يحتاج مرضي السكر في شهر رمضان إلي إجراءات علاجية خاصة تساعدهم علي الصوم ومن أجل أن يمر عليهم هذا الشهر الفضيل بكل يسر وبدون متاعب صحية…
يوضح لهم الدكتور صلاح الغزالي حرب أستاذ الباطنة والسكر بجامعة القاهرة ورئيس مركز السكر بمعهد ناصر أن مرض السكر ليست له اعراض مميزة يمكن الحكم بها علي شدة المرض أو خطورته ولذلك يجب عدم الاعتماد علي أن كل شيء علي مايرام فقد يكون مستوي السكر في هذه اللحظات في أعلي مستوياته كما لا يجب القول بإن المريض قد صام عدة مرات قبل ذلك ولم يحدث شيء فالسكر المرتفع بالدم يؤثر تأثيرا متراكما علي جميع شرايين الجسم بلا استثناء ولا تظهر العواقب الوخيمة إلا بعد مرور عدة سنوات.
ويري د. صلاح أن مرضي السكر النوع الأول المعتمدين علي الأنسولين يجب أن يمتنعوا عن الصيام نهائيا, حيث إنهم في احتياج ملح إلي جرعات من الأنسولين علي مدي الأربع والعشرين ساعة لكي يضمنوا تجنب الكثير من المضاعفات الخطيرة علي المدي البعيد مشيرا إلي أن مرضي النوع الثاني الذين يستخدمون الأقراص أو حقن الأنسولين في العلاج يمكنهم الصيام بعد استشارة الطبيب المتخصص ويجب ألا يصوموا إلا إذا كان مستوي السكر في الدم في الحدود المتعارف عليها كما ينبغي أن يقطعوا صيامهم في حالة حدوث زيادة أو نقص ملحوظ في نسبة السكر بالدم في أثناء الصوم.
ويوضح أن المرضي ما قبل السكر وهم أولئك الذين لديهم استعداد لظهور هذا المرض يمكن أن يكون الصوم بالنسبة لهم مفيدا جدا بشرط أن يلتزموا بالسنة النبوية المطهرة عند إفطارهم التي تعتمد علي الحكمة القائلة نحن قوم لا نأكل حتي نجوع وإذا أكلنا لا نشبع أما إذا استسلمنا للعادات الفاطمية المتوارثة التي لا تمت للصوم الصحيح بصلة فلن نجني سوي المزيد من الشحم المتراكم في أجسادنا ومن ثم ظهور مرض السكر وملحقاته من ارتفاع في ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون والإصابة بالأزمات القلبية بعد سرد هذه الحقائق العلمية والتي تتطابق مع التوجيه القرآني الكريم في مسألة الصوم وإذا ظن أنه يستطيع الصيام رغم مرضه فإنه يقع تحت دائرة الإثم والعصيان بل ومحاولة الانتحار وإلحاق الأذي بأعضاء جسمه المختلفة فالصحة هي نعمة كبري من نعم المولي عز وجل وعلينا أن نصونها ونحافظ عليها بكل السبل قبل أن نحاسب علي التفريط فيها كما أن الصوم عبادة لها شروط ومنها ألا يؤدي هذا الصوم إلي إلحاق الأذي بالإنسان فالله سبحانه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر ولكنها ليست عادة اجتماعية ولا وسيلة من وسائل إنقاص الوزن وليست مظهرا اجتماعيا نتفاخر به.
وعن غذاء مرضي السكر يقول الدكتور صلاح إن مرضي السكر الذين يعالجون بالحبوب يمكن أن يستغنوا عن الدواء متي أمكنهم السيطرة علي طبيعة الغذاء وممارسة الرياضة, حيث إن رياضة المشي مهمة لمرضي السكر خصوصا خلال شهر رمضان بعد الإفطار بساعتين لمدة نصف ساعة.
وترجع أهمية ذلك إلي أن مريض السكر لابد له من تناول الطعام علي فترات متقطعة أربع مرات علي مدار اليوم وفي رمضان يتم تناولهم في وجبتين فقط وفي الغالب تكون وجبة الإفطار دسمة مما يؤدي إلي تأثير سلبي, فالمشي بعد الإفطار ضروري بدلا من تناول الدواء مع مراعاة النظام الغذائي الخاص.
ويجمع خبراء التغذية علي أن غذاء مريض السكر يجب أن يعتمد علي الحبوب بدرجة كبيرة باعتبارها من أغني الأغذية بالألياف ورغم أن الحبوب بها كمية كبيرة من النشويات فإنه لا خطر منها لأن وجود الألياف وهي الجزء الذي لا يهضم من الأطعمة النباتية يجعل امتصاص الجسم للجلوكوز الناتج منها بطيئا بما يوافق ضعف إنتاج الجسم للأنسولين للتعامل معه, علاوة علي أنها تزيد من مفعول الأنسولين الأصلي بالجسم وتخفض مستوي الكوليسترول. أما عن الخضروات والفاكهة فهي مهمة لمريض السكر لاحتوائها علي الألياف علاوة علي قيمتها الغذائية المرتفعة مثل الكرنب والخرشوف والخس والخيار والكرفس والجزر والجوافة ويعتبر التفاح أفضل أنواع الفاكهة لمريض السكر علي تنظيم مستوي الجلوكوز بالدم وحفض مستوي الكوليسترول.
وبالرغم من أن التفاح والجوافة يحتويان علي نسبة عالية من السكريات فإن سكر التفاح والجوافة يتمثلان في الجسم بشكل بطيء أي أنه لا يتطلب من بنكرياس المريض إخراج كمية كبيرة من الأنسولين للتعامل معه .وإلا ارتفع مستوي الجلوكوز بالدم بسرعة كما هو الحال بالنسبة لتناول السكريات الأخري مثل سكر المائدة أو الحلويات هذا علاوة علي احتواء الجوافة علي كبريت عضوي يزيد من كمية الأنسولين مع ضرورة تناول التفاح والجوافة دون أي تقشير لاحتواء القشرة علي نسبة عالية من الألياف المفيدة للجسم.
أما المرضي الذين يسمح لهم بالإفطار في شهر رمضان فهم أصحاب حالات السكر المضاعفة مثل الإصابة بالالتهابات أو مرض في الكليتين أو مضاعفات الأوعية الدموية وكذلك يفطر مريض السكر إذا صاحب المرض عوامل خطورة علي القلب أيضا إذا كان المريض يعالج بكمية كبيرة من الأنسولين خلال اليوم الواحد.
ويتوقف علاج مريض السكري خلال رمضان علي نوع العلاج وكذلك عدد الوجبات فإذا استطاع المريض الالتزام بالنظام الغذائي الذي حدده الطبيب وتناول فقط وجبتي الإفطار والسحور دون تناول وجبات بينهما أو تناول الحلوي المصنعة فهذا المريض يوصف له كمية أقل من علاج السكري التي يتناولها خلال الشهور الأخري.
أما المرضي الذين يعالجون بالأنسولين فعليهم أن يتناولوا جرعة الأنسولين قبل الإفطار فقط وتعدل الجرعة طبقا لذلك فالمهم هو المحافظة علي مستوي السكر عقب الأكل.
مع الحذر من تناول جرعة أنسولين في السحور حتي لا تصيب المريض الدوخة أو الغيبوبة نتيجة لنقص السكر خلال فترة الصيام في نهار اليوم التالي.