?️دكتور / هلالي عبد الرحمن محمد
Toxoplasmosis in Cats
اليوم سنتناول موضوع و استفسار هام – يراود جميع مربى الحيوانات الاليفة او حتى الراغبين فى تربيتها
فنجد السؤال المتكرر من الكثير منهم بصدد علاقة تربية القطط بالقدرة الانجابية للسيدات – بدل بعض الاسئلة تعدت هذا الحد و وصلت الى كون تربية القطط من اهم اسباب العقم عند السيدات – و لهذا ففى هذا الموضوع كافة التفاصيل عن مرض التكسوبلازما او داء القطط و كيفية الوقاية منه و كيفية العلاج منه ان وجد
ما هو داء القطط أو داء المقوسات ؟
داء القطط أو داء المقوسات أو Toxoplasmosis عبارة عن عدوى طُفيلية تحدث نتيجة للإصابة بنوع من الطُفيليات يعرف بإسم توكسوبلازما Toxoplasma gondi و هذا النوع من الطُفيليات يعيش في أمعاء القطط بشكل أساسي و ينتقل في براز القطط ليسبب تلوث التربة و الفواكه و الخضراوات و المياه و بالتالي ينتقل إلى الإنسان مسبباً داء القطط . عندما يُصاب به الإنسان فإنه يُكوِّن أكياس أو تجمعات في أعضاء مختلفة منها المخ، العضلات، شبكية العين، الكبد و غيرها من الأعضاء. و يختلف تأثير هذا المرض حسب مناعة الجسم .. ففي معظم الحالات تكون مناعة الجسم قوية و بالتالي لا تظهر أي أعراض و ربما لا يعرف الشخص بإصابته بالمرض ، و لكن في حالات أخرى عندما تضعف مناعة الجسم لأي سبب ينشط المرض ليسبب عدوى شديدة و قد يؤدي لمشاكل خطيرة مثل التشنجات، التهاب الشبكية و غيرها .
كيف تحدث الإصابة بداء القطط ؟
كما ذكرنا فإن الطُفيل المُسبب لداء القطط يعيش بشكل أساسي في أمعاء القطط و يمكنه التكاثر بداخلها فقط و بالتالي ينتقل في براز القطط و عندما يتعامل الإنسان مع القطط التي تحمل هذا الطُفيل فإنه يكون الأكثر عُرضة للإصابة . وتحدث الإصابة من خلال : ملامسة بيت القطط أو وعاء الأكل أو وعاء التبرز الخاص بها و الذي قد يحتوي على الطُفيل خاصة في القطط المُصابة أو القطط التي تتغذى على اللحوم النيئة . شرب المياه المُلوثة ببراز القطط . الفاكهة أو الخضراوات الغير مغسولة جيداً و التي تكون قد تلوثت من التربة التي تحتوي على الطُفيل . ملامسة اللحوم النيئة أو غير المطهوة و خاصة لحوم الضأن، الخنزير و البقر و ذلك لأنها قد تحتوي على الطُفيل . استخدام الأوعية و ألواح التقطيع و السكاكين المُلوثة دون غسلها جيداً بالماء و الصابون . في حالات نادرة جداً يمكن أن ينتقل من خلال الدم أو من خلال زراعة الاعضاء و خاصةً عضو يحتوي على الطُفيل بداخله .
هل يمكن أن ينتقل داء القطط من شخص لآخر ؟
هذا المرض ينتقل من الحيوانات و خاصةً القطط إلى الإنسان كما ذكرنا في طرق العدوى من قبل ولكن انتقاله من شخص لآخر يحدث في حالات نادرة جداً مثل عند نقل الدم أو في حالة زراعة الاعضاء المُصابة ، أيضاً يمكن أن ينتقل من الأم للجنين أثناء فترة الحمل و ذلك إذا أُصيبت الأم أثناء الحمل أو قبل الحمل مباشرةً ، لكن في حالة إصابة الأم بفترة طويلة قبل الحمل على الأقل من 6 –9 شهور فإنها غالباً لا تنقله للجنين وذلك لوجود مناعة قوية عندها ضد المرض يمنعه من الانتقال للجنين .
من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بداء المقوسات ؟
هذا المرض من الأمراض المنتشرة على مستوى العالم في جميع الدول و قد تكون أحد المصابين به و لكن لوجود مناعة قوية فإن الطُفيل يكون في حالة خمول و لا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص ، و الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة هم الذين يتعرضون للأسباب أو طرق انتقال المرض كما ذكرنا من قبل ، و لكن الأهم أن المرض يكون أكثر خطرا في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل :
مرضى نقص المناعة الذاتية أو الإيدز .
الأشخاص الذين يأخذون مواد مُثبّطة للمناعة أو كورتيكوستيرويدات ( corticosteroides ) .
مرضى العلاج الكيماوي لأي سبب .
مرضى زراعة الأعضاء .
السيدات الحوامل .
ما هي أعراض و مضاعفات داء القطط – المقوسات ؟
تختلف أعراض المرض حسب مناعة الجسم ، في معظم الحالات تكون مناعة الجسم قوية و بالتالي لا تظهر أعراض على الشخص أو تظهر أعراض خفيفة تشبه إلى حدٍ كبير أعراض الأنفلونزا مثل : إرهاق . ارتفاع في درجة الحرارة . صداع . تضخم في الغدد الليمفاوية . إعياء في الجسم .
و لكن في حالة ضعف المناعة ، ينشط الطُفيل ليسبب أعراض أكثر خطورة منها :
صداع و تشنجات .
مشاكل في الرئتين تشبه الدرن أو الالتهاب الرئوي الذي يحدث في مرضى الإيدز .
مشاكل في الشبكية قد تؤدي إلى العمى في الحالات الشديدة .
داء القطط و الحمل فعند إصابة الأم أثناء فترة الحمل فإن العدوى تنتقل للجنين و يحدث هذا أكثر في الثُلث الأخير من الحمل و لكنه أخطر في الثُلث الأول من الحمل، معظم الحالات تنتهي بالإجهاض ولا يكتمل الحمل ، و في حالات قليلة قد يستمر الحمل و يُصاب الجنين بالعدوى أثناء وجوده في رحِم الأم .. وقد يسبب هذا مشاكل تظهر بعد الولادة مثل :
التشنجات .
تضخم في الكبد و الطحال .
اصفرار لون الجلد .
إصابة الشبكية مما يؤدي إلى الالتهابات .
و لكن في معظم الحالات تظهر الأعراض بعد سن البلوغ في شكل فقدان السمع ، إعاقة ذهنية ،
اعتلال الشبكية و العمى .
كيفية تشخيص داء القطط ؟
لا يوجد فحوصات روتينية لتشخيص هذا المرض و ذلك لعدم وجود أعراض خطيرة إلا في حالات قليلة ، كما أن الأعراض تشبه إلى حدٍ كبير أعراض الأنفلونزا ، و لكن عند الاشتباه في وجود هذا المرض أو في حالة الحمل فيمكن عمل اختبارات لتأكيد أو نفي وجود المرض منها :
1. اختبار لتحديد وجود الجسم المُضاد في الدم : بعد الإصابة بالمرض فإن الجسم يُكوّن أجسام مُضادة ضد الطُفيل من نوع IgM و ذلك بعد حدوث العدوى مباشرةً وتستمر لفترة تصل إلى شهر ، ثم يظهر نوع آخر من الأجسام المُضادة من نوع IgG و تستمر مدى الحياة كدليل على حدوث العدوى و وجود مناعة ضدها. يعتمد هذا الاختبار على تحديد هذه الأجسام المُضادة في الدم و بالتالي يتم معرفة ما إذا كان هناك عدوى نشطة أو قديمة أو أنه ليس هناك عدوى من الأساس بناءاً على نوع الأجسام المُضادة في الدم .
- اختبار جزيئي لتحديد الحمض النووي الخاص بالطُفيل في سوائل الجسم : يعتمد هذا الاختبار على تحديد الحمض النووي الخاص بالطُفيل في سوائل الجسم مثل الدم ، السائل حول المخ ، السائل الأمنيوسي حول الجنين و بالتالي يتم معرفة ما إذا كان هناك عدوى نشطة بالفعل أم لا .
الفحوصات المطلوبة للمرأة الحامل والجنين في السيدات الحوامل
و حين الاشتباه في إصابة الجنين فإنه يُمكن عمل الفحوصات التالية للتأكد من إصابة الجنين مثل :
- فحص عينة من السائل الأمنيوسي : فحص عينة من السائل الامنيوسي حول الجنين لتحديد وجود الأجسام المُضادة أو تحديد الحمض النووي الخاص بالطُفيل و يتم هذا بعد الأسبوع الـ 15 من الحمل كجزء من اختبار TORCH ( هو عبارة عن فحص لتحديد أنواع من الميكروبات التي تصيب الأم أثناء الحمل و تسبب إجهاض أو تشوهات خلقية في الجنين و يشمل داء القطط Toxoplasma ، فيروس الحصبة الألمانية Rubella ، فيروس الخلايا العملاقة Cytomegalovirus، فيروس الهربس
Herpes simplex virus ) .
- أشعة تليفزيونية أو سونار : لتحديد بعض العلامات المرضية في الجنين مثل استسقاء الرأس أو تضخم الرأس نتيجة لزيادة تجمع السائل حول المخ ، في حالات الإصابة الشديدة و خاصة إصابة الجهاز العصبي المركزي و المخ يمكن عمل الفحوصات التالية : أشعة رنين مغناطيسي أو MRI على المخ . عينة من نسيج المخ و فحصها عن طريق الميكروسكوب .
ما هو علاج داء القطط ( داء المقوسات ) ؟
يتم علاج داء القطط عن طريق استخدام المُضادات الحيوية مثل بيريميثامين Pyrimethemine و هو نوع من مضادات حمض الفوليك و سالفاديازين Sulfadiazine . و هذه الأنواع من الأدوية يتم إعطاؤها للحالات التي تعاني من أعراض شديدة بالإضافة إلى جرعة من حمض الفوليك و فيتامين ب B. بالنسبة لمرضى الإيدز فان العلاج يكون باستخدام نفس الأدوية أو يتم استخدام كلينداميسين Clindamycin بدلاً من مجموعة السالفاديازين و ذلك لمدى الحياة أو حتى تصبح نسبة الخلايا المناعية CD4 مرتفعة لمدة 3 – 6 شهور . في السيدات الحوامل المُصابات بالمرض و في حالة عدم إصابة الجنين يُستخدم مضاد حيوي سبيراميسين Spiramycin و ذلك لتقليل فرصة حدوث أعراض عصبية في الجنين .
في حالة إصابة الجنين يتم استخدام بيريميثامين Pyrimethamine و سالفاديازين Sulfadiazine و ذلك بعد الأسبوع ال 16 من الحمل لتجنب الآثار الجانبية لهذه الأدوية .
أما في الأطفال المواليد و الذين أُصيبوا بالمرض أثناء وجودهم في رحِم الأم فالعلاج يكون مثل البالغين بنفس المضادات الحيوية و يتم متابعتهم و متابعة الأعراض الخاصة بهم من قِبل طبيب الأطفال و خاصةً في السنة الأولى من العُمر .
كيف يمكن الوقاية من داء القطط ؟
تعتبر الوقاية هي الحجر الرئيسي في علاج هذا المرض و تجنب الإصابة به ، و يتم ذلك من خلال تجنب الأسباب المسئولة عن حدوث الإصابة مثل :
ارتداء قفازات و أقنعة الوجه أثناء التعامل مع القطط أو تنظيف الأوعية التي تستخدمها .
استعمال القفازات أيضاً أثناء التعامل مع اللحوم النيئة و تجنب تناولها إلا إذا كانت مطهوة جيداً .
غسل الأواني ، ألواح التقطيع ، السكاكين و غيرها من أدوات المطبخ بالماء الساخن و الصابون جيداً قبل استعمالها .
غسل الخضراوات و الفواكه قبل تناولها و يُفضَل أيضاً إزالة القشرة الخارجية لها . تجنب شرب الألبان الغير مُبسترة و ذلك لإمكانية احتوائها على الطُفيل .
تغطية ألعاب الأطفال بعد الانتهاء من اللعب حتى لا تتلوث بوجود القطط حولها .
يُفضَل عدم اقتناء قطط الشوارع و المحافظة على وجود القطط نظيفة داخل المنزل .
تجنب إطعام القطط اللحوم النيئة و بدلاً من ذلك يمكن استخدام طعام القطط المُعلب .
من خلال طرق الوقاية هذه فإنه يمكنك حماية نفسك و عائلتك من الإصابة بداء القطط ، و لا تنسى استشارة الطبيب البيطري لفحص القطط بانتظام ، كما يمكنك مراجعة طبيبك الشخصي في حالة ظهور أي أعراض و لمعرفة معلومات أكثر عن طرق الوقاية .
الخلاصة
المقوسات أو داء القطط من الأمراض المُعدية التي تنتقل من الحيوانات (القطط) إلى الإنسان ، و تختلف شدة الإصابة و الأعراض على حسب مناعة الجسم ، حيث يمكن أن تكون مجرد أعراض كالأنفلونزا و يمكن أن تكون في شكل مضاعفات خطيرة مثل التشنجات و الالتهاب الرئوي . يمكن أن ينتقل المرض من الأم للجنين أثناء فترة الحمل و ذلك إذا كانت الأم أصيبت به قبل الحمل مباشرةً أو أثناء الحمل و تكون أكثر فرص انتقاله للجنين أثناء الثُلث الأخير من الحمل و أقلها في الثُلث الأول ، و لكنه أكثر خطورة في بداية الحمل لارتفاع نسبة الإجهاض أو حدوث مضاعفات في الجنين . تشخيص داء القطط يعتمد على تحديد الأجسام المُضادة في الدم أو في سوائل الجسم .
كما يمكن تشخيصه عن طريق تحديد الحمض النووي في سوائل الجسم المختلفة . الأشعة التليفزيونية ،الرنين المغناطيسي و عينات السائل الأمنيوسي تعتبر أيضاً من الفحوصات التي تساعد في التشخيص . يتم علاج داء القطط لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة عن طريق استخدام المضادات الحيوية ، و الوقاية منه تكون عن طريق تجنب طرق انتقال المرض مثل ارتداء القفازات اثناء التعامل مع القطط و اللحوم النيئة ، غسل الخضراوات و الفواكه و أواني الطبخ جيداً .