كتبت الاستاذة جيهان المستشار الدولى
تنبهت الجهات المعنية بالتربية والتعليم بالولايات المتحدة منذ زمن إلى ضرورة التكامل في دراسة العلوم المختلفة فصممت ما يسمى بالأنشطة عابرة المناهج (Cross-Curricula Activities) ومؤخرا بدأت الجهات البحثية في الولايات المتحدة أيضاً في تطبيق ما يسمى بالـ CBPR (أي طرق البحث العلمي المعتمدة على المشاركة المجتمعية ) . فما قيمة تكامل العلوم مع المشاركة المجتمعية بالنسبة للأنظمة التعليمية ونقدم المجتمع والتنمية المستدامة .
تكامل العلوم:
تعتبر مادة العلوم من المواد الصعبة من حيث الاستيعاب بالنسبة لمعظم طلبة المدارس والجامعات والمعروف أن الطالب بدخوله المرحلة الثانوية يبدأ دراسة مادة العلوم على هيئة تخصصات ، فيختفي كتاب مادة العلوم الشامل ويحل محله كتب الفيزياء والكيمياء والأحياء وقد يدرس الطالب ذلك التخصص دون ذاك تبعاً للمواد المؤهلة التي يحتاجها للتسجيل في الكلية التي يرغبها. وفي الجامعات يصبح التخصص أكثر تطرفا فتنقسم العلوم إلى أقسام داخل الكلية الواحدة وهو أمر مفيد بالنسبة لما يلزم من جهد وعمل من أجل الإلمام بكل ما يختص أحد أفرع العلم والإبداع فيه إلا أن هذا الأمر قد تحول من ايجابية التخصص إلى سلبية القولبة والجمود على مر العصور فنحن لم نتدرب على ثقافة ” العبور بين المناهج” والتي تسمى بالـ “Cross Curricular Activities” جيدا حتى الآن إلا أن ذلك هو التحدي القادم لمستقبل تسيطر عليه تطبيقات العلوم والتكنولوجيا كما أنه توجد مساحات مشتركة بين العلوم يؤدي تجاهلها إلى كارثة حقيقة وتخلف علمي حضاري يدفع ثمنه المجتمع بأكمله وفي المستقبل القريب جدا سيؤدي إلى تكوين هوة سحيقة بين الأمم لن يمكن عبورها . فالفيزياء أصل الكيمياء من حيث أن الفيزياء أصلا هي علم الذرة أما الكيمياء فهي علم الجزيئات وعلى ذلك تصبح دراسة الجزيء مستحيلة من غير فهم الذرة سواء في حالتها المفردة أو في حالة اتحادها مع غيرها من الذرات ويمكن القول أن الكيميائي يعتمد على القواعد النظرية والعملية التي يقدمها له عالم الفيزياء (صبري الدمرداش، أساسيات تدريس العلوم ، 1997)، أما الرياضيات تتداخل مع جميع أفرع العلم حتى الموسيقى كما أن مهارات الكتابة جزء لا يتجزء من مهارات البحث العلمي والعلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا والإقتصاد والاجتماع وعلم النفس لها دور لا يمكن إغفاله في ربط العلوم بالتنمية المستدامة والبيئة وقيم المواطنة أي جعل العلوم ذات مغزى حقيقي في خدمة الإنسان والكائنات الحية الأخرى .
لتحميل باقى المقال والصور المرفقة بالمرفقات