غثيان وصداع وصرع ل9000 طفل بسبب برنامج “بوكت مونستر”، الكارتون المشهور

في شهر ديسمبر من العام الماضي شهدت اليابان حادثة مفاجأة تعد أول حادثة من نوعها في تاريخ العالم وأدهشت هذه الحادثة العالم كله في ذلك الوقت. ما هي الحادثة؟ هي حادثة تتعلق بمشاهدة التلفزيون حيث كان هناك أطفال يشاهدون برنامج “بوكت مونستر”، الكارتون المشهور الياباني المحبوب عند الأطفال وبدأوا يشكون من الغثيان والصداع وحتى أعراض الصرع وما إلى ذلك. ووفقا لوكالة “كيوتو” اليابانية للأنباء فإن سبب ذلك يرجع إلى تغير صور الكارتون السريع لأن الصور تتكون من الألوان القوية مثل الأحمر والأزرق والأصفر. وقيل إن عدد المعرضين سواء كانوا صغارا أو كبارا لهذه المشكلة بلغ حوالي 9000 أوأكثر. وفي النهاية وافق الخبراء على أن ذلك قد يترتب عليه ما يسمى بـ “النوبات العصبية للضوء”. وفي الحقيقة تشهد أمريكا وبعض الدول الأخرى منذ سنوات طويلة عدة حالات من نوبات الصرع من بين الأطفال جراء الألعاب الإلكترونية ولكن الحادثة الآنفة قضية مختلفة ينبغي أن نولي اهتمامنا بها كثيرا لأن برامج التلفزيون يشاهدها فئات واسعة غير محددة من الجمهور ، بيد أن الألعاب الالكترونية تؤثر على مجرد عشاقها فقط. وأيضا أضرار التلفزيون لا تتحدد على مشاهدة الكارتون فقط بل وأيضا مشاهدة كل مواد التلفزيون حيث تلحق أضرارها بالناس بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة صحيا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وما إلى ذلك. ووفقا لما قاله “كيم كيو” البروفيسور النفسي في جامعة “سوكانغ” الكورية في كتابه “نظرية أضرار التلفزيون” فإن الأطفال يدخلون حالة تشبه التنويم المغناطيسي في أثناء مشاهدة التلفزيون حيث تزيد رغبتهم في نسيان حياتهم العادية المعقدة من خلال قضاء الوقت في مشاهدة التلفزيون.
وهناك موجتان دماغيتان، موجة ألفا الطويلة وموجة بيتا القصيرة. أولا، تظهر موجة بيتا القصيرة كلما يعمل الدماغ بنشاط ولكن إذا لم يعمل الدماغ كثيرا تظهر بدلها موجة ألفا الطويلة. وجدير بالذكر هنا أنه بعد 20 دقيقة فقط من مشاهدة التلفزيون تتحول موجة بيتا إلى موجة ألفا لكافة الناس تقريبا ، ومعنى ذلك أن الناس يدخلون حتما حالة نشاط عقلي مفرط في أثناء مشاهدة التلفزيون. وأيضا الأضواء المبهرة والأصوات المثيرة من برامج التلفزيون تحرض الأطفال على العنف والانفعال وتجعلهم في حالة تشبه التنويم المغناطيسي في نفس الوقت. نظرا لذلك، كلما يشهد طفل التلفزيون كثيرا تنقصه قوة التركيز والتفكير وبالتالي يتعرض الطفل لمشكلة السمنة أكثر. على سبيل المثال، لا نحتاج إلى حركة العيون كثيرا في أثناء مشاهدة الأفلام أوالتلفزيون ولكن حينما نقرأ كتابا مثلا تتحرك عيوننا بنشاط تبعا للجملة والفقرة وتشتغل في متابعة الكلمات طوال القراءة مما يؤدي إلى تطوير وظيفة الدماغ. ولكن حينما نشاهد برامج التلفزيون لا نتحرك إلا قليلا جدا ونمكث أمام شاشة التلفزيون باستخدام جهاز التحكم عن بعد فقط. وفي نفس السياق، تبين أن 75 بالمائة من جميع الإعلانات في قنوات الأطفال الأمريكية تتعلق بترويج الحلويات وفقا لتحليل أمريكي حول نسبة إعلانات الحلويات في قنوات الأطفال في أمريكا فقد يمكن أن يتأثر الأطفال بكثير من صور الحلويات التي تظهر على الشاشة مما يؤدي إلى زيادة مشكلة السمنة عند الأطفال.
هكذا تؤثر مشاهدة التلفزيون على الأطفال تأثيرا سلبيا في جوانب كثيرة. ومن المهم أن الأطفال لا يستطيعون التحكم في فترة مشاهدة التلفزيون ويحددوها بأنفسهم لأنهم ما زالوا لا يقدرون على تمييز الغث من السمين.
لذلك لا بد للأباء والأمهات أن يربوا أطفالهم ويعلموهم كيفية مشاهدة التلفزيون وأهمية تقليص فترة المشاهدة مرارا وتكرارا في بيوتهم. وكذلك علينا أن ندرب أنفسنا أيضا ألا نفرط في مشاهدة التلفزيون.

عن هاني سلام

شاهد أيضاً

أ.د رضا حجازي وزير التربية و التعليم

رضا حجازي.. لا تتوقف عن الحلم

1. لا تتوقف عن الحلم: الأحلام الكبيرة هي التي تدفعك للعمل الجاد وتحقيق الإنجازات العظيمة. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.