ذات الكرسي
Cassiopeia
د محمد زكريا توفيق
برج لامع هام. يقع في الطريق اللبني (طريق التبانة). يجاور المغرفة الكبيرة (Big Dipper)، وبرج الجبار(Orion). ترجع شهرة برج ذات الكرسي، إلى شكله الذي يمثل الحرف دبليو (W) في اللغة الإنجليزية. يتكون من 5 نجوم لامعة.
ذات الكرسي، هي الملكة كاسيوبيا (Cassiopeia)، زوجة الملك سيفيوس (Cepheus)، ملك إثيوبيا (برج الملتهب). وهي دولة تختلف عن دولة إثيوبيا الحالية. كانت الملكة، دائمة التباهي والتفاخر بجمالها وجمال ابنتها أندروميدا (Andromeda)، برج المرأة المسلسلة.
كانت تدعي كاسيوبيا أن جمالها وجمال ابنتها ليس لهما نظير. يفوق جمال حوريات الماء. لذلك، ذهبت حوريات الماء إلى إله البحار بوسيدون (Poseidon)، للشكوي من غرور الملكة كاسيوبيا، راجيات عقابها.
وافق بوسيدون على عقاب الملكة. أرسل في التو واللحظة، وحش البحار المفترس قيطس (Cetus)، إلى أرض إثيوبيا حيث توجد الملكة كاسيوبيا. لقتل الناس والدواب وقلع الأشجار وهدم المنازل والمباني. عقابا لها على صلفها وغرورها.
ارتاع الناس من البلاء العظيم الذي حل بهم. ذهبوا يرتجفون إلى ملكهم سيفيوس، راجينه تخليصهم من هذا العذاب، وإيجاد مخرجا لهم يرحمهم مما هم فيه. لكن الملك كان يعلم أنه لا قبل له هو وجيشه في مواجهة وحش البحار المفترس قيطس. لذلك قام باستشارة العرافين، لمعرفة ما يجب أن يفعله لإنقاذ مملكته وشعبه.
أخبر العرافون، الذين يعرفون طلبات الآلهة، الملك سيفيوس بأن الطريقة الوحيدة لإيقاف هذا الخراب والتدمير المروع، وإنقاذ ما تبقى من المملكة، هي تقديم ابنته الأميرة أندروميديا، قربانا إلى وحش البحار. صعق الملك عند سماعه النبأ. لكنه رضخ في النهاية لطلبات الآلهة في نهاية الآمر.
أُخذت الأميرة أندروميدا الجميلة إلى شاطئ من شواطئ المملكة. ربطت من يدها بسلسلة حديدية في صخرة عظيمة على الشاطئ. تركت وحدها في انتظار الوحش قيطس. عندما علم الوحش بالجائزة الجميلة التي تنتظره، توقف عن القتل والتدمير، والقى بنفسه في الماء سابحا في اتجاه أندروميدا.
في هذه اللحظة، ظهر في الأفق طائرا في الهواء بحذائه ذي الأجنحة، البطل برزيوس (Perseus)، ابن زيوس (Zeus) كبير الآلهة. كان عائدا لتوه من معركة رهيبة. قتل فيها الميدوزة (Medusa) المرعبة، التي تخرج الحيات السامة من رأسها.
شاهد برزيوس أندروميدا وهي مكبلة بالأغلال، ومربوطة بالصخرة على الشاطئ بالسلسلة الحديدية. رأي في نفس الوقت، الوحش قيطس من بعيد وهو يسبح في الماء بسرعة فائقة صوب أندروميدا.
هبط برزيوس، وجاء إلى جوار أندروميدا ليسألها عن سبب وجودها في هذا المكان الموحش، وسبب ربطها إلى الصخرة. أخبرته أندروميدا بالقصة كلها. عندئذ، طار برزيوس إلى الملك سيفيوس. أخبره أنه يستطيع أن ينقذ ابنته من وحش البحار قيطس، بشرط أن يتزوجها ويعطيه جزءا من مملكته.
وافق الملك على كل طلبات برزيوس. عندها، سل برزيوس سيفه، وطار في الهواء متجها صوب وحش البحار قيطس. بعد معركة طاحنة، استطاع خلالها برزيوس أن يطعن الوحش بسيفه عدة طعنات خضبت مياه البحر باللون الأحمر. انتهت بأن رشق برزيوس سيفه في قلب الوحش وأرداه قتيلا.
احتفل الملك سيفيوس والملكة كاسيوبيا بإنقاذ ابنتهما وزفافها إلى البطل برزيوس احتفالا كبيرا. عاشا العروسان في مملكتهما الصغيرة عمرا مديدا. وأنجبا البنات والبنين. ويقال أن أول أبنائهما هو بيريز (Peres) أبو الشعب الفارسي.
هناك عدة أبطال تمثل هذه الأسطورة. برج الكرسي موضوعنا هنا يمثل الملكة كاسيوبيا. برج الملتهب، يمثل الملك سيفيوس. برج المرأة المسلسلة يمثل أندروميدا. وتراها في برجها وهي مقيدة من يدها بسلسلة.
برجل حامل رأس الغول، يمثل البطل برزيوس إلى جوار أندروميدا. كأنه يقوم بحراستها في السماء من وحش البحار قيطس الذي يمكن أن تشاهد برجه أيضا.
هناك قصة أخرى تقول أن الملكة كاسيوبيا، قد عوقبت نظير غرورها وتحديها للآلهة، بأن ربطت من يدها هي الأخرى في النجم القطبي. لكي تظل تدور حوله إلى مالا نهاية.
كان الرومان يسمون برج كاسيوبيا “المرأة ذات الكرسي”. والعرب يسمونها كذلك.
أفضل الأوقات لمشاهدة ذات الكرسي هي شهور: من أغسطس إلى يناير.
النجوم:
الفا – الصدر (Schedar)، نجم متغير اللمعان
درجة اللمعان: 2.2
البعد: 120 سنة ضوئية
بيتا الكف (Caph)
درجة اللمعان: 2.3
البعد: 42 سنة ضوئية
جاما السيه (Cih)
درجة اللمعان: 2.5
البعد: 780 سنة ضوئية
دلتا الركبة (Ruchbah)
درجة اللمعان: 2.7
البعد: 62 سنة ضوئية
العناقيد:
(M52)، تتكون من أكثر من مئة نجم. ترى كبقعة صغيرة خافتة. درجة لمعانها 6