عبد الحكيم محمود / اليمن
نشرت المجلة العلمية المتخصصة بأمراض السكري Diabetologia
دراسة علمية بعنوان Skin autofluorescence predicts incident type2 diabetes , cardiovascular disease and mortality in the general population
وهي الدراسة التي أجرتها مؤسسة Dutch Lifelines Cohort وباحثون من جامعة غروننغن الهولندية University of Groningenحيث توصلت
هذه الدراسة إلى أمكانية تشخيص مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب بمجرد إلقاء الضوء على البشرة , وذلك باستخدام جهاز “Handheld Diagnoptics” الضوئي، والذي يعكس ضوء الفلورسنت ويكشف عن وجود البروتينات في الجلد، وهو الأمر الذي سيساعد على تجنب الأشخاص الخضوع لفحص عينات الدم المؤلمة, إذ يكفي تسليط أشعة ضوء من خلال إضاءة قسم مربع، طول ضلعه 4 سم، من الجلد لمعرفة إن كان المريض في مرحلة مبكرة أو متقدمة من الإصابة بهذين المرضيْن , حيث يقوم الجهاز بالكشف عن وجود بروتينات تدعى Advanced glycation end products (AGEs) وهي بروتينات أو شحوم تتشكل عندما تتحد البروتينات أو الدهون مع جزيئات السكر كما ترتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم ,وبإمكانها أن تكون عاملا في الشيخوخة وفي تطور أو تفاقم العديد من الأمراض التنكسية degenerative diseases ، مثل مرض السكري ، وتصلب الشرايين ، وأمراض الكلى المزمنة ، ومرض الزهايمر.
وتعمل طريقة تسليط الضوء على الجلد وذلك بفضل وجود الغلوكوز في الدم وسوائل أخرى موجودة في الجسم, إذ يمكن لجزئيات السكر أن تتحد عشوائيا بالعديد من جزئيات البروتين المختلفة في الجلد والأنسجة الأخرى لتشكل فيما بعد منتجات الغلايكايشن المتقدمة AGEs وهو ما يشبهه الغراء , حيث يتسارع التصاق منتجات الغلايكايشن glycation في الجلد عند الأشخاص ممن يعانون من مرض السكري أو ممن أصيبوا بالمرض في مراحل متقدمة لكنهم لم يجروا بعد تشخيصا له .
وتعليقا على هذه الدراسة فقد اعتبرت مجلة (نيوساينتست NewScientist) البريطانية إنها بمثابة اكتشاف قد يغير في المستقبل من طرق تشخيص مرض السكري وأمراض القلب , حيث تتميز هذه الطريقة بسرعتها وسهولتها في معرفة الوضع الصحي للمريض خلافا للطريقة الحالية المتمثلة في أخذ فحوصات من الدم وأيضا قياس وزن الشخص والتاريخ العائلي .
وأضافت المجلة العلمية البريطانية : توفّر هذه المقاربة طريقة أسرع وأسهل لفحص الأشخاص المصابين بهذه الأمراض الصحية، فضلاً عن الأساليب الحالية التي تشمل اختبارات الدم، والتي تقيم عوامل الخطر مثل الوزن الزائد وعامل الوراثة, إضافة إلى أن هذه الطريقة قد أثبتت فعاليتها , لأن الغلوكوز والسوائل الجسدية الأخرى في الدم قد تلتصق عشوائياً بجزيئات البروتين المختلفة في الجلد والأنسجة الأخرى وتجعلها أكثر صلابة، بما في ذلك جدران الأوعية الدموية، ما يساهم في ارتفاع ضغط الدم.
وانطلاقا من هذه الدراسة العلمية فقد قامت إحدى الشركات الهولندية بتطوير
جهاز إضاءة محمول أطلقت عليه اسم IGA reader “. ويشع الجهاز ضوء الفلوريسنت على الجلد ويستطيع كشف الجزئيات التي ترتد إلى الخلف
تجدر الإشارة أن اختبار منتجات الغلايكايشن المتقدمة يعد جزءا من دراسة هولندية موسعة عن الصحة والمرض في الشيخوخة تمتد على فترة ثلاثين عاما. وشارك في هذا الجزء من الدراسة حوالي سبعين ألف مشارك لم يعانوا من مرض السكري وأمراض القلب .
المزيد من المعلومات تجدونها في الروابط التالية :
Journal reference: Diabetologia, DOI: 10.1007/s00125-018-4769-x