هل يتمكن المجتمع الدولي من اتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بحماية المناخ على المستوى العالمي؟ سيكون هذا السؤال حاسماً عندما يجتمع ممثلون عن 200 دولة تقريباً في الفترة من 28 نوفمبر/ تشرين ثان إلى 9 ديسمبر/ كانون أول 2011 في ديربان بجنوب أفريقيا لحضور قمة المناخ العالمية التي تنظمها الأمم المتحدة حول إبرام اتفاقية للمناخ لمرحلة ما بعد عام 2012. ويعني ذلك أنه سنتهي العمل ببروتوكول كيوتو المعمول به حتى الآن كأهم أداة لسياسة المناخ الدولية.
ويتمثل هدف الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي لعملية حماية المناخ الدولية القادمة في إبرام اتفاقية شاملة وملزمة لحماية المناخ والتي من شأنها الحد من زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية بقدر درجتين مئويتين. أما ألمانيا فقد قررت خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بنسبة 40 % مقارنةً بعام 1990. وترى ألمانيا أن مؤتمر ديربان يجب أن يوضح في المقام الأول مسألتين معلقتين حتى الآن، الأولى تتمثل في القضايا السياسية التي لم تُحل بعد والثانية تتعلق بمستقبل نظام المناخ الدولي وتطبيق قرارات قمة المناخ الماضية التي أقيمت في عام 2010 في كانكون المكسيكية، حيث اتفقت الدول هناك على عمل حزمة من النقاط الأساسية لإبرام اتفاقية، إلا أنهم لم يحددوا الشكل القانوني بعد.
وقد أوضح وزير البيئة الاتحادي نوربرت روتجن أن قمة كانكون كانت خطوة أولى مهمة وينبغي الآن مواصلة تطويرها، إلا أن خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري يتطلب جهود مشتركة. وصرح الوزير قبل انطلاق قمة دوربان قائلاً: “من الواجب أن نصر على أن تتعهد أكبر الدول الباعثة لأكسيد الكربون مثل الولايات المتحدة والصين بإجراء خطوات طموحة للحد من الانبعاثات، وهو الأمر الذي لا زلنا على مبعدة منه.”
كما عبر وزير الخارجية الألمانية جيدو فسترفيلى عن قلقه بأن يضع التغير المناخي السياسة الخارجية أمام تحديات جديدة وأن يؤدي إلى توترات سياسية ونزاعات جديدة. استناداً إلى مبادرة ألمانية أشار كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران 2011 إلى الصلة التي تربط بين السياسة الخارجية والأمنية والتغير المناخي. ويرى فسترفيلى أنه سيكون لألمانيا دوراً مسؤولاً في هذا المؤتمر الذي سيعقد في جنوب أفريقيا، حيث قال: “لدينا دور رائد في حماية المناخ ونريد أن نسهم في إنجاح مؤتمر ديربان.”
مصدر النص
www.magazin-deutschland.de
الترجمة والتحرير: المركز الألماني للإعلام