بقلم الدكتور دسوقي عبد الحليم
كما علم الغراب الانسان الدفن
=====================
يقول تعالى على لسان نبيه موسى في سورة طه: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى). شاهد أحد العلماء في إحدى الغابات قطعة من الأرض قد نما بها أرز قصير من نوع نصف بري كانت مسافة القطعة خمسة أقدام طولا في ثلاثة عرضا وكان طول الأرز نحو ستة سنتيمترات ويتراءى للناظر إلى هذه البقعة من الأرض أن أحدا لابد يعتني بها فالطينة حول الجذور كانت مشققة والأعشاب القريبة كانت مستأصلة والغريب أنه لم يكن على مقربة من هذا المكان عود آخر من الأرز، فهذا الأرز لم ينم من تلقاء نفسه وإنما زرعه زارع.
=============
ولوحظ أن طوائف من النمل تأتي إلى هذا المزروع وتذهب عنه فانبطح العالم على الأرض يلاحظ ما يصنعه ولم يلبث أن عرف أن هذا النمل هو القائم بزراعة الأرز في تلك البقعة من الأرض وأنه اتخذ من زراعتها مهنة له تشغل كل وقته، فبعضه كان يشق الأرض ويحرثها والبعض الآخر كان يزيل الأعشاب الضارة، فإذا ظهر عود من عشب غريب قام إليه بعض النمل فيقضمونه ثم يحملونه بعيدا عن المزرعة، نما الأرز حتى بلغ 60 سم.
===================
وكانت حبوب الأرز قد نضجت فلما بدأ موسم الحصاد شاهد صفا من شغالة النمل لا ينقطع متجها نحو العيدان فيتسلقها إلى أن يصل إلى حبوب الأرز فتنزع كل شغالة من النمل حبة من تلك الحبوب وتهبط بها سريعا إلى الأرض ثم تذهب بها إلى مخازن تحت الأرض، بل الأعجب من ذلك أن طائفة من النمل كانت تتسلق الأعواد فتلتقط الحب ثم تلقي به بينما طائفة أخرى تتلقاه وتذهب به إلى مخازن تحت الأرض.
===
يقول الله تعالى في الاية 10 من سورة إبراهيم، لهؤلاء الذين لا يتفكرون في خلقه (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ۖ يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ۚ قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين).