في دماغنا يوجد ما يسمى بـ”الساعة البيولوجية” التي تتحكم في إيقاع الحياة اليومية. وتتفاعل هذه الساعة على وجه الخصوص مع التغير الفصلي ، وخاصة تتفاعل مع تغير طول النهار من بين أوقات أخرى من يوم. وإيقاع الحياة اليومية لدى الإنسان يعتمد على دورة النهار والليلة لفترات طويلة ، ومن ثم يستيقظ الإنسان عند شروق الشمس وينام بعد غروب الشمس. واكتئاب الشتاء على سبيل المثال يتعلق بقلة أشعة الشمس وقصر أوقات ضوء الشمس يوميا ونقص الأنشطة الخارجية مما يسبب أعراضا بيوكيميائية مختلفة مثل الحزن والإفراط في الأكل والنوم وبطء الحركة.
وبلا شك أن هذه الساعة البيولوجية تعمل على تعويد الإنسان على التغير الخارجي ، لكن مرضى الاكتئاب الموسمي تنقصهم القدرة على التعود على تغير البيئة المحيطة بهم ، ويتسبب ذلك في مشاكل نفسية مختلفة.
ومن بين أعراض الاكتئاب الموسمي البارزة فقدان الحيوية والنشاط حيث يشعر المريض بعدم الطاقة والتعب بسهولة وفقدان الرغبة وغيرها. وذلك يشبه أعراض الاكتئاب العادي ولكن بالنسبة للشهية فمريض الاكتئاب العادي لا يشعر بها إلا قليلا بينما مريض الاكتئاب الموسمي تزداد شهيته بإفراط حيث يأكل كثيرا خاصة يطلب الحلويات مما يؤدي إلى زيادة الوزن والإفراط في النوم وفقدان الطاقة. وكل ذلك يرجع سببه أساسا إلى زيادة مادة “الميلاتونين” ، لكن هذه الأعراض تختفي عموما في فصل الربيع. ووفقا لبحث علمي، فإن حوالي 15 بالمائة من الناس العاديين يتعرضون للحزن ، و2 أو3 بالمائة يصابون بالاكتئاب الموسمي. ويكثر الاكتئاب الموسمي لدى الشباب في العشرينات من العمر ولكن يقل ذلك مع التقدم في السن.
أما طرق العلاج فهي العلاج الضوئي حيث يتم تعريض المريض لأشعة الشمس لمدة 3 أو6 ساعات كل يوم أو يتعاطى أدوية مضادة للاكتئاب. وإذا شعرتم أنتم أيضا بالاكتئاب الضعيف أوالحزن فينبغي عليكم زيادة أنشطتكم في الهواء الطلق خلال النهار ، وحينئذ ستتحسن أعراض الحزن والاكتئاب بصورة ملحوظة. وإذا تعرضتم لأشعة الشمس لنصف ساعة يوميا خلال فصلي الخريف والشتاء، سينشط إفراز مادة “سيروتونين” في الدماغ. وأنصحكم أن تفتحوا من الآن الستائر في منازلكم خلال النهار وتضعوا الكراسي في اتجاه الشبابيك وتفتحوا الأضواء الداخلية أيضا . ومع ذلك، إذا زادت حدة الاكتئاب أو استمرت الأعراض لمدة أكثر أسبوعين ، فمن الأفضل اللجوء إلى طبيب أخصائي بدون التردد.
خاص للمجلة العلمية اهرام
سمر عاطف
