متابعة: عطاف بالحاج
نحو عمران جديد
للدكتورة هبة رءوف عزت
صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب “نحو عمران جديد” للأكاديمية والمفكرة المصرية الدكتورة هبة رءوف عزت. يتناول الكتاب نظرات وإشكالات في خرائط الدين والمدينة والدولة. ويبحث تاسيس مفاهيم ودعائم قد تكون مرتكزات تساعد في تأسيس النهضة وصياغة نموذج العمران المنشود مستخدمة أدوات البحث الاجتماعي الممزوجة بالرؤية الشرعية والأصولية في فهم سنن التحولات التي تشهدها المنطقة منذ عقود وحتى اليوم وتفسير أسباب استمرار أو فشل إقامة صبغ التمدن وتجارب التغيير.
تتناول أستاذة النظرية السياسية في مؤلفها خرائط مفهوم الفطرة وكيف يمكن استثماره بناء خرائط المستقبل. وكيف يمكننا إعادة بناء مفهوم الأمة وما لدينا حوله من تصورات وما جرى فيها من تحولات؟. ثم تتطرق إلى مناقشة الفروض العينية والكفائية وكيف يمكن استخدامها في العمل العام، وعن منطق العمران بين التانس والتوحش في حديثها عن فلسفة ما قبل النهضة. وعن العمران والأرض والحيز والجسد.ثم تنتقل الكاتبة إلى محور تحدي المجتمع والدولة وفبه تتحدث عن العقل السياسي والتحرر من الدولة، وعن المقارنة بين “قومية الغرب” و “أمة الإسلام” .. عن أسبقية الأمة على الدولة، والحديث عن تفكيك العلمانية وعن ما وراء الفقهي وما قبل السياسي تفكيك التباسات العلمنة، وكيف يمكن تنمية “الخيال الاحتهادي” من خلال انشغال الغكر والخطاب الديني بمصفوفة العلاقة بين الدين والدولة على ثلاثة محاور: العمارة والمكان، قضايا الوجود وحقوق الإنسان، قضايا السياسة والعمران. ثم الدولة وأسطورة التحرك الكامل. ثم ختام الحديث عن الدين والعلمانية وما يستوجب من إعادة الترسيم، تم يتصل بهذا من حديث عن صيغ التمدن وعلاقته بالعلوم الإسلامية.
عن الفقه الاستراتيجي
قامت المؤلفة بمعية الأستاذ أحمد عبد الجواد زايدة في مقدمة سلسلة الففه الاستراتيجي الذي يعد هذا المؤلف هو الإصدار الأول فيها بتعريف موجز لمشروع “الفقه الاستراتيجي” وأهدافه التي تتلخص في التركيز على الانفصال الذي حصل بين علوم الوحي وعلوم الواقع، بعد أن كانت العلوم الإسلامية خريطة متحركة تتكون بتكون الواقع وتنضج بمعرفة تضاريسه مع الحفاظ على الإطار التوحيدي الذي يؤطرها ويوجه بوصلتها.
لكن مع غياب الرؤية الكلية الرحبة الأفق وعدم الاستيعاب لخريطة العلوم ومعرفة وظائفها ومقاصدها تنظيرا وتنزيلا أدى إلى تعطيل دورها في صناعة العمران، فصارت العلوم جزرا منعزلة.
من هنا بدأت فكرة “الفقه الاستراتيجي” عام 2011 من أجل نحت مسار موسوعي خاص بالفكر والفقه وعلوم الاجتماع والواقع وتكوين العقول بخبرات متعددة وأدوات تفكير منهجية متوازية، وربطها بدوائر العمل ومساحات الاجتماع والاقتصاد وأوجه العمران، حتى لا يقوم الفقيه بتنزيل رؤاه الفقهية على واقع يناقض أصل ما جاء في تأصيله، مما قد يظنه محققا للقصد الشرعي فيصف واقعا غير شرعي بأدوات شرعية.
بعد هذه المقدمة العامة حول المشروع، يبدأ الكتاب فعليا ليفصل في معالم الفقه الاستراتيجي من منظور عمراني في محاولة لرسم خرائط القضايا وإعادة النظر في المفاهيم، وإثارة الأسئلة واستشراف المستقبل.
المصدر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر