سمر عاطف – وكالات الانباء
أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء، عن تعرض منطقتين على الأقل في جنوب الصومال إلى “مجاعة”، نتيجة أسوأ موجة جفاف تضرب منطقة القرن الأفريقي منذ 60 عاماً، ووجهت نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لسرعة تقديم مساعدات الإغاثة لسكان المناطق المنكوبة بالمجاعة.
وذكرت المنظمة الدولية إن موجة الجفاف دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح، سيراً على أقدامهم ولعدة أيام، إلى دول مجاورة، بحثاً عن مصدر للغذاء، وقالت إن حوالي خمسة آلاف من سكان جنوب الصومال، يتدفقون أسبوعياً على مخيمات اللاجئين في كل من كينيا وإثيوبيا المجاورتين.
وقال مارك بودين، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال، إن “ما يقرب من نصف سكان الصومال (حوالي 3.7 مليون شخص) يعيشون الآن ظروفاً مأساوية، من بينهم حوالي 2.8 مليون شخص، يعيشون في الجنوب.”
وأعلنت الأمم المتحدة منطقتي “جنوب باكول” و”لاور شبيلي” منكوبتين بـ”المجاعة”، وحذرت من أن خطر المجاعة قد يهدد مناطق أخرى في الدولة العربية التي تعاني فوضى عارمة، نتيجة عدم وجود حكومة مركزية، منذ سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأنه ومع ازدياد خطورة الوضع في الصومال، حيث يعاني مئات الآلاف من المواطنين بسبب الجفاف والنزاع، زادت المفوضية من مساعداتها مع توزيع المساعدات في أجزاء من وسط وجنوب الصومال.
وقال أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية إنه رغم “محدودية الحركة، وصعوبة الوصول إلى المتضررين، إلا أننا تمكنا عبر العمل مع الشركاء في الميدان، من توزيع المساعدات إلى نحو 90 ألف شخص في مقديشو، وبليت هوا، ودوبلي في جنوب غربي الصومال.”
وتقدم المفوضية المساعدات ومواد الإغاثة لنحو 126 ألف شخص في أجزاء من منطقتي “جيدو” و”جوبا” في الغرب، مع إرسال مساعدات إضافية إلى مقديشو، وممر “أفغويي” غربي العاصمة الصومالية.
كما تعزز المفوضية من آلياتها لمتابعة تحركات السكان ومراقبة الحماية في الممرات المؤدية إلى مخيمات “داداب” في كينيا، و”دولو أدو” في إثيوبيا.
وقال إدواردز: “بالنظر إلى الوضع الصحي الخطير للكثير من اللاجئين القادمين إلى المخيمات في الدول المجاورة، تعتقد المفوضية أنه من المهم أن يحصل الناس في الصومال على المساعدات المنقذة للحياة داخل البلاد، وهذا سيخفف من الحاجة إلى عبور الحدود إلى الدول المجاورة.”
وفيما أكد أن المخيمات “تكاد تنفجر من الأعداد الكبيرة للقادمين”، فقد أشار إلى أن المفوضية تنظر في كل السبل الممكنة لتوفير المساعدات داخل البلاد.
من جانبه، أشار بول سبيغل، رئيس الصحة العامة في المفوضية، إلى أن الأوضاع في مخيم “دولو أدو” بإثيوبيا “مزرية للغاية”، حيث ترتفع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، مع ارتفاع الوفيات جراء ذلك.
أما رؤوف مازو، نائب المدير الإقليمي للمفوضية، فقال إنه لا توجد موارد كافية للاستجابة للاحتياجات، وقال إن النداء الذي أطلق الأسبوع الماضي للمطالبة بمبلغ 136 مليون دولار، لم تتجاوز الاستجابة له 17 في المائة حتى الآن.