سلسلة حقائق
كتب : أ. د. محمد سعد عبد اللطيف
ننشر لكم دراسة علمية ( أميريكية) نشرت في مجلة ( مديسكسب) الأميريكية وقام بها متخصصون من جامعة هارفارد ببوسطن وهي من أعرق الجامعات في العالم واجريت الدراسة على أكثر من 6000 متطوع.
ماذا أثبتت الدراسة؟
أثبتت هذه الدراسة وجود خطر حقيقي على البشر من شرب المشروبات الغازية .. حيث يقول الباحثون في بداية الدراسة أن تناول زجاجة واحدة او أكثر من المشروبات الغازية يوميا قد يسبب خلل في التمثيل الغذائي للجسم أو مايسميه الأطباء METABOLIC SYNDROME . وهذا الخلل في التمثيل الغذائي يتمثل في ثلاثة أو أكثر من العوارض التالية: زيادة محيط الخصر, زيادة ضغط الدم , ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية , وانخفاض نسبة الكوليسترول المفيد وارتفاع السكر الصائم في الدم. ومن المثير في هذه الدراسة أنه وجد ان
المشروبات الغازية حتى الدايت منها قد يسبب واحدة أو أكثر من هذه المشاكل الصحية. ولم يجد الباحثون تفسيرا لذلك سوى أنه ربما يكون هؤلاء الأشخاص الذين يتناولون مشروبات الدايت يكونوا أكثر استهلاكا للحلويات والمواد السكرية لإحساسهم أنهم بتناولهم الدايت لايتناولون مواد سكرية وبالتالي لا خوف عليهم من تناول الكثير من المواد السكرية… وهذا تفسير الباحثون.
تقول الدراسة أيضا ان استهلاك المشروبات الغازية قد تضاعف مرتين إلى ثلاث مرات من العام 1977 وحتى الآن. وخلال هذه المدة أيضا زاد حجم زجاجة المشروب من 250 مللي إلى 330 وربما أكثر من ذلك في بعض الأماكن.
هذا وقد أثبتت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون زجاجة أو أكثر يوميا هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بواحد أو أكثر من العوارض الخمسة التي ذكرناها وأهمها زيادة محيط الخصر وارتفاع نسبة السكر والدهون الثلاثية. وقد وجد أنه حتى الذين يتناولون مشروب الدايت هو ايضا معرض بنسبة 50 إلى 60 في المائة للإصابة باحد عوارض التمثيل الغذائي.
وقد خلصت الدراسة إلى أن المشروبات الغذائية عموما تسبب السمنة ومرض السكري وخاصة بين الأطفال والمراهقين.
دراسة أخرى عن علاقة المشروبات الغازية بالهشاشة:
دراسة أخرى أجراها فريق من الباحثين الدانماركيين على مدى عشر سنوات وانتهت مؤخرا تثبت أن تناول كميات كبيرة من المياه الغازية يوميا من الممكن أن يضعف عظامك ويزيد من مخاطر إصابتها بالأمراض المختلفة مثل اللين والرخاوة والالتهاب والترقق أو الهشاشة.
وتمثل هذه النتائج أول تقرير علمى يثبت أن تناول المياه الغازية يمثل عامل أساسى فى إعاقة نمو العظام من خلال دورها فى إعاقة امتصاص العظام للكالسيوم وتبديد مخزون الجسم منه.
ومن المعروف أن المياه الغازية يتم تصنيعها بإضافة ثانى أكسيد الكربون اليها، وهو الذى يؤدى فى ذات الوقت الى زيادة نسبة الحموضة وإضطراب الهضم على عكس ما يظن البعض. فعندما يدخل هذا الحامض الى تيار الدم يحاول الجسم معادلة تأثيره بالكالسيوم، وهو المعدن القلوى الذى يساعد على بناء العظام.
وفى هذه الدراسة التى أجراها مركز الدراسات الغذائية المتقدمة، قام الباحثون بقياس كل من مقدار الفقد فى الكتلة العظمية ومعدل تكوين العظام لدى شاربى المياه الغازية ممن تتجاوز أعمارهم عشر سنوات ويستهلكون كميات كبيرة من الكولا ومختلف أنواع المياه الغازية.
وقد أظهرت نتائج دراسات بحثية أجريت حديثا علي الأطفال بأوروبا وأمريكا أن عادة تناول الأطفال لزجاجة أو عبوة من المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة يؤدي إلي زيادة أوزانهم بمقدار6.5 كيلوجرام سنويا.
وأوضح باحثون في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية أن الأطفال الذين يشربون المرطبات الغازية الكافيينية ينامون أقل ويستيقظون أكثر أثناء الليل ويصابون بالخمول والنعاس خلال النهار بصورة أكثر.
ويرى الباحثون أنه للقضاء على انتشار ظاهرة هشاشة العظام بسبب تناول منتجات الكولا أنه يجب استبدال هذه المشروبات الغازية باللبن البلدى مما يمكن أن يؤثر إيجابيا على الجسم ويقلل من مخاطر الإصابة بالهشاشة وإحتمالات كسور العظام.
هذا وقد حذر مسؤول بالمركز القومي للبحوث في مصر من الافراط في تناول المشروبات الغازية والعصائر المحفوظة لضررها على الصحة مبينا انها تحتوى على نسبة مرتفعة من السكر والنكهات الصناعية والاحماض التي تؤدي الى السمنة وتسوس الاسنان وغيرها من الامراض. ورأى الاستاذ بقسم الصناعات الغذائية في المركز هشام عيسى أن الافراط في تناول هذه المشروبات يؤثر على صحة الطفل ويحد من نشاطه ويسبب له الارق ناصحا باستبدال هذه المشروبات بالفاكهة والمشروبات الطبيعية المختلفة كاللبن والليمون والخروب والتمر هندى وغيره