كتبت جودى الجزائر
استيقظ سكان المعمورة مرة أخرى على وقع نبأ عاجل، فالأمر لا يتعلق بكارثة نووية و لا حرب اشتعلت معلنة كانت أو مستترة، بل الأمر منوط بجولة أخرى من جولات الأوبئة والأمراض الصحية التي على ما يبدو قد اعتاد العالم وسكانه على سماعها في نشرات إعلامية عاجلة وعادية.
فالسنة الماضية كثر الحديث عن أنفلونزا الخنازير وقبلها الطيور، ومن قبل عاش العالم على رهاب الجمرة الخبيثة، واليوم نجد أنفسنا أمام شبح أو ما تم تصويره على أنه الرعب القادم من القارة العجوز بكتيريا أي كولاي. لا يمكن وبأي شكل من الأشكال التأكيد على خطورة المرض أو البكتيريا من عدمها ولا حتى التنبؤ بمصداقية ما تطرحه وسائل الإعلام من هالة إعلامية ضخمة، جعلت المتتبع يتساءل ويبعث بعدد من علامات الاستفهام عن حقيقة الظاهرة وحقيقة تغطية إعلامية ضخمة لما تعودنا عليها من أوبة تصادف فترة زمنية حساسة يعيشها على الأقل الإنسان العربي بشكل استثنائي اليوم، وفي الجانب الأخرى تطرح الأوبئة الصحية في هايتي والصومال وغيرها من مناطق العالم و التي تستحق تلك الهالة الإعلامية الضخمة، تطرح عدد لا متناهي ومجهول من الضحايا لأوبئة وأمراض صحية معروفة عند العام والخاص.
إذا فهل نحن نقف أمام لعبة سياسية بالدرجة الأولي، أما أن الأمر أضح منوط بنوع من عمليات التسّيس تماما كما يحدث في مجلات عدة ككرة القدم والاقتصاد وغيرها والتي من شأنها التمويه عن وقائع وظواهر وجب بما كان التستر عنها وإخفائها.
وفيما بدا أو يبدو أن هاجس أي كولاي بدأ يعصف مجددا بسكان القارة العجوز، فإن موجات الخوف والهواجس انطلقت من مناطق عدة في العالم بعضها سارع لعمليات الحظر وأخرى تنتظر رد الفعل على بكتيريا مجهولة النسب والهوية والمصدر.
ويبدو جليا أن أي كولاي أو بكتريا الخيار كانت سبب في بعثرة أوراق أوروبية وحتى روسية كأحد المتضررين الشكليين من الوباء فإن الكثير من المحليين يرون أن الوباء جاء كغطاء لتمويه عن أفعال ومواقف تنتهجها الدول الكبرى في أوروبا وحتى روسيا، و لربما يطرح الكثيرون تساؤلات عدة عن الغاية من العبث بمشاعر الناس وإخافتهم كل مرة بأمراض وأوبئة مجهولة تماما. وفيما إذا تم العبث بمفردات طبية وصحية داخل المنظومة أو لنقل ضمن لعبة سياسية معروفة أو غير معروفة الأطراف.
إذا بات واضحا أما ما من شيء يبعد أو يستثني من عمليات التسييس لصالح أو ضد شخص أو نظام أو دولة، مما من شيء يبعد عن الشر الذي لابد منه حسب مكيافيلي، وإذا ما كان الضحايا قد تجاوزوا حاجز الثلاثين قتيلا من البكتيريا فإن أوبئة أخرى قد تخطى ضحاياها أرقام صنفت ضمن خانة المجهول وتم دفتهم في مقابر جماعية أو حرقهم لعدم اتساع الأرض بما تحمله فوقها من ألام ومعاناة هؤلاء.
أي كولاي أو بكتيريا الخضار من جانب أخرى تمثل عدالة الإلهية أخرى للإنسان لأنه قرر بفعلة فاعل قطع علاقة لا تقطع بالأرض من أجل النوم في حضن تكنولوجيا لا ترحم، وفي هذا المضمار تتهم الخضار المستنسخة أو المستنبتة بالذب ويأتي الحديث عن استخدام الأسمدة المعدلة أو البذور النابتة ومن ثم تبرئتها من الذنب والفضيحة والثمن خسائر فادحة في عدد من المزارع الأوروبية. لا مجال لتفسير عواصف إعلامية في هذا المجال أو هدوؤها سوى أن ما يحدث في الكواليس والدهاليز السياسية محرك قوي وفعال قد يجعل من بثرة في الوجه أو داء عادي وباء خطير بين ليلة وضحاها فيما يستطيع إخفاء أفعاله التي يذهب ضحيتها آلاف وآلاف من البشر رهين قرار سياسي أو تجاهل دبلوماسي بواقع الحال ومعطيات الميدان.
شاهد أيضاً
الكذب عند الأطفال: فهم الدوافع وبناء الصدق
بقلم : د. ريهام رواش يُعد الكذب عند الأطفال من الظواهر التي تثير قلق …