بغداد ميثم النصيري
قال خبراء متخصصين بالبيئة بأن نهري دجلة والفرات فقد الكثير من انواع الأسماك التي كان يشتهر بها وايضا عدد من الاحياء المائية الاخرى التي كانت تعيش في المياه العراقية مشددين على ان الدولة يجب ان تتحمل مسؤولياتها وتحافظ على البيئة المائية وعن هذا الموضوع التقينا الدكتور علي اللامي الخبير لمجلس (وزراء البيئة العرب) ومستشار وزارة البيئة العراقية حيث قال : قبل كل شيء ليس هناك في الطبيعة مياه نقية كالماء المقطر هذا اقرب الى المستحيل عندما نتحدث عن مصادر المياه الطبيعية كالانهار.. ففي كل بيئة مصادر معينة للتلوث وهناك درجات متفاوتة للتلوث.. وبالتأكيد تتحكم عوامل مثل طريقة استخدام المصادر المائية وايضا اجراءات الحد من التلوث ومعالجته في درجة نقاوة مصدر المياه الطبيعي… كما ان عواملا طبيعية اخرى يكون لها دورا مهما في تلوث المصدر الطبيعي فعلى سبيل المثال كمية الماء في النهر كلما زادت سيكون هذا عاملا مخففا للملوثات وعلى النقيض كلما قلت كمية المياه في النهر تسبب ذلك في ارتفاع نسبة التلوث.. وكما اسلفت سابقا ان ظاهرة الشفاء الطبيعية تكون فعالة عند ارتفاع المناسيب.. وفي العقود الاخيرة وكنتيجة لاقامة العديد من السدود والخزانات على مجاري نهري دجلة والفرات لوحظ تردي في نوعية المياه وعلى الخصوص ارتفاعا في نسبة الملوحة ونسب بعض الملوثات.. بالتاكيد ان ذلك يترك تاثيره على التنوع الاحيائي في المياه ومنها الاسماك وان عواملا اخرى مثل ادخال الاسماك الغريبة كالكارب قد كان له فعلا سلبيا في نسب تواجد الاسماك العراقية المعروفة .. ان سمكة مثل الكارب لديها قابلية تحمل كبيرة للظروف البيئية وانها ذات مدى تغذية واسع. ما أريد قوله انها ذات قابلية تنافسية عالية وبذلك نلحظ الان زيادة انتشارها وهذا كان على حساب نقصان الاسماك العراقية.. نعم بعض الاسماك العراقية مثل البز يواجه خطر الانقراض… كما ان اقامة السدود وعدم اخذ بالحسبان في بعض السدود عملية هجرة الاسماك نحو الاعالي للتكاثر علاوة على نقصان المناسيب وتغير نوعية المياه والصيد غير المقنن كلها عوامل قد اثرت على تنوع الاسماك وادراج بعضها ضمن خطر الانقراض ولا ننسى ان للتلوث الفعل المؤثر في الحد من بعض انواع الاحياء وغزو احياء اخرى .. المهم هنا هو الحد من التلوث وعدم تغيير كبير في طبيعة النهر او المسطح المائي وعدم ادخال الانوع الغريبة هي عوامل ايجابية في الحفاظ على التنوع الاحيائي، نتفق بوجود نسبة تلوث ما في نهري دجلة والفرات ولكنها ليست بتلك الحدود الحرجة للتلوث وهي حالات موجودة في معظم انهار العالم وليس فقط نهري دجلة والفرات. خاص للمجلة العلمية اهرام