تأثيرات الهاتف المحمول على صحة الإنسان

تعد مصادر التلوث التي يتعرض لها الإنسان بإختلاف الصناعات الهائلة التي أحدثت تحولاً واسعاً في تكنولوجيا العالم مؤخراً فبالرغم من أهمية وجودها في حياة المجتمعات المتحضرة لاستخدامها لأغراض شتى إلا أن أضرارها بدأت تؤثر بشكل كبير وإن كان ذلك على المدى البعيد . ولعل التلوث الإشعاعي من أخطر التلوث حالياً ومن بين مصادر اليورانيوم المنضب الذي يبعث ثلاثة أنواع من الأشعة المؤينة ، أشعة ألفا وأشعة بيتا وأشعة جاما . 
التلفون المحمول ليس إبتكاراً علمياً مذهلاً فحسب ولكنه من أهم تقنيات القرن الحادي والعشرين حيث تطور استخدامه ليصبح أداه متعددة الأغراض لا غنى عنها فمحطاتها تصدر طاقه إشعاع غير مؤين يكون خطيراً إذا ما تعرض له الإنسان بطريقه مكثفة. 
ولقد صاحب انتشار هذا النوع من التلفونات ومحطاته عدد كبير من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الأجهزة . 
خطر الهاتف النقال:
خلصت دراسة واسعة النطاق إلى أن الهواتف الجوالة يمكن أن تؤثر على صحة الأشخاص الذين يستخدمونها ، ويشير البحث الجديد الذي أجراه علماء فنلنديون إلى أن الأمواج الكهرو مغناطيسية المنبعثة من أجهزة الهواتف الخلوية تؤذي الخلايا في الغشاء الحيوي الذي يحمي الدماغ من السموم ، والدراسة الفنلندية التي استمرت عامين هي أول دراسة تظهر أن أمواج الهاتف الجوال الميكرويفية يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة البشرية . 

كما حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني فرايد لهايم فولنورست من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري وقال في لقاء خاص في ميونخ أن إبقاء تلك الأجهزة ( الهاتف المحمول) أو أية أجهزة إرسال أو استقبال فضائي في غرف النوم يسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم وتلف في الدماغ مما يؤدي على المدى الطويل إلى تدمير جهاز المناعة في الجسم . 

وأكد في تصريح صحفي أنه توجد قيمتان لتردد الإشعاعات المنبعثة من الموبايل الأول 900 ميجا هيرتز والثاني 1.8 ميجا هيرتز مما يعرض الجسم البشري إلى مخاطر عديدة مشيراً إلى أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم والمعروفة بأشعة ( إكس ). 

وأشار عالم الكيماوي الألماني أن الموبايل يمكن أن تنبعث فيه طاقة أعلى من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها حيث ينبعث من التلفون المحمول الرقمي أشعه كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز على نبضات ويصل زمن النبضة إلى 546 ميكرو ثانية ومعدل تكرار النبضة 215 هرتز . 

وأشار بهذا الصدد إلى عدد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية مستخدمي الموبايل مثل الصداع وألم وضعف الذاكرة والأرق والقلق أثناء النوم وطنين في الأذن ليلاً كما أن التعرض لجرعات زائدة من هذه الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق أضرار بمخ الإنسان . 

وقال مخترع رقائق الموبايل الذي يعمل في شركة سيمنس الألمانية للإلكترونيات إن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عنه ارتفاع نسبة التحول السرطاني بالجسم 4 % عن المعدل الطبيعي وحسب منظمة الصحة العالمية فإنه يوجد على مستوى العالم حوالي 400 مليون تلفون محمول ( موبايل ) ويحتمل أن يصل هذا العدد إلى مليار . 

وحذر العالم في ختام لقائه من خطورة أجهزة الموبايل على صحة الأطفال وعلى الأجسام الحساسة بالنسبة لكبار السن كالمخ والقلب . 
وقد حذرت رئيسة منظمة الصحة العالمية ( كروهار لين برتلند ) الآباء والأمهات من مخاطر السماح للأطفال باستخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة وكذلك الخبير البريطاني (وليام ستيروت ) عضو مجلس الوطن للوقاية من الإشعاع
محطات تقوية الهاتف المحمول ( الأبراج الخليوية ) وتأثيرها على الإنسان:

كثُر الجدل في الآونة الأخيرة حول تأثير أبراج تقويه إرسال الخلوي على صحة الإنسان العامة وما قد تسببه من أضرار على وظائف الدماغ والجهاز العصبي وخاصة أن هذه الأبراج تقام في المدن فوق سطوح المنازل ووسط الأحياء السكنية ويكون البرج الواحد قادر على تغطية الإرسال والاستقبال في دائرة نصف قطرها بضعه كيلو مترات ويتداخل مجال عمل كل برج مع مجالات عمل الأبراج الأخرى فتغطي المناطق المستهدفة بخدمة الخلوي بشبكة اتصالات هذه الأبراج . 

إن موجات الخلوي هي موجات راديوية ( لا سلكية ) التي تحتوي على مجالات كهرو مغناطيسية تصل ترددها إلى 1000 ميغا هيرتس . 

يقول الدكتور / عيسى السعدي إذا استخدمت هذه الأبراج ضمن الشروط المناسبة وتقيد المسئولين بالارتفاعات والمسافات المسجلة دولياً وعدد الموجات والترددات اللازمة فإن الأبراج لن تشكل خطراً على صحة الإنسان ، أما إذا وضعت هذه الأبراج بالقرب من المرافق العامة والسكن والمستشفيات والمدارس فيمكن أن تحدث ضرراً وتتسبب بأمراض للإنسان . 
السؤال الذي يطرح نفسه حول الأضرار الصحية الناتجة عن الحقول الكهرومغناطيسية لتلك الأبراج ، أن هناك أقساماً كبيرة من المواطنين لديهم غموض كبير حول هذا الموضوع ولذا توجد حاجة ملحة لتقديم معلومات كافية حول هذا الموضوع . 
من خلال مطالعتي لعدد من البحوث حول هذا الموضوع هناك عدد كبير من الدراسات والبحوث تشير إلى أن الموضوع لا يزال يحتاج إلى البحث لعدم وجود نتائج مؤكدة ولكن دعنا ندرج الأخطار المحتملة حسبما أورده المتخصصون الذين يبنوا مخاطرهم على المدى البعيد وليس المباشر مما ينذر بخطر يشمل كل البشر الذين هم على مقربة أو تماس مباشر بالبرج الذي يسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً يؤدي للإصابة بالعدد من الأمراض الخطيرة ، بل وقد يتسبب البرج بعدد من المشاكل لمرضى القلب حيث يؤثر على عمل أجهزة تنظيم دقات القلب ، كما يؤثر بشكل سلبي على القدرة العامة للأفراد حيث يتسبب بالخمول والشعور المستمر بالتعب والإرهاق كما أن له تأثيرات مستقبلية على المدى البعيد بالخصوص على الأطفال فقد أثبتت إحدى الدراسات الحديثة التي أوردتها إحدى المعاهد البريطانية المتخصصة ببحوث السرطان أن الإشعاعات الناتجة عن أبراج نقل الكهرباء أو الهاتف تسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً غير مرئي يسبب سرطان الدم والعديد من الأمراض الخطيرة سواء الجسدية أو النفسية والتي قد تتدرج في الظهور على مراحل كما أنها تسبب حالات من الإرهاق والقلق والتوتر والأرق . 
وأكد عالم الكيمياء الألماني ( فرايد لهايم ) إلى مخاطر محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناتجة عن مفاعل نووي صغير 

الاحتياطات الصحية لاستخدام الهاتف المحمول:
حددت بعض الدراسات نصائح لأخذ الاحتياطات اللازمة عن استخدام التلفون المحمول للتقليل قدر الإمكان من تأثيراته السلبية وسنتطرق لأهمها : 
1 تجنب حمل الجهاز ملاصقاً للجسم ولا سيما بالقرب من القلب لتأثره بموجات المحمول وينبغي حمل جهاز الهاتف في حقيبة بعيداً عن الجسم بما لا يقل عن 50 سم . 
2 قلل من مدة المكالمة إلى أقصر وقت ممكن (كما خلصت إلى ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية 1999م) ولا ينبغي أن تزيد المكالمة عن دقيقة واحدة على الأكثر ولا يزيد عدد المكالمات في اليوم الواحد عن 3 مكالمات. 
3 أجعل بين هوائي الجهاز والإذن مسافة لا تقل عن 2 سم أثناء المكالمة . 
4 على مرضى القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، والصرع ، وضعف المناعة ، والمرض النفسي الذين يتلقون علاجاً كيميائياً تجنب إستعمال التلفون المحمول نهائياً نظراً لتداخل الموجات الكهرومغناطيسية مع العلاج. 
5 يحظر على الأطفال ممن هم دون سن البلوغ الاستعمال المفتوح للتلفون المحمول نظراً لأن الأطفال أكثر قابلية للمخاطر الصحية للموجات في مراحل النمو. 
6 يحضر على السيدات الحوامل المكالمات المتكررة والطويلة أو وضع الجهاز بالقرب من الرحم لتأثير الموجات على خلايا الأجنة. 
7 أثناء رنين التلفون لا تقربه من أذنك لأنه يؤثر على السمع وإنما قربه فقط أثناء المكالمة. 
8 عدم ترك أجهزة الموبايل قريبة في غرف النوم لتسببها بالأرق وعدم إستخدامها ساعة منبه . 

الإشتراطات البيئة الخاصة ببناء وتركيب محطات إعادة البث: 

وقد شملت الاشتراطات البيئية الخاصة ببناء وتركيب محطات إعادة البث للهاتف المحمول لغرض تقليل إثارة على السكان من قبل منظمة الصحة العالمية ومنها ما يلي : 

1 ألا يكون البرج داخل منطقة سكنية أو بالقرب من المدارس والمستشفيات . 
2 أن يكون ارتفاع المبنى المراد إقامة المحطة فوق سطحه في حدود 50-15 م . 
3 أن يكون إرتفاع الهوائي أعلى من المباني المجاورة في دائرة نصف قطرها 10 م . 
4 أن يكون سطح المبنى الذي يتم تركيب الهوائي فوقه من الخرسانة المسلحة . 
5 لا يسمح بوضع أكثر من هوائي مرسل على نفس الصاري . 
6 لا تقل المسافة بين أي محطتين على سطح نفس المبنى عن 12 متراً . 
7 أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات . 
8 لا تقل المسافة بين الهوائي والجسم البشري عن 6 م في اتجاه الشعاع . 
9 أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات . 
10 عدم توجيه الهوائيات في اتجاه مدارس الأطفال . 
11 إلزام الشركات بأن يكون الحد الأقصى لكثافة القدرة يجب أن لا يتجاوز 0.4 ملم وات / سم2 وفق المواصفات المسموح بها وأن تقدم الشركات شهادة بذلك .

الجزائر: ندير وضاح

عن هاني سلام

شاهد أيضاً

د / محمد الجوهري يكتب: الرضا والقناعة من مفاتيح السعادة الانسانية

في ظل الحياة السريعة والمتغيرة، يصبح الرضا والقناعة من أهم المفاهيم التي يجب أن نتحلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.