عانى جون أودونوغ من اختلال “الاكتئاب الوسواسي” منذ ان كان في سن السابعة عشرة وحاليا هو يساعد في أكبر دراسة عن هذا المرض النفسي الخطير.
وقال أودونوغ لمراسل صحيفة الغارديان اللندنية إن بدايات المرض كانت خلال السبعينات من القرن الماضي حينما كان في سن السابعة عشرة بعد وفاة والده. كان آنذاك في سن الرابعة عشرة مما جعله ينتقل إلى عائلة تبنته في السنة اللاحقة. ومنذ ذلك الوقت وأودونوغ يعاني من المرض مما جعله يتنقل من مستشفى إلى آخر حتى بلغ الثامنة والعشرين.
إذ حين سماعه بدراسة تدور حول اختلالات المزاج اتصل بالمنظمين لها مباشرة. وتم تشخيص إصابته باختلال الاكتئاب الوسواسي او الاختلال “ذي القطبين” وهو عادة يصيب 1% من عدد السكان.
وهناك أدلة تشير إلى وجود آصرة ما بين الابداع والاختلال “ذي القطبين”(مرض الاكتئاب الوسواسي) فالدكتورة كاي ردفيلد جامسيون التي تعد حجة في هذا الميدان قد تعقبت أعراض المرض ووجدت أن
هناك صلة بين الإبداع واختلالات المزاج في دراستها التي حملت عنوان ” ممسوس بالنار”. فحسب جاميسون كان الشاعر روبرت لويل والرسام جاكسون بولوك والشاعرة سيلفيا بلاث قد عانوا من هذا المرض. فهو مرض مثير للفضول يجمع ما بين آلام مروِّعة وموهبة إبداع متميزة.
وإذا كان الانهيار العصبي مؤذيا فإن “الانهيار الاجتماعي” قابل لأن يكون مشلا للمصابين بمرض الاكتئاب الوسواسي فهو يشمل الانقطاع عن العمل وانهيار العلاقات العاطفية بل وحتى الإفلاس وهذا ما يؤدي إلى التشرد. كذلك تبلغ نسبة الانتحارات بين الأشخاص المصابين بهذا المرض 15% أكثر من غيرهم.
وشارك في هذه الدراسة الميدانية 3000 شخص تم خلالها استجوابهم ومن بينهم كان هناك الممثلان البريطانيان ستيفن فراي وكيري كاتونا. وحسب بروفسور علم النفس في جامعة كارديف بويلز الذي ترأس فريق الباحثين إن “الهدف هو إيجاد أفضل طرائق مقارَبة لتشخيص المرض والتحكم فيه. نحن نحاول فهم العلاقة ما بين الميل الجيني ومرض الاكتئاب الوسواسي وهذا يسمح لنا بالحصول على الحمض النووي والسعي لتشخيص التحولات الجينية المشتركة”.
وأضاف جون أودونوغ أن “كل مشاكلي وقعت حينما كنت أصغر سنا على الرغم من أني عانيت في الصيف الماضي من ارتداد للمرض. مع ذلك فإني أبقيت في المستشفى وعولجت هناك. أنا أحمل كل الأعراض التي غطاها الاستجواب. ستيفن فراي تكلم عن المرض واصفا إياه بأنه غريب مقيت يأتي إلى حياته ليعرقلها ويحرفه عن وضعه السوي. لكنني الآن تعلمت كيف أعيش مع هذا الحيوان الذي لا يكف عن نصب كمائن لضحاياه، وطالما أنني لم أتمكن من ترويضه بعد فإن ظهوره في حياته سيتكرر لاحقا”.