فيضانات أستراليا، البرازيل جاكرتا و جدة… ماذا بعد؟

في تكملة لمسلسل الفيضانات الذي تشهده الأرض منذ العقد الماضي وبعد أن انجلت الغيوم من سماء باكستان، ها هي ذات الغيوم تحل بأرض أوقيانوسيا، إذ غمرت مياه الأمطار استراليا منذ أكثر من أربعة أسابيع وتسببت بحالات من الخوف الذعر بالإضافة إلي خسائر بشرية ومادية فادحة الأمر الذي استدعى من المصالح المعنية الإعلان على أن هذه الفيضانات هي الأسوأ منذ 1909، وقد غمرت المياه أكثر من أربعين بلدة في جنوب شرقي استراليا أي فما بريو عن مساحة فرنسا وألمانيا معا وتسببت بفيضان عدد من المجاري المائية و بتعطل الاقتصاد، وإتلاف مواني شحن السكر،في حين تحدثت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد عن 9.8 مليار دولار كتقدير لثمن إعادة بناء بعض الولايات المتضررة والتي اعتبرت في وقت سابق مناطق منكوبة، وتأتي على رأس هذه الولايات نيو ساوث ويلز وكوبزلاند والتي تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية، ووصل عدد القتلى فيها إلي أكثر من 20 ضحية فيما لا يزال المئات في عداد المفقودين، بينما يقدر عدد المنكوبين إلي أكثر من 200 ألف شخص كحصيلة أولية، فيما صرح مسؤولون استراليون إن مياه الفيضانات شكَّلت “بحيرة داخلية” عملاقة يبلغ قطرها حوالي 90 كيلومترا، ويُخشى أن تمتد خلال الأيام العشر المقبلة لتغمر مساحات شاسعة من ولاية فيكتوريا الواقعة جنوبي البلاد.
ونجد نفس المشهد في البرازيل التي تجتاحها هي الأخرى مياه الأمطار منذ بضعة أسابيع، إذ قدر عدد ضحايا فيضانات بلاد السامبا بأكثر من 700ألاف شخص في وقت تتحدث الأرقام عن 200شخص من المفقودين، وسط تزايد هاجس الإصابة بالأوبئة، وهو ما يقلق السلطات في البلاد ، والتي أعلنت إن هذه الفيضانات هي الأسوأ في تاريخ البلاد، وهو ما دفعها إلي الإعلان عن حالة الاستنفار القصوى بسبب مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا نظرا لانهيارات الأرضية و تحطم الجسور والطرقات وهو ما يصعب من مهام عمليات الإنقاذ والإغاثة.
أما في اندونيسيا فقد صرح مسؤول في مركز مكافحة الكوارث الطبيعية أن 5 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم فيما شرد أكثر150 آخرين،وقد أدي هطول الأمطار الغزيرة طيلة الأيام القليلة الفائتة لارتفاع منسوب مياه الأنهار وإغراق المناطق السكنية والتجارية في جاكرتا بمياه طينية. ووصل ارتفاع منسوب المياه فيها إلي أكثر من ثلاث أمتار وهو السيناريو الذي ينبئ بغرق العاصمة الأندونسيية قريبا،مما استدعى إعلان حالة التأهب القصوى، خصوصا بعد اجتياح المياه لأكثر من 20 ألف منزل ومدرسة ومستشفي، في وقت كشف فيه معهد باندونغ للتكنولوجيا على أن مستوى اليابسة في أندونسيا قد انخفض إلي ما يقارب 10 إلي 12 سنتيمتر لأسباب طبيعية وأخرى من صنع البشر،فيما يشير ذات التقرير إلي أن أكثر من ألفي جزيرة مهددة بالغرق بحلول عام 2030، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات التي تحتضن أرخبيل الجزر الإندونيسية.
أما في جدة السعودية فقد أعلن اليوم حالة التأهب القصوى في كل من مراكز الأمن والإنقاذ والمستشفيات بعد الفيضانات التي اجتاحت مدينة جدة المتاخمة للبحر الأحمر بسبب ثلاث ساعات فقط من هطول الأمطار وهو ما ينذر بتبعات كارثة طبيعية أخرى على غرار ما حدث لها في السنوات الثلاث السابقة.

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.