تمتلك الكثير من الحيوانات مزيجًا من الغريزة والخبرة والتدريب لتجنب الأطعمة السامة فنراها تبتعد عن الأعشاب القاتلة فهم يتعلمون من التجربة ومن الأباء . وهناك من الحيوانات من يلتهم نباتات بعينها ذات محتوى دوائي لكي يعالج حالة مرضية يعاني منها وكأنه طبيب بيطري تعلم في كليات الطب والصيدلة الأمر الذي نقل إلى الإنسان خبرات في طب الأعشاب بل وتصل دقة الحيوان لقضم وتذوق قطعة ورقة صغيرة لنبات للعلاج ، و هناك يرقات حشرات تكمن عندما تجد النبات غير ناضج وسام حتى تنضج الأوراق بما يكفى لتعاود التهامها . ومن الحيوانات من يقرأ لغة الألوان كالثعابين ليتجنب التهام فريسة ضارة . ومن الفراشات من يبتلع سم في عشب محدد دوناً عن غيره لتصبح الفراشة سامة ، ولها طعمًا سيئاً مما يجعل الكائنات التي تحاول افتراسها تبتعد عنها. إن هذا يؤكد بما لايدع مجال للشك أن الحيوانات أمة لها قوانينها ، ويحاول الإنسان فهمها بل ويتعلم منها ، يقول الله تعالى ” وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ”
أ.د / محمد عبد العزيز فؤاد
أستاذ علوم الحياة . جامعة عين شمس
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=YxLutiSgy2c[/embedyt]