عن مقترح برلماني لوقف إستخدام الأكياس البلاستيكية
بقلم مهندس حسام محرم،
المستشار الاسبق لوزير البيئة
شهد العصر الحديث طفرة في “علم هندسة المواد” كان من بين ثمراتها استحداث العديد من المواد من بينها البلاستيكات أو الراتنجات التي تعد من المواد التخليقية المشتقة من البترول،
وله تطبيقات كثيرة في الحياة المعاصرة، من بينها إستخدامها في التعبئة والتغليف.
وتؤثر الأكياس البلاستيكية تأثيرًا بالغًا علي البيئة، ومن ثم علي الصحة العامة، وهي غير قابلة للتحلل العضوي،
مما يزيد من خطورتها علي البيئة وعلي صحة الإنسان وسائر الكائنات الحية.
واحتراق تلك الأكياس البلاستيكية يؤثر علي نوعية الهواء، حيث إن حرق البلاستيكيات ينتج عنه غازات شديدة الضرر بالبيئة،
مثل الديوكسين والفيوران، هذا بالإضافة إلي تأثيرها علي جودة مياه البحار والمحيطات، وبالتالي علي البيئة البحرية عند التخلص منها بالقاءها في البحر. كما أنها تؤثر أيضًا علي جودة المياه العذبة، ومن ثم جودة الأراضي،
وبالتالي جودة وسلامة المزروعات، وبالتبعية على صحة الإنسان، والكائنات الحية التي تتغذي علي تلك المزروعات الملوثة بآثار بلاستيكية، خاصة وأنها غير قابلة للتحلل العضوي،
مما يترتب علي ذلك من آثار خطيرة عن تواجدها داخل الأنسجة الحية وتفاعل بعض المنتجات المعبأة مع العبوات البلاستيكية.
كما ينبغي الالتفات إلي ضرورة نشر الوعي بخطورة العبوات البلاستيكية، ومن ثم استبدالها بعبوات من مواد أقل ضرراً بالبيئة والصحة العامة،
ولا تتفاعل مع المواد المعبأة داخلها. ومن أكثر البدائل شيوعًا هي العبوات الورقية، مع استخدام الأواني وأدوات المائدة الفخارية الخاملة، والتي لا تضر بالصحة العامة.
وهناك بعد اقتصادي لعملية التوقف عن استخدام العبوات البلاستيكية يتمثل في الاستثمارات وفرص العمل المرتبطة بالعبوات البلاستيكية
حيث ينبغي إجراء دراسة متكاملة إقتصادية وبيئية وصحية للتوصل الي حزمة من الحلول المثلي، مع الاطلاع علي تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.