كتب طارق درويش :
لاشك أن المسافات الاجتماعية المفروضة اليوم على الجميع تأتى بالأساس خوفا من الإصابة بفيروس كورونا ،
إلا أنه بات فى حكم المؤكد أن لها تأثير ايجاباً أو سلبا ً على العلاقات الاجتماعية و الصحة النفسية
و من أكثر الأشكال الأدبية التى عبرت عن الحب فى وقت الأزمات رواية ” الحب فى زمن الكوليرا” للكاتب الكولومبى جابريل ماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب
و هى من اغرب قصص الحب فى زمن الوباء
ظلت قصة حب بطل الرواية مشتعلة لحبيبته التى فرقت بينهما الأيام
و أجواء الحرب و بعد 50 عاماً و هما على مشارف السبعين يلتقيان مرة أخرى على متن سفينة سياحية و يشتعل الحب من جديد
و عند هذه اللحظة الفارقة لا يرغب الحبيب فى ترك حبيبته فيشيع بين المسافرين ان وباء الكوليرا ضرب السفينة فيفرض القبطان على السفينة الحجر الصحي و يرفع العلم الأصفر
و تظل السفينة فى الحجر الصحي تنتقل من ميناء إلى آخر للتزود بالوقود ثم يتم طردها بركابها الى ميناء آخر
الحبيبان لا يباليان بالخدعة ولا بكبر عمريهما فهما سعيدان بالتواجد معاً رغم ذعر الركاب و رعبهم من الوباء
اليوم فى شكل آخر من أشكال الحب فى زمن الكورونا قصة ذلك الشاب الذى خرج من الحجر الصحي بعد 14 يوماً سليماً معافى وذهب لزيارة خطيبته فى بيت أهلها فانقلبت القرية راساً على عقب و فرضوا على الشاب مغادرة المنزل فورا دون لقاء خطيبته رغم توسلاته و توسلاتها ،
ويخرج من المنزل و القرية حاملا شبكته و كثيرا من الدباديب الحمراء تفوح منها رائحة الكلور و المطهرات
لاشك انها محنة قاسية تعيشها البشرية سيكون لها تداعيات مختلفة على جوانب الحياة للناس و الدول