توصل علماء إلى وجود نوع من الفطر الطفيلي، الذي يخترق دماغ النمل ويسلب منه إرادته إلى درجة التحكم فيه والتسبب في موته وذلك بهدف استخدام جسده للتكاثر. وأظهر اكتشاف علمي أن وجود هذا النوع من الطفيليات يعود إلى ملايين السنين
توصل علماء إلى وجود طفيليات فطرية من نوع خاص باستطاعتها اختراق دماغ الحشرات ما يترتب عليه تغير جذري في سلوكها، على غرار نوع من الفطر الطفيلي، الذي ينتشر في غابات جنوب شرق آسيا، ويطلق عليه الاسم العلمي “أوفيوكورديسبس أونيلاترالس (Ophiocrdyceps unilateralis). ويتخذ هذا الفطر الطفيلي نمل الخشب، وهو نوع من أنواع النمل الذي يعيش في الغابات، ضحيةً له ليكون بمثابة حضّانة للتكاثر والنمو وكذلك وسيلة للتنقل.
التلاعب في سلوك النمل إلى درجة الموت
وعندما تصاب نملة الخشب بهذا النوع من الفطر فلا تنجو منه، إذ يخترق دماغها، حيث يتكاثر فيه. ويبدأ الفطر في التلاعب بسلوك النملة ويسلب إرادتها ويتحكم فيها تماماً. ويبرز هذا التلاعب بشكل واضح عندما تغير النملة المصابة مكان إقامتها، فالنملة، التي تعيش عادة على الأشجار العالية في أدغال جنوب شرق آسيا، تنزل إلى الأرض حيث تتوفر بيئة معيشية أفضل بكثير للفطر الطفيلي.
وعقب إصابتها تنزل النملة من أعلى الشجرة لتلتصق بأسفل إحدى الورقات على ارتفاع شبرين من سطح الأرض قبل أن تموت. ويصبح جسم النملة عقب موتها بمثابة الثمرة النباتية التي تتكاثر فيها خلايا الفطر الطفيلي. وتتناثر بعد ذلك الخلية الفطرية الناضجة بمساعدة الرياح، التي تنقلها إلى أعالي الأشجار مجدداً. وعلى هذا النحو بإمكان هذا الفطر الطفيلي أن يقضي على مستعمرات بأكملها لنمل الخشب.
اكتشاف علمي الفطريات قديمة بقدم الزمن
Bildunterschrift: نوع من الفطر الطفيلي يهدد وجود نمل الخشب في غابات جنوب شرق آسيا ويُظهر أحد الاكتشافات العلمية مدى نجاح هذا النوع من الفطر في تغيير سلوك الحشرات، فقد توصل علماء الأحياء القديمة في الجيولوجيا من جامعة بون الألمانية إلى أن الطفيليات، التي تغيير من سلوك من أصابته وتغلغلت في جسمه، أمر موجود منذ قدم الزمن.
يأتي ذلك عقب العثور على ورقة شجر يبلغ عمرها 50 مليون عاما في إحدى الحفريات الواقعة بالقرب من مدينة دارمشتات في ولاية هيسن. وقد تبين للعملاء أن الحفر الموجودة على الورقة، التي عثروا عليها، تتطابق تماما مع آثار القضمات على أوراق الأشجار والتي تسبب فيها نمل الخشب المصاب بالطفيليات في غابات جنوب شرق آسيا.
وتعد ورقة الشجر، التي اكتشفها العلماء الألمان، أول دليل حفري بشكل عام على وجود طفيليات تحدث تغييراً في سلوك الحشرات باختراقها الدماغ مباشرة.
الكاتبة: صوفيا فاغنر/ دينا جودة