حاوروا الطفل العنيد ولا تعاقبوه

– وكالات الأنباء ـ
علماء النفس ينصحون الآباء بضرورة التأكد من أن عناد الابن سلوكا وليس مرضا حتى يتسنى لهم التعامل معه بطريقة صحيحة تجعل الطفل يقلع عنه.
الإفراط في التدليل يفسد الطفل
يعد “عناد الأطفال” من أهم المشاكل التي تواجه الوالدين أثناء تربية الأبناء، فالعناد أصبح اليوم سمة أساسية في شخصية الطفل، ويحتار الأهل في الطريقة الصحيحة للتعامل معه، فالبعض يقابل هذا العناد بالعنف الشديد والبعض الأخر يواجهه باستخدام وسائل التخويف، في حين يقابله أخرون بلا مبالاة وكأنه أمر عادى عند الطفل.
ويقول د. عبد الله مكي إستشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة في هذه المسألة إنه “على الآباء أن يتأكدوا من أن عناد الطفل هو سلوك وليس مرضا، وبالتالي يمكن التعامل معه ولكن بطريقة صحيحة تجعل الطفل يقلع عنه، و مظاهر العناد عند الطفل تكمن في التصلب في الرأي والتمسك بما يريده وعدم الانصياع لأوامر الأب أو الأم، وفعل عكس ما يريده الكبار ومقاومة كل ما هو صواب، مثل رفض تناول كوب الحليب قبل النوم، أو غسل اليدين بعد تناول الطعام، أو الاستمرار في تصرف خاطئ في أكثر من موقف، مثل ضرب الأخ”.
ويوضح “كل هذه التصرفات قد تقابلها الأم في مرحلة الحضانة، بمنتهى الهدوء ولكن مع الوقت واستمرار عناد الطفل تبدأ الأم في تغيير سياستها في التعامل معه وتلجأ إلى الضرب أو التوبيخ أو القسوة وكلها أساليب تزيد من عناده ولا تقلله”.
ويؤيد د. محمد إسماعيل استشاري الأمراض النفسية بكلية الطب بجامعة الأزهر أن “العناد غالبا ما يرتبط بالعدوانية، فالطفل العنيد دائما له بعض الميول العدوانية التي تتجلى في ضربه لأصدقائه في المدرسة أو تكسير أدوات المنزل أو أدواته الشخصية، أو تمزيق ملابسه عند الغضب أو ضرب نفسه، وهذا يعود إلى إحساس الطفل بالقوة والفخر بما يفعله مما يجعله يرضى عن نفسه.
ويضيف “اذا كان لكل مشكلة سبب، فإنه من أكثر الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى العناد واستمراره معه، هو الطريقة الخاطئة التى يتعامل بها الأب أو الأم مع الابن، أو إحساسه بالاضطهاد أو الغيرة من إخواته، وفي بعض الأحوال يلجأ الطفل إلى هذه التصرفات كنوع من لفت نظر أهله تجاهه، ناهيك عن المشاكل الاسرية التي تؤثر سلبا على نفسية الطفل”.
والعلاج من وجهة نظر د. محمد اسماعيل، هو اختيار الطريقة المثلي في التعامل مع الطفل، والبعد تماما عن الضرب لأنه يأتي بنتيجة عكسية، فالطفل العنيد لابد من محاورته بهدوء وتشجيعه إذا توقف عن العناد بمكافأة يرغب فيه، مثل الذهاب إلى النادي أو شراء لعبة جديدة، كما يمكن إلقاء الحكايات والقصص التي تشير إلى أن العناد سلوك خاطئ وله مساوئ، عن طريق دمج الحيوانات في الحكي حتى يتعلم الطفل، وأيضا البعد عن التدليل الزائد لأنه يزيد من عناد الطفل وعدم تقبله لأي توجيهات من الأم”.

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.