كتب : ا. د. محمد سعد عبد اللطيف
يعرف مرض باركنسون بأنه مرض يصيب الخلايا العصبية في بعض أجزاء الدماغ والتي تسيطر على حركة العضلات وتعود تسمية مرض باركنسون للدكتور جيمس باركنسون الذي يعتبر أول من قام بوصف إكلينيكي لهذا المرض ويطلق على هذا المرض أحياناً إسم الشلل الرعاشي وتزداد فرص الإصابة بهذا المرض مع تقدم العمر .
وهو أحد الأمراض العصبية التي تؤدي إلى العديد من الأعراض أهمها :-
ارتعاش إحدى اليدين وهو أول الأعراض التي قد تظهر على المريض وتدفعه لطلب الإستشارة الطبية بالإضافة إلى بطء الحركة وتصلب العضلات أو تخشبها الذي ينتج عنه فقدان الإتزان والتنسيق بالإضافة إلى صعوبة في المشي والكتابة .
وهناك العديد من الأعراض المرضية الأخرى المرافقة مع مرض
باركنسون فمثلاً يصبح خط اليد مرتعشاً صغير الحروف تقل القدرة على دوران اليد وجر القدم القلق والإكتئاب اختفاء معالم الوجه انخفاض الصوت مع بحه مشاكل جلدية صعوبة البلع إمساك بالإضافة إلى حدوث إضطربات في النوم.
تظهر أعراض مرض باركنسون عندما تنقص مادة الدوبامين لدرجة 75-80% وينتج عن ذلك اختلال التوازن بين الدوبامين والمواد الكيميائية الموجودة في النوى القاعدية . والدوبامين هو عبارة عن مرسل كيميائي بين الخلابا العصبية يساهم في نقل السيالات العصبية وتقوم المادة السوداء بإنتاج مادة الدوبامين في الدماغ .
وهو يصيب البالغين ما بين سن الخمسين والسبعين ومن أهم أسباب حدوث المرض :
– أسباب جينية حيث تلعب الوراثة دور للإصابة بالمرض حيث أن غالبية مرضى باركنسون لديه أحد أقاربة ممن يعانون من نفس المرض .
– السموم حيث أن ظهور المرض ازداد بشكل ملحوظ مع تطور النهضة الصناعية وهذه السموم قد تتمركز في المبيدات الحشرية وفي المعادن وخاصة المركبات التي تحتوي على الأكسجين المتفاعل reactive oxygen ” ” والذي بإمكانه التفاعل أو الإرتباط بالميلانين العصبي .
– إصابة الرأس حيث وجد أن الذين قد سبق وأصيبوا في رؤوسهم لديهم فرصة للإصابة بالمرض تفوق أولئك الذين لم يسبق لهم الإصابة في الرأس بأربعة أضعاف .
– استخدام بعض الأدوية مثل أدوية وعقاقير الجنون anti-psychotic وجد أنه قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض نظراً لأنها تقلل من كمية الدوبامين أو تمنع ارتباطه بالمستقبلات .
تالياً أهم الإحتيطات الغذائية التي يجب مراعاتها لعلاج مرض الباركنسون .
– من أهم وسائل العلاج هو الشيتوزان والعصير الأخضر من د. سعد و دواء يعرف بإسم ” لفودوبا “أو ” ل دوبا ” وهو بديل لمادة الدوبامين المفقودة في الدماغ حيث يعمل الدواء على الدماغ لإنتاج مادة الدوبامين الضرورية للتحكم في إنتاج مادة الأنيان حيث أن مستوى هذه المادة يكون منخفضاً عند مرضى الباركنسون .
– للإستفادة من فعالية الدواء ينصح بالتقليل من تناول الأغذية الغنية بالبروتين كاللحوم والحليب والأجبان خلال النهار وتناولها خلال الليل وذلك لتسهيل امتصاص الدواء ” ل دوبا ” كون الأطعمة الغنية بالبروتين تقلل من امتصاص وفعالية الدواء .
– يفضل تناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم ومراعاة تناول المجموعات الغذائية كاملة كالنشويات والفواكة والخضار والدهون ولكن تناول كميات قليلة من مجموعة اللحوم والحليب خلال النهار .
– يفضل تناول الدواء قبل نصف ساعة من الطعام أو الإنتظار ساعة كاملة بعد الإنتهاء من الطعام مع مراعاة أخذ الدواء مع كأس مملوء بالماء لتقليل الغثيان والمساعدة على امتصاص الدواء .
– لتقليل الأعراض الجانبية ينصح بإستخدام الدواء بداية بجرعة صغيرة جداً وزيادتها ببطء مع الوقت مع مراعاة عدم توقيف العلاج حتى يتوصل المريض للفائدة المرجوة من العلاج مع مراعاة أن استخدام الدواء لفترة طويلة قد يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات مثل اضطرابات في النوم – أحلام وهلوسة بصرية غثيان دوخة صداع فقدان الشهية زيادة في الحركات اللاإرادية وتغيرات فجائية في السيطرة على الأعصاب .
– يفضل عدم تناول فيتامين B6 من المكملات وبجرعات عالية لأنها تقلل من فعالية الدواء .
– التركيز على تناول البقوليات كالفول والحمص والفاصولياء والبازيلاء كون دواء ” ل – دوبا ” يوجد طبيعياً في البقوليات مع مراعاة عدم الإفراط في تناول هذه الأطعمة للمحافظة على مستوى ثابت للدواء بالدم لتجنب حدوث بعض المشاكل العصبية التي قد تنتج عند الإفراط في تناول البقوليات .
– من الأعراض الجانبية التي قد تسببها الأدوية المتناولة هو حدوث الإمساك والغثيان لذلك ينصح بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف كالخضار والفواكة والحبوب الكاملة كخبز القمح والنخالة وشرب كميات كافية من الماء يومياً للتخفيف من الإمساك أما العلاجات العشبية مثل الزنجبيل والبابونج ممكن أن تساعد حالات الغثيان البسيطة .
– ضرورة سلق الطعام جيداً أو هرس الطعام أو خلطة بالخلاط في حالة حدوث صعوبة بالبلع مع تقدم المرض .
-نظراً لقلة المشي والحركة قد يصاب المريض بزيادة في الوزن لذلك من الضروري التقليل من تناول الأطعمة المقلية والحلويات والشوكولاته والمكسرات والمشروبات الغازية .
– ضرورة مراعاة وضعية جلوس المريض أثناء تناوله للطعام كونه من المفضل أن يكون المريض في وضع الجلوس الكامل وغير المائل مع مراعاة وضع الرأس بوضع مستقيم وغير مائل لليمين أو للشمال أو للخلف لمنع حدوث التشردق بالطعام