أماني الخزرجي
مصر
بقلم د. زياد أحمد علمه
الإعلامي وكأني أراه يقف وسط حروف تتناثر. وكلمات تتلاقى وعبارات تبنى ليرسم صورة مقروءة أو مسموعة أو مرئية يغرس من خلالها أفكارا أو يغير قناعات او يستبدل اتجاهات، ومن ثم ليترجم كل ذلك إلى سلوكيات وافعال إيجابية أو سلبية.
فأفكارنا عرائس من شمع لا تدب فيها الحياة ما دامت حبيسة في نفوسنا.
وستظل كذلك لا قيمة لها ولا وزن لا تحرك أفعال الناس ولا تستجيش مشاعرهم إذا لم تخرج إلي النور عبر وسائل الاعلام، وكم من أفكار عظيمة ورائعة وجميلة ماتت وذبلت وانتهت بسبب أن أصحابها لم يتمكنوا من إظهارها ونشرها وتسويقها بين الناس، ومن هنا كانت تلك الكلمة الشهيرة (إنً من البيان لسحرا) نراها واقعا ملموسا في عصرنا الحالي، أثرت تلك الكلمات بسحرها والتفنن في أدائها في ترسيخ ثقافات معينة عند الشعوب بل وتغيير أنظمة في دول ما.
والإعلام سلاح ذو حدين إذا استعمل في الخير والبناء والتطور كان له الأثر البالغ في الارتقاء بالشعوب وكذلك العكس.
ويقول الدكتور الأديب الراحل / مصطفي محمود (إن أخطر أسلحة القرن العشرين والاختراع رقم واحد الذي غير مسار التاريخ هو جهاز الاعلام؛ فالكلمة هي الإزميل الذي يشكل العقول، أنهار الصحف التي تغسل عقول القراء، التلفاز الذي يفرغ نفوس المشاهدين من محتوياتها، ثم يعود فيملأها من جديد بكل ما هو خفيف وموجه.
ويتساءل الأستاذ /أحمد فهمي في كتابه (هندسة الجمهور): هل جربت يوماً أن تجلس أمام التلفاز متحفزاً مترقباً متيقظاً، متحدياً أن يؤثر فيك الإعلام، أو يتلاعب بأفكارك وردود أفعالك؟
جرب أن تفعل ذلك يوماً، لكن أعدك أنك في أحسن الأحوال لن تستطيع النجاة من تأثيرها إلا بنسبة قد لا تتجاوز 20% في أحسن الأحوال).
لماذا يتأثر الناس بالإعلام؟
من هذه الأسباب أن كثير من الناس يعتبرون الإعلامي قدوة. ومثقفاً لا بد من التأثر به، وبأنّه يقول الحقيقة التي يجب أن يسير عليها كُثر، لذا حريٌ بالإعلاميين توخي الدقة والأمانة عند نشر الوعي في قضيّة ما، أو بث الأفكار الإيجابيّة بين عموم الناس، فالضمير الحيّ والشعور بالمسؤوليّة هما الدافع الأهم في هذه الناحية.
ومن هنا كانت رسالة الإعلامي والإعلامية رسالة عظيمة وخاصة في وقتنا الحالي فلا بد أن يتكاتف المخلصون من أصحاب هذه المهنة ليشكلا تحالفا يعيد للإعلام دوره الإيجابي المأمول.