تحقيق جودي .خ – مكتب المجلة العلمية أهرام من الجزائر
قبل أيام على موعد انطلاق الامتحانات الرسمية في الجزائر في الطورين المتوسط والثانوي والمتمثلة في امتحان شهادة التعليم المتوسط BEM وشهادة التعليم الثانويBAC، تشهد المصالح التربوية والتعليمية استعدادات مكثفة على قدم وساق من اجل انجاح المحفل العلمي التربوي والاكثر أهمية في الجزائر، من خلال العمل على توفيرمختلف الهيئات والوسائل المتاحة وتأمين الراحة لمختلف المترشحين الذين سيجتازون الامتحانات الرسمية تباعا على اسبوعين، امتحان شهادة التعليم المتوسط BEM بداية من يوم 9 جوان 2019 على مدر ثلاثة أيام وامتحان شهادة التعليم الثانوي بداية من يوم 16 جوان إلى غاية 20 جوان 2019.
على ذات الهمة التي تشهدها المصالح التربوية والتعليمية في تكثيف مجهوداتها وتوفير الرحة والأمن لتلاميذ، يسعى التلاميذ ذاتهم في نفس الجانب على محاولة الاستعداد للامتحانات، عام دراسي شاق يقضيه الطلبة بين الامتحانات الفصلية والفروض والتقويم المستمر، بالاضافة إلى حصص الدعم المدرسي والحصص التدريسية الخاصة.
و على ذات الهمة تشهد مصالح غير رسيمة عمل دؤوب وفي الخفاء من اجل توفير مختلف الأدوات اللازمة لانجاح التلاميذ ولكن بطرق غير مشروعة وبالعمل على توفير مختلف ادوات الغش في الامتحانات والأحدث منها من خلال توظيف التكنولوجيا الرقمية لفائدة هذه الاعمال الغير مشروعة، قصصات ورقية وشفافة، اقلام سحرية واجهزة بلوتوث ومعدات تكنولوجية أخرى هو عالم احترافي ولكن من نوع اخرى ولخدمة أعراض أخرى، لذا سنحاول في هذا التحقيق الغوص من عوالم التحضير لعمليات الغش وطرق الاحتيال على الحراس في المراكز الامتحانية.
اثناء بحثنا عن أكثر دوات الغش توظيف في المراكز الامتحانية والتي تشكل الأداة الغش الأغلي سعرا والاكثر طلبا قمنا بزيارة عدد من المحلات التي تقوم ببيع اداة
البلوتوث وهي عبارة عن جهاز ارسال واستقبال للمكالمات الهاتفية يتم من خلالها استعمال شريحة SIM ووضع الطرف الاصغر داخل الاذن اين يتم استقبال المكالمات، ظهرت هذه الاداة بعدما لجأت وزارة التربية الوطنية الجزائرية غلى استعمال أداة وكشف المعادن والهوتف النقالة بعد منع دخولها لمراكز إجراء الامتحانات، يتراوح سعر هذه الأداة بين 15000 دينار جزايري و 25000 دينار جزائري في السوق المحلية وترتفع الاسعار بمجرد اقتراب موعد الامتحانات الرسمية وتشكل سعر الأداة متوسط دخل الموظف الجزائري في الشهر، من أراء بعض التلاميذ الذين وجدناهم يستفسرون عن سعر الجهاز في محاولة لاقنتاءه، أنه وسيلة مهمة لنجاح بمعدلات مرتفعة، وفي ردهم عن اهمية المراجعة كسبيل لنحاج الحقيقي أجاب البعض منهم أن الجهاز ضروري وان المراجعة وكثرة المواد صعبة بالنسبة لهم ولا وجود للوقت لمراجعة كل المواد، السؤال الأهم كان من يوفر لهم ثمن اقتناء هذا الجهاز، بعضهم يجيب ان الاسرة لها علم بهذا وهو من تدعمه ماديا ومعنويا بخصوص قرار الغش واقناء الاداة اللازمة لراء الجهاز والبعض الاخر أقر أنه اضطر للعمل من أجل توفير الجهاز، اذا فمعايير النجاح وأدواته مختلفة في نظر البعض ممكنة حتى ولو كانت غير مشروعة سواء في نظر بعض التلاميذ أو الأولياء.
الكتابة على الاظافر تعتبر من اغرب أساليب واشكال الغش التي ظهرت مؤخرا وانتشرت بشكل رهيب في اوساط التلاميذ، فهذه الطريقة الصعبة من حيث أدائها وكذا طريقة رصد الكتابة بحجم صغير جدا تشكل بالنظر للكثير من الأساتذة والتربويين أصعب من المذاكرة والمراجعة في حد ذاتها، ولكن مالذي يجبر بعض التلاميذ على العمل بهذه الطريقة في الغش، سؤال توجهنا به غلى عدد من التلاميذ تراوحت اجابتهم بين من يري ان هذه الطريقة تساعد على اخذ بعدد من الملاحظات والمواد العلمية التي لا يمكن استذكارها وتشكل مصدر توتر وقلق لهم، لذا فهذه الطريقة تسهم بالنظر لهم غلى تحديد بعض المواضيع والعناوين الصعبة.
من بين الادوات التي يتم توظيفها في الغش هو استخدام القصصات الورقية والشفافة ينم الصاق الشفافة منها بالجلد على مستوي الذراع او الساق والاستعانة بها في فترة الامتحان يتم طباعتها على أوراق شفافة بحيث لا يمكن ملاحظتها أثناء اداخلها للمراكز الامتحانات من طرف أعوان الحراسة، يتم على هذه القصصات الورقية طباعة دروس كاملة من على القصصات الورقية والشفافة يتم اللجوء إلى ادخالها للمراكز الامتحانية إلى الصاقها على قارورة الماء وعلى علب العصير وداخل الاقلام
يوظف الكثير من التلاميذ اساليب تقليدية وتكنولوجية في الغش في محاولة منهم لتحقيق النحاج، من بعض القضايا الي يثيرها انتشار الظاهرة في الاوساط التعليمية في الجزائر هو دعم بعض الاولياء للظاهرة وكذا التغاضي عن الظاهرة وعدم تفعيل حلول وقائية وردعية للحد من انتشرها ومكافحتها من طرف الهيئات الوصية.
لجأت الجزائر في السنوات السابقة إلى قطع الاتصال بالانترنت خلال فترة الأمتحان وتعزيز المراكز الامتحانية بأدوات تشويش الاتصالات وهو الأمر الذي سبب للبعض استياء وانتقاد للإجراء، وعلى الرغم من محاولات مكافحة مظاهر الغش المختلفة وتسريب الاسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الظاهرة ماتزال تعرف انتشارا واسعا في عجز واضح للمنظومة التعليمية إين لجأت في حالات عدة إلى تفعيل الخطاب الديني عبر مساحد الولايات الجزائرية، ومع ذلك مزال هذال الأمر مستمرا والظاهرة منتشرة.
مع امتعاض السلطات الوصية على القطاع وعدم قدرتها على الحد من الظاهرة بالاضافة غلى عمل جهات خفية على صناعة الغش وترويج للظاهرة في المؤسسات التربوية الجزائرية، وهو ما يوحي بمنتوج علمي زائف يتم تسجيله على مستوى الجامعات الجزائرية وسط ملاحظات عدة بعدم التاسيس الفعلي للقاعدة المعرفية التي ينطلق بنائها من النجاحات الحقيقية للامتحانات الرسمية القاعدية المتمثلة في امتحانات شهادة التعليم المتوسط والثانوي.