلي، كان يدعى بلوتو. وهي كلمة معناها الغني.
كان بلوتو أو حادس، يركب عربته الذهبية التي تجرها أربعة خيول سوداء. سوادها سواد الليل الحالك. يأتي بها إلى العالم العلوي ليلا، ليلهو ويقضي وقتا سعيدا مع الحوريات الجميلات، ثم يعود ثانية إلى العالم السفلي من حيث أتى.
استمر بلوتو أو حادس هكذا إلى أن قابل في ليلة من الليالي بيرسيفون (Persephone)، ابنة الإلهة ديميتر (Demeter). عندما رأى حادس جمال بيرسيفون الفاتن، طار عقله، فأراد أن يأخذها زوجة له.
عندما رفضت أمها عرض الزواج، لم يجد حادس بدا، للفوز بعشيقته، من اختطافها لكي تكون زوجته وملكة العالم السفلي.
جن جنون الأم ديميتر لفقدها ابنتها. ذهاب ابنتها للعالم السفلي، حتى وإن كانت تتوج ملكة هناك، يعني أنها لن تراها مرة ثانية، وتصبح بالنسبة لها في عداد الأموات.
استغاثت ديميتر بباقي الآلهة، وطلبت مساعدتها. تطوع الإلهان ثيثيوس (Theseus) وبيريثيوس (Peiritheus) لإنقاذ بيريسيفون. نزلا إلى العالم السفلي للبحث عنها. لكن تم أسرهما بواسطة حادس.
عندما أرسلت الآلهة هرقل لتخليصهما من الأسر، لم يتمكن هرقل إلا من انقاذ ثيثيوس. بينما قضت المقادير أن يعيش بيريثيوس في العالم السفلي إلى الأبد.
حزنت ديميتر حزنا بالغا لفقدها ابنتها، فأهملت واجباتها. وحيث أنها إلهة الحقول والزراعة، لذلك توقفت البذور عن الانبات، والأشجار عن الاثمار ، والنباتات عن النمو.
حلت المجاعة بالعالم العلوي، وأوشك الناس على الموت جوعا. هنا تدخل زيوس كبير الآلهة وأخو ديميتر، وطلب من أخيه حادس ، إله العالم السفلي، أن يعيد بيرسيفون إلى أمها في العالم العلوي، لكي تستأنف القيام بواجباتها الإلهية، فتعود الخضرة للحقول، والثمار للأشجار، والخير للبلاد.
لكن حادس رفض طلب زيوس بشدة. بحجة أنه لا يستطيع أن يعيش بدون بيرسيفون. وكان الحل الوسط، الذي اقترحه زيوس ووافق عليه حادس.
هو أن تبقى بيرسيفون مع زوجها في العالم السفلي مدة أربعة شهور، ثم تصعد إلى العالم العلوي ثمانية شهور من كل عام.
لذلك نجد الأرض تجدب في فترة الشتاء، وتتوقف النباتات عن النمو، والأشجار عن الاثمار. وهي الفترة التي تقضيها بيرسيفون بعيدا عن أمها في العالم السفلي.
عندما ياتي الربيع، يوم 21 مارس بالتحديد، تعود بيرسيفون إلى سطح الأرض، ويعود معها الربيع والزهور والثمار والدفء والخير.
في الهند، يسمى هذا البرج تولا (Tula). وتعني التوازن. وهو يمثل رجلا ينحني على إحدى ركبتيه، ويحمل ميزانا بيده.
الصينيون يسمونه شو سنج (Show Sing)، وتعني نجم العمر المديد. ثم تغير الاسم إلى برج تين تشنج (Tie Ching)، وتعني الميزان السماوي.
أفضل الأوقات لرؤية برج الميزان: شهري يونية وأغسطس.
النجوم:
الفا الزبان الجنوبي (Zubenelgenubi)، نجم مزدوج
درجة اللمعان: 2.8
البعد: 72 سنة ضوئية
بيتا الزبان الشمالي (Zubeneschamali)
درجة اللمعان: 2.6
البعد: 120 سنة ضوئية
جاما زبان العقرب (Zubenelakrab)، واضح من الأسماء العربية أن هذا البرج كان جزءا من برج العقرب.
درجة اللمعان: 3.9
البعد: 75 سنة ضوئية