كتب : هانى سلام
ذات مساء منذ سنوات كنت جالسا مع افراد اسرتى واذ باحد اطفالى يطالبنى بالاندومى , عندها اعتقدت انة يطلب نوعا من الحلوى من الانواع التى اصبحت ضيفا ثقيلا فى شاشات التلفاز والتى تعرض بابهار فى الاخراج وابهار فى التغليف , بينما هى فى حقيقة الامر نوعا مستنسخا من احد الحلويات الاخرى فلا جديد فيها . الهوس الاعلانى فى عرض المنتجات الغذائية خاصا التى تخاطب الاطفال يسبب ابهارا لهم ودعوى مملة لتجربتها فهى الغذاء المتكامل والوجبة المتوازنة واحيانا مشروب الطاقة ومشروب هركليز وقد ياتى الينا مشروب سبيدر مان السحرى .
منذ اوائل الثمانيات تم رصد هذة الظاهرة فى مجتمعتنا العربية وبدلا من وجبات الافطار المنزلية لاطفالنا , اصبح الطفل العربى يعذف عنها حيث وجد البديل فى اكياسا تحمل افطارا ليس بة مقومات الغذاء الصحى الا قليلا واصبحت اطفالنا اسيرة اكياس الشبسى بانواعها المختلفة وبرع مصنعيها فى اضافة النكهات حتى اصبح الجميع يقبل عليها !
ومع انتشار موجات الاعلانات كأعاصير متعاقبة تمسح افكارنا عن وجباتنا التقليدية , واصبحت اكياس الشبسى الجاهزة ضيفا دائما على مائداتنا فهى ذات طعم مقبول ولها اكثر من مذاق وايضا لا تسبب ارهاقا لربة المنزل حيث انة طبق سريع التحضير بمجرد فتح الكيس !
منذ سنوات ونتيجة لتغيرات اجتماعية جديدة صاحبت حياتنا اصبحت الكثير من الاسر تعتمد على الوجبات الجاهزة ومن البديهى اصبحنا مطالبين من اطفالنا بوجبة لم نتعود عليها فى طفولتنا .
وحتى نبعد عن انفسنا شبح الرجعية اصبحنا منقادين نحو طلبات اطفال اسيرة الاعلانات , واستطاع المعلن ان يخترق حصار الاباء بعرض بضاعتة فى برامج للاطفال تخدم اهداف المعلن حتى وان كانت بطريقة غير مباشرة .
واذ فجاة قطع طفلى حبل افكارى وخيلاتى نحو هذا الاندومى ليلح فى طلبة , وعندها ابتسمت لة وقلت سوف اشترية لك ولكن اعذر جهلى اين اجد هذا الاندومى هل ابحث فى صيديلة قريبة منا ام اتصل بطبيب صديق يرشدنى الى مكان بيع هذا المنتج حتى لا اتعب كثيرا فى العثور علية فى الصيدلايات !
نظرت الى ابتسامة طفلى الصغير وهو ينظر الى حيرتى وقبل ان افوق منها ذكر لى اننى يمكنى العثور على هذا الاندومى بسهولة من محلات الاغذية الجافة او ما يطلق علية السوبرمركت .
وحتى لا تستمر حيرتى توجهت الية بسؤال الجاهل عن الشئ لاطلب منة توضيحا عن هذا المنتج . واذ بة يبادرنى باجابة سريعة انها المكرونة السابقة الطهى ! وعندها بادرتة بسؤال بدا لى بعد ذلك انة ليس لة معنى فى مفردات قواميس هذة الاجيال .. ابنى العزيز وبالفرق بينة وبين ما تصنعة والدتك ؟ خاصا بعد ان وضح لى انها مكرونة فقط , ساعتها استغربت وقلت لة وكيف يكون للمكرونة البيضاء طعما !!
عموما تحت الالحاح فاز طفلى فى معركتة بعد ان ادر مناقشة مفعمة بالدلائل والبراهين على مذاق الاندومى الاكثر من رائع , لقد فاز فى معركتة بعد ان حاصرنى بالحلول والمناقشات عن الادومى وساعتها وجدت ان معركتى كانت خاسرة مع الهجمة الاعلانية فقررت شراء الاندومى مستسلما .
ذهبت للشراء معتقدا ان وجبة الاندومى سوف تكلفنى كثيرا , ولشدة دهشتى وجدت ان الكيس منها يباع بثمننا قليلا فقررت شراء اكثر من كيس ورغبت لحظتها فى تنوع النكهات .
وبحكم هوايتى القديمة فى البحث عن مكونات الاندومى شد انتباهى وجود اكثر من كيس داخلى ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الاندومى . وكانت نتيجة بحثى بعد التعرف على مكوناتة الرئيسية انة القاتل الصامت انة أسوء من الكحول والنيكوتين والمخدرات انها المادة السامة التى يأكلها أطفالنا يومياً!!
اشتهر الاندومى بمكسبات طعم مختلفة المذاق ولكنها تعرف بالبهار الصينى او الإندونيسي حيث يرمز لة بالرمز وهو الاختصار الكيميائى لة . E 621
إن مخاطر هذه المادة على المخ كبيرة لأنها تسبب تلفا في خلايا المخ غير القابلة للتجدد وتسبب تراجع الذاكرة وضعفها وتدهور القدرات العقلية وفقدان القدرة على التركيز …
كما انها تسبب أمراض عصبية تابعة لتلف خلايا المخ مثل ::
الشلل الرعاش والزهايمر والصداع المزمن… ومع الاستمرار في تناولها تؤدى للسرطانات مثل سرطان الثدي وارتفاع الكولسترول وضغط الدم والأزمات القلبية الحادة وغير ذلك الكثير
كما أنها تسبب البدانة المرضية الغير قابلة للعلاج حتى مع الرياضة أو الأدوية لأنها تغير في تركيب الدهون في الجسم
هذه المادة هي أحد مشتقات Monosodium Glutamate وتعتبر أخطر مادة غذائية وجدت في العالم الجديد كمكسبات طعم، ويتم إخفاء أسم هذه المادة السامة في الأغذية تحت مسميات مختلفة مثل الجلوتامات، أسبرتام، الخميرة، المرق سواء مرق الدجاج أو اللحمة، الكاسينات، البروتين المهدرج مثل الصويا المهدرجة .
هذا هو الاندومى والذى يتهافقت علية ابنائنا الصغار , الا يكفى اطفالنا ماءا ملوثا وهواء غير نقى لنطعمهم الاندومى احد اشهر الاكلات المستحدثة فى حياتنا .
هانى سلام
رئيس تحرير الموقع الالكترونى المجلة العلمية اهرام
http://ahramag.com