كتب : هانى سلام
لسنا أوروبيين … ولن نكون ، فلما دائما نضعهم نصب أعيننا ك شعوب عالم ثالث كمصدر و طريق وحيد للتطوير والحداثة .
” الجينجا ” كانت فكرة نبتت عندما كانت دولة البرازيل فى بدأ التكوين ، فكرة قد تبتعد كثيرا عن كرة القدم ابتكرها الأفارقة لمقاومة العبودية .
لكنها سرعان ما تحولت إلى فكر ريادي فى الكرة البرازيلية، قاومها المدربين عند اللاعبين ، لاعتقادهم أن تقليد الأوروبى سوف يجلسهم على العرش .
فى عام 1958 اقترب نهائي كأس العالم ومباريات البرازيل لا ترقى إلى المستوى الأوروبي فى قوة التحمل و الخطط والبرامج الكروية .
والنتائج كانت ضعيفة وغير مباشرة ، والمدرب يسعى جاهدا لغرس أسلوب الخطط الأوروبية فى لاعبيه لعله يفوز !
وقائد الفريق برازيلي لكنه لبس ثوب الأوروبى فى طريقة تفكيره .. لعبه .. تكبره وتعاليه .. يحلم أن يكون أوروبيا ويخلع ثوب الوطن الأم .
وكانت أول المباريات فإذ به يدرك أنه برازيلي وان ما اعتنقة وأمن به وتربى عليه قد ضاع فى أول مباراة !
لم يتحمل الجهد ولم يجاري القوة الأوروبية فلم يسفعة جسده الهزيل رغم موهبته واذ به يصاب والأدهى أنه أتاح الفرصة لشاب الستة عشر سنه ” بيليه ” .
كانت نظراته قاتلة للشاب الاسمر القصير فهو لم يؤمن به بل يعتبره برازيليا الفكر والبشرة .
ومن جانب آخر انتظرت البرازيل الجوهرة السمراء لكى يجلب لها الفوز ، ولكن عقل ” بيليه” مشغولا بل يكاد منقسمأ .
المدرب يملي عليه الأفكار الأوروبية فى الخطط ويلزمة بها ، فعجز عن الإبداع الذى اتقنه .
وفى لحظة الاقتراب من الهزيمة إذ بقائد الفريق المنهزم نفسيا من قبل والجالس على كراسى المصابين ، همس فى أذن ” بيليه” ” عليك بالجينجا .. العب كما لعبت فى البرازيل.. كما تعلمت ..العب باللغة التى تفهمها وتتقنها … إلعب بما اكتسبته من بيئتك البرازيلية .. فنحن لسنا أوروبيين ”
وبالفعل لم يلعب ” بيليه ” فحسب بالجينجا .. بل لعب الفريق بأكمله بها .. لعبوا بما اكتسبوه من بيئتهم الأم وبما يتناسب مع إمكانياتهم وقدرتهم .
فكان الفوز الساحق على السويد فى النهائي والذى سخر مدربهم من لاعبي البرازيل ونعتهم بالعاهات .
اذا ف ” بيليه ” فكرة و رؤية
فإن نظرنا إلى الصين اليوم فهى تتصدر المشهد الاقتصادي فهى لم ترغب أن تكون أوروبية ولا حتى سوفيتية فكانت صينيه الفكر والبيئة .
وإن نظرنا إلى الدول ذات الديمقراطيات التامة فلن تجد أمريكا تحتل المرتبة الأولي بل النرويج ،
فلم تأخذ النرويج النموذج البريطانى ولا حتى الأمريكي بل كانت النرويج …بنظرتها إلى البيئة المحليه لها وقدرات شعبها .
( الولايات المتحده الامريكيه فى الترتيب 25 وهى الدول ذات الديمقراطيات المعيبة ! تبعا لتصنيف مؤشر EIU للديمقراطية )
ولو تكلمنا عن الهند فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فحدث ولا حرج لأنهم بالفعل هنود .
هل تتذكرون دولة رواندا الأفريقية والتى كانت إلى وقت قريب قبائل منقسمة وحروب ودمار .. انظر لها الآن
وان تكلمنا عن التعليم فحدث بلا حرج عن فنلندا … فلم تتخذ من النظام التعليمى الانجليزى أو الأمريكى علما وطريقا .. بل كمن السر فيما ذكره خبراء التعليم عندها أن سر نجاحهم هو اللجوء بما يناسب البيئة والشعب فى فنلندا .
اذا لما نلجأ إلى استيراد الأفكار بينما يمكننا أن نعمم الجينجا ولكن المصرية والتى يضعها خبراؤنا، وهم لديهم من الطاقات التى تكفى لبناء عدة دول وليس مصر فحسب .
تحياتي وتقديري لكاتب المقال المحترم والتأكيد هنا على فلسفة التعليم التي تنبع من المجتمع وتضع في طياتها أولويات التعليم والفرص والتهديدات والامكنيات وتبني عليها برامجها التعليمية دون الحاجة إلى اقتباس أفكار ورؤى في الغالب لا تناسب ظروفنا الاجتماعية وإمكانياتها على الأرض. تحياتي وتقديري