?️صافي وهبه
لم تعد مشكلة و أزمة الحصول علي مكان في المدارس يقتصر علي التجريبيات بل امتدت الازمة الي المدارس الخاصة واللغات والدولية .. فمن ناحية المدارس الحكومية العربي ارتفعت الكثافات وتخطت في بعض الفصول ال 120 تلميذ .. وفي المدارس الرسمية لغات تكدست الفصول ووصلت الكثافات وتخطت ال 70 تلميذ ومع عدم بناء الدولة لمدارس رسمية ظهرت الفترة المسائية وظهرت الكرافانات الاشبه بخيم اللاجئين .. وفي المدارس الخاصة عربي ولغات و دولي واختفت يافطة نقبل التحويلات اللي كانت بترفعها المدارس الخاصة في اعلاناتها في الشوارع كنوع من خطف الزبون إن جاز التعبير مع قيام المدارس بتوفير سبل جذب و اغراء لولي الامر لتقنعه بالتحويل من مدرسة لأخري .. اختفت يافطة ” نقبل التحويلات ” وظهرت ال waiting list .. واتجه اولياء الامور يبحثون عن الوسايط للتقديم لتلك المدارس فأستغل هؤلاء اصحاب مدارس اللغات الخاصة الي رفع المصروفات بشكل خيالي وتتضاعفت المصروفات دون رقيب كأنه سوق خضار في ظل نظام استثماري مفتوح خاضع للعرض والطلب والسوق الحر فصار التعليم سلعة مثل اي سلعة استثمارية .. ماذا يحدث في ملف التعليم في مصر ولمصلحة من ماوصلنا اليه .. حيث اصبح ايجاد مكان في كل انواع المدارس مع اختلاف نظم تعليمها وحجم مصاريفها غاية في التعقيد .. التعليم صار الكابوس الاعظم لكل اسرة مصرية والذي هو اول و ابسط الحقوق الذي من المفترض ان يتوفر لكل متعلم في دولة تعتبر التعليم الاساسي الزامي .. من جهة التعليم الخاص من الذي اوصل اصحاب رؤوس الاموال عدم الاستثمار في مجال بناء المدارس هل هي ضرائب مجحفة يتم فرضها ام تعقيدات البناء تحت منظومة الفساد .. ومن جهة التعليم الحكومي بأنواعه هل يعقل ان يتم وضع اليد علي ميزانية هيئة الابنية التعليمية البالغة مليار و 700 مليون من اجل توفير التمويل اللازم لتابلت الصف الثاني الثانوي .. ايهما اولي توفير مدرسة ومقعد لتلميذ التعليم الاساسي ام تابلت الثانوية العامة الذي تدور حوله الشكوك في مدي ملائمته للمدارس الثانوية .. من اين يبدأ المشروع التعليمي في مصر .. من القاع للقمة ام من القمة للقاع .. الامر اشبه بتركيب جهاز تكييف لغرفة ليس بها مقاعد …!
هل هذا العبث مقصود ام بجهل ادارة وصلنا اليه ؟ .. لذلك الامر شديد الخطورة وعظيم التعقيد .. الازمة من فوق وتفوق قدرة المسئولين بالمدارس من ادارة او مجالس امناء او ادارات تعليمية .. فلا تتركوا اصل المشكلة وتتبادلوا الاتهامات بالتقصير لمجرد موظفين او اولياء امور يعملون بعمل تطوعي او مسئولين ليس لهم حول او قوة .. ولأن الحلول ليست في يد هؤلاء ولأن كل الحلول عاجزة فالرجاء عدم التجريح في بعضنا البعض لأننا جميعا” من ادارة مدرسة ومجلس امناء و ادارة تعليمية ليس بيدينا شيء ولذلك فكل الحلول غير مثالية ولها ضحايا بنسب متفاوتة .. الحل الامثل مش محتاج خبراء ولا مستشارين .. الحل الامثل والوحيد هو بناء مدارس جديدة وعشان تبني مدارس جديدة بتلجأ لهيئة الابنية التعليمية وهيئة الابنية محتاجة ميزانية .. والميزانية راحت للتابلت .. خلص الكلام ويبقي الحال كما هو عليه بل اسوء وللمتضرر اللجوء للسماء …!