كتب جودى الجزائر
كان تصنيف جامعاتنا العربية كارثيا بأتم ما للكلمة من معني، الوضع ليس مبالغ فيه وليس وهما ودعابة أطلقها الغرب علينا أنها الحقيقة التي تم المصادقة عليها بالإجماع ونحن في غفلة معرضون.
هي مأساة إن نحن لم نستيقظ من سبات عميق وننتفض من وضع وحفرة نحن من أحضرنا فأسها وحفرنا وطمرنا ومن دون أن نتطلع إلي جيرننا الغرب وهم يلتهمون أسس حضارتنا الغارقة والمستفحلة من أمراض عصر نحن جمعناها ونحن من قتلناها، لم تعد كلمة عزنا السابق ومجدنا القديم تكفي ولم يعد مهم المطالبة بأرث تركناه وعلم وضعناه عهدة غيرنا لأننا ببساطة لا نحتمل نتائج أخطائنا وإهمالنا المتواصل والدائم والذي تسبب بطردنا من قائمة علماء العالم ونحن من بني جامعات العالم وأصل مناهجها وأغني علومها.
لم يعد من المكمن العودة إلي الوراء والتغني بأمجاد من رحلوا والبكاء على أطلال من بانوا وباتوا ولم يعودوا، لأننا اليوم أضحينا وأصبحنا أدني القائمة لأننا نحمل من المتاعب والهموم والمشاكل العصية عن الحل الكثير حتى بات التصنيف لا يسعنا ولا يمكن أن يستوعب تأريخنا المجيد وحاضرنا التعيس، ومستقبلنا الكئيب .
لا نملك من المناهج ما يشفع لنا بالحديث عن ظلم التصنبف وجوره ولا نملك من العقول ما ينفعنا ويكون البرهان على غرور من صنف لأن العقول التي نبضت في صحراء العرب وبدوها رحلت بل نجت بجلدها إن لم تهلكها الفاقة والجوع والقحط.
من الغريب أن لانحرك ساكنا لا نحن ولا وزارتنا الغنية عن التعريف، ليس الأمر فقط غريب بل أنه الكارثة في حد ذاتها.تسألنا عما يبقي وزارتنا التربوية والتعليمية وحتى ذات التعليم العالي المنحط مستوى وقيمة وأجرنا، فإذا بأسألتنا تقود عن سبب عقم مناهجنا التعليمية والتثقيفية والتربوية والتي بات جليا أنها أضحت الداء وخلها وطلقها مكمن العلاج، لم يعد من المجدي التسأءل عن سبب ما نحن فيه وعما وصلنا إليها لأن عقم التفكير والعجزعن التطوير أضحى حالة عصرية ملازمة ليس منها مفرر، لا يمكن لأحد أن ينكر مسؤولية مشتركة لنا نحن جميعا في وصول التعليم والتعليم العالي إلي مأزقه اليوم نحو حافة الهاوية ولأن مناهجنا إصطدمت بجدار التخلف والأمية في وقت تتجدث الأرقام عن قرابة40% من سكان العالم العربي ينزحون في محيط الأمية التي نعهدنا نحن العرب بشكل إستثنائي والمقصود هنا العجز التام عن فك الخط وحتى القراءة الطبيعية، لأن العالم أصبح يستخدم ذات المفهوم لدي الجاهلين بفنون وتقنيات التكنولوجيا.
جميعا أصبح اليوم ونحن على وشك أن نلج منتصف سنة2011 بأن دراسنتا الأولية والثانوية وحتى الجانعية وأيضا شهادتنا لا معنى لها لأن واقع جديدا فرض علينا وبات من الواجب استيعابه وتخطى وضعيتنا الحالية لأن مما من وقت أفضل من الآن.
قد يقع عبء التخلف المعرفي والفجوة العلمية بيننا نحن العرب وباقي شعوب العالم المتقدم الذي استمد تقدمه من علومنا ونمي من أكتاف علمائنا العرب، على حكومانتا العربية ووزارتنا التعليمية ومنها التربوية، فالجزائر على سبيل المثال لازالت تقبع في مسلسل الإضرابات التي شلت مرافقها الجامعية ويحتمل أن تشل معها مختلف المدارس التعليمية في جل المستويات، إضراب جاء على تعديلات رأها الكثيرون غربية ودافعت نحو مزيد من التخلف والجهل، وفيما يتجه أخرون إلي تحقيق المستحيل بعلومه وتكنولوجيا نحو نستوردها يبقي الميدان العلمي والمعرفي بعيدا عنا لأننا بصراحة ما زلنا نتخبط في غياهب الجاهلية اليوم، لكن مسؤولية الملقاة على عاتق وزارتنا، جزء منها لا يمكن أن ننكر أننا نحن سبب فيه ولنا يد بما حدث فطريقة تعاطينا مع مناهجنا التعليمية و المعرفية بالاضافة إلي التنشئة الإجتماعية التي تتوفر على كل شيء عدا ضخ العلم والمعرفة في عقول أبنائنا ذلك جزء من مشكلة اليومو الت هي مأزق وكارثة حقيقية إن لم نتداركها مسرعين ولأن رحلة البحث عن الحلول قد تتجاوز معطيات السبب إلي النظرة الشمولية لجوهر الوضع لتكون التنيجة كما نرجو بحيث يمكننا اللحاق بركب الأمم. لان ضريبة التطور تبني من عقول العلماء لا أكتاف الجهلاء.
