بقلم دكتور رضا حجازي :
هناك خطا كبير نقع فيه عند تعليم أهالينا الكبار فنعلمهم بنفس طرق تعليم الصغار التي يطلق عليها البيداجوجيا(Pedagogy)
في حين أنهم يمتلكون مدلولات المفاهيم ومعانيها لكنهم لا يعرفون رموزها أو أسماءها ،لذا وجب علينا تطبيق مبادئ علم تعليم الكبار التي يطلق عليها الأندراجوجيا (Andragogy) وذلك لمحو أميتهم .
بالانطلاق مما يمتلكونه من معاني لمفاهيم كثيرة ومن خبراتهم الحياتية ونساعدهم في معرفة رموزها وأسمائها ، وهنا سيكون تعلمهم أسرع بكثير مما نحن فيه الآن.
ونخطئ مع الصغار الذين لا يملكون مدلول المفاهيم ،ونركز معهم في رموز أو أسماء المفاهيم لذا نجدهم يذكرون أسماء المفاهيم ولا يعرفون مدلولاتها الأمر الذي يعوق الفهم العميق للمتعلمين ولا يستطيعون تطبيق ما تعلّموه في حياتهم ،
لذا ظهر علم الهيوتاجوجيا (Heutagogy) الذي يؤكد على مجموعة من المبادئ منها مساعدة المتعلمين على تحديد تعلمهم من بدائل عديدة ، و تنويع التعليم ،ومساعدة المتعلمين علي تكوين مجتمعات تعلم مع أقرانهم باستخدام طرق تعليم تساعدهم علي تكوين بنيتهم المعرفية بشكل صحيح ،
وتقديم أنشطة مبهجة لهم تساعد على استثمار السنوات الذهبية للطفولة المبكرة وإشراك المتعلمين في تحديد مسار تعلمهم ، وإتاحة مناهج تسمح باستثمار الحد الأقصى من استعدادات المتعلمين و قدراتهم ولا تركز على الحفظ الأصم للمعلومات
بل تنمي الابتكار والإبداع لدى المتعلمين ،
وفتح الباب للإسراع التعليمي، وإنشاء الفصول الافتراضية، وتطبيق التعلم المدمج ، و تنويع مصادر التعلم ، والسماح للمتعلمين بالتحرك بين التخصصات المختلفة دون تعقيد ، وزيادة المناهج البينية والمتكاملة ، وأن تكون التكنولوجيا مكملة لكل طرائق التدريس ونظرياته وليست منافسة لها ،
وأن يصبح دور المعلم مدرباً ميدانياً(Coach) للتعلم التفاعلي،
ومقارنة المتعلم بمدى التقدم الذي طرأ عليه وليس مقارنته بغيره من المتعلمين لأن كل متعلم له ما يميزه عن غيره واعتباره حالة فريدة ، والتركيز علي اكتساب المتعلمين لمهارات التعلم الذاتي التي تساعدهم على تحديد تعلمهم المستقبلي ، وامتلاك مهارات التعلم مدى الحياة ،والمقدرة على المنافسة في أي زمان وأي مكان ،و مساعدة المتعلمين بأن يكون هدفهم بناء قدراتهم وكفاءتهم الذاتية ،وليس الحصول على شهادة دون امتلاك مهارات تعلم حقيقية.