يسألونك عن لحوم الكلاب

كتب : احمد جلال 
ذكرت وكالة الانباء الكورية KBS موضوعا عن اكلة الكلاب حيث ذكرت ,اسم كوريا ارتبط بشكل أو بآخر بظاهرة أكل لحوم الكلاب ، ورغم أن ظاهرة أكل لحوم الكلاب هي ظاهرة في حالة تراجع وتناقص ،خاصة وسط الشباب،إلا أنها ظاهرة ما زالت موجودة وممارسة، وهناك العديد من المحلات والمطاعم المتخصصة في طهي لحوم الكلاب مشوية ومقلية ومسلوقة ، وحساء الكلاب المعروف باسم “بوشين تانغ” يعتبر عند البعض من أشهى وأجمل أنواع الشوربة. يدور في كوريا هذه الأيام سجال وحوار واسع بين من يدعون لحظر ومنع ذبح وطهي وبيع لحوم الكلاب ، خاصة من بعض جماعات الرفق بالحيوان أو منظمات حقوق الإنسان، وبين من يعارضون المنع ويعتبرونه تعديا على الحرية الشخصية، وتنكرا للثقافة والتراث والتقاليد الكورية. ولأن القانون الكوري غير واضح في هذه الناحية فإن كلا من المؤيدين والمعارضين ينشطون في إبراز وجهات نظرهم وعرض حججهم وما تشتمل عليه من منطق.

المؤيدون لمنع ذبح وطهي وبيع لحوم الكلاب ، يقولون أن الأمر يمس بسمعة وصورة كوريا نفسها ، بسبب ما يحمله الأمر من مظاهر وحشية وبربرية وغير متحضرة وبعيدة عن المدنية وتوحي بالتخلف والقسوة والبدائية. يرى هؤلاء أن الكلب هو حيوان صديق للإنسان ووفي ومخلص له ويقدم له خدمات جليلة فهو خير حارس على ممتلكات الشخص، ويساعد الأعمى والضرير والمُقعد، وهو يمكن أن يكون خير أنيس وخير جليس للشخص، وهو عندما تتم تربيته كحيوان منزلي أليف يصبح بالكثير من المقاييس والمعايير مثل أي فرد من أفراد الأسر أو أطفالها. يقول هؤلاء إن بعض الكوريين من عشاق لحم الكلاب كثيرا ما يتصرفون بشكل بشع ويتصرفون على نحو أقرب للجريمة من خلال قتل بعض الكلاب الضالة بأسلوب همجي توطئة لطهيها وأكلها أو اصطياد وسرقة كلاب مدللة وأليفة تعتبر بالنسبة لأصحابها مثل الأطفال والأبناء، من أجل الاستمتاع بأكلها وهو أمر غير إنساني وغير أخلاقي.

من الناحية الأخرى يقول أنصار أكل لحم الكلاب إن الأمر هو جزء من الثقافة والتراث والتاريخ والتقاليد الكورية التي ينبغي الافتخار بها والمحافظة عليها لا التنكر لها ، وإن الكلاب هي في نهاية الأمر حيوانات مثل غيرها من بقية الحيوانات التي يتم ذبحها وأكلها في كل أنحاء العالم من أبقار وخراف وخنازير ودواجن وطيور بأنواعها ، وإن الرفق والرأفة بالكلاب وحدها دون بقية الحيوانات هو تمييز ونفاق وكذب، وإن أكل أو عدم أكل بعض الحيوانات هو أمر مرتبط بالثقافة أو العادة أو الدين مثل تحريم المسلمين واليهود لأكل لحوم الخنزير، أو امتناع الهندوس عن أكل لحوم الأبقار التي يرونها مقدسة. يقول هؤلاء إن الحديث عن وفاء وإخلاص وصداقة الكلاب ليست مسالة مقتصرة على الكلاب وحدها فأي حيوان يجد تربية ورعاية ودلالا خاصا من صاحبه يرتبط به بشكل وثيق، والكلب الوفي مع مالكه أو صاحبه يمكن أن يكون قاتلا ومجرما وسفاحا مع آخرين. يعتقد آكلو لحم الكلاب إن لحم الكلاب صحي وفيه بعض المزايا الطبية والدوائية، كما يؤكد بعض من يحرصون على تناوله إنه مفيد للباءة عند الرجال ومعزز للقدرات الجنسية عند الذكور بشكل خاص وهي أفكار منتشرة عند الكثير من الكوريين رغم أن الأمر لم يثبت علميا حسب تأكيد العديد من الدوائر العلمية المتخصصة. وفي ندوة قرأت تلخيصا لها في بعض الصحف فقد عدّد الكاتب والأكاديمي والبروفسور الكوري المتخصص آن يونغ غون 14 سببا رئيسيا يقول أنها تبرر أكل لحم الكلاب وتجعله من دعاة ذلك .

لهذا فإن الجدال قد يطول ويطول في الوقت الحاضر بين دعاة التحريم والمنع بنص القانون باعتبار أن الكلب هو حيوان فريد ونبيل وصديق للإنسان ، والمدافعين عن الأمر باعتباره إرثا وثقافة، وإن الكلب في النهاية هو ، مثل غيره من الحيوانات، ومجرد كلب ابن كلب، إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث.
المصدر
وكالة الانباء الكورية

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.