عالم الكائنات الصغيرة قصص وحكايات من عالم الأحياء

اياد القطراوي – فلسطين

من أين إذن يأتي معظم الأكسوجين الذي نحتاجه لاستمرار الحياة؟ يأتي من مخلوقات دقيقة لا ترى بالعين المجردة معظمها وحيد الخلية، تعيش في البحار والمحيطات، وتسمى بالألجا أو العوالق (بلانكتون) نحن مدينون لها بأرواحنا.
كيف تتولد السحب التي تحجب عنا الأشعة الفوق بنفسجية القاتلة, والتي تمدنا بالمياه العذبة للشرب والزراعة؟ من الكائنات الدقيقة المسماة بالعوالق فنحن لا نستطيع أن نعيش بدونها, بينما هي بالتأكيد تستطيع أن تحيا وتستمر بدوننا.
فما هي قصة العوالق ومعظم الكائنات الصغيرة، التي تعيش معنا ولا نعرف عنها شيئا؟

العوالق الحيوانية لها أشكال كثيرة. منها الكروي الشكل، الذي يقفز كالبرغوث. ومنها البيضاوي الشكل، الذي يسبح كالثعبان. بعضها له إبرتان, واحدة في أوله، والأخرى في نهايته. وأيضا، مخلوقات إذا خرجت من الماء تنفجر إلى ثلاث أو أربع مخلوقات حية, كل منها على شكل كرة.

في كل سنتيمتر مكعب من الغلاف الجوي, يوجد على الأقل عشرات الكائنات الدقيقة هذه
أما في المدن، حيث يزيد التلوث بالدخان والأتربة, فيصل العدد إلى الملايين في السنتيمتر المكعب الواحد هذه الكائنات عبارة عن مخلوقات صغيرة، ونباتات الألجا وحيدة الخلية، التي تمثل نسبة كبيرة والباقي فطريات مثل عفن الخبز والبكتيريا وحبوب لقاح وبذور دقيقة. كل ذرة غبار، بها مخلوقات ميكروبية. حتى السحب بها مخلوقات دقيقة تعيش وتتنفس وتسبح وتطفو وتتناسل. معظمها لا يتعدى طوله جزء من 500 جزء من البوصة, ولها مئات من الأشكال المختلفة.

الأكسوجين الذي نتنفسه، يأتي 80% منه من العوالق النباتية المسماة بالألجا، التي تعيش في البحار والمحيطات. الباقي 20%، يأتي من الغابات والنباتات في الحقول وحشائش الأرض. بدون الأحياء الدقيقة، لا نستطيع البقاء على سطح هذه الأرض ولقد قدر حجم ما تنتجه هذه الكائنات، التي لا ترى بالعين المجردة، في العام الواحد من الأكسوجين ب 330 بليون طن.

ويرى العلماء أن أكبر فائدة تأتي من الفيروسات، هو استخدامها في دراسة وتحليل شفرة الجينات والحامض النووي وفك ألغاز تركيبة الخلية الحية ولأن الفيروس هو أبسط الكائنات التي تتوالد وتكرر نفسها, لذلك أمكن استخدامها في الهندسة الوراثية وتغيير بعض الصفات الوراثية للخلية
وتستطيع أن تحول فيروس قاتل إلى فيروس غير قاتل، بمجرد تعديل بسيط في تركيبة جيناته كما أن الفيروسات يمكن أن تكون الأمل في القضاء عل مرض السرطان اللعين، في حال إنتاج فيروس يدمر الخلية السرطانية فقط ويترك الخلية السليمة بدون تغيير.

كما أنه يمكن استخدام الفيروسات في تعديل جينات النباتات, فتصبح أكثر قدرة على مقاومة الأمراض وأكثر إنتاجا للمحاصيل وفي نفس الوقت، إذا أسئ استخدامها, يمكن أن تصبح أسلحة دمار شامل في الحروب.

ولا يمكن في المقابل إغفال الأمراض الكثيرة والتي منها الجدري والطاعون و التيفود والالتهاب السحائي والإنتراكس والحمى القرمزية والحمى الصفراء والملاريا والكوليرا والسل والأنفلونزا والدفتيريا والحصبة والجذام والسيلان والسفليس وداء الكلب والإيدز والكبد الوبائي وأنفلونزا الطيور والتي تنتج بسبب ميكروبات دقيقة تهاجم وتعيش في جسد الإنسان مسببة أمراضا قاتلة.
هذه الميكروبات، تأتي فجأة وتختفي فجأة. تطور نفسها، لأنها هي أيضا تريد الاستمرار في الحياة. تسبب 75% من مجموع الأمراض التي تصيب الإنسان و تهاجم أيضا الحيوانات والنباتات.

عن اياد القطراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.