عبد السلام عبد الحليم تنبكجي
ابن سينا طبيباً
من أشهر من برع في الطب وألف فيه ابن سينا وقد اكتمل به الطب العربي من الناحيتين العملية والنظرية
وأبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا أحد أطباء التاريخ درس الطب، واستوعب الكتب المصنفة فيه، وعالج تأدباً لا تكسباً، وقصده فضلاء هذا العلم وكبراؤه يقرؤون عليه أنواعه، والمعالجات المقتبسة من التجربة
ولقد أحصيت مؤلفات ابن سينا حالياً في المكتبات الأوروبية والشرقية فبلغت 68 بعضها يبحث في الطب، وبعضها في الفلسفة أو الفقه أو التصوف أو الأدب
ومن أهمها:
القانون وفيه كل ما يتعلق بالطب، أو يتصل بالمرض، أو ينحو ناحية العلاج
وفي هذا الكتاب الضخم الذي يقع في خمسة أجزاء نرى طب العرب إلى جانب طب أبقراط وجالينوس، ونرى تجارب ابن سينا ومشاهداته إلى جانب آراء الفرس والهنود ونظرياتهم.
يقول خليل أبو خليل: يعتبر القانون من أثمن الكتب التي تزخر بها المكتبة العربية في حقلي الطب والصيدلة.
ويقول كمال اليازجي: وهو أي القانون أشهر كتاب تركه العرب في الطب بل أشهر كتاب أخرجته العصور الوسطى في هذا الموضوع …
روي عن ابن سينا أنه عالج مريضاً كان يعتقد بأنه بقرة، وكان يطلب من ذويه بإلحاح أن يذبحوه ويطعموا لحمه للناس، فانقطع عن الأكل لأنهم رفضوا أن يفعلوا ذلك
وتوسل أهله إلى ابن سينا أن يعالجه، فأرسل إليه من يخبره بأنه قادم لذبحه استجابة لطلبه، ولما حضر ابن سينا وفي يده السكين أمر بربط يدي المريض ورجليه، وطرحه على الأرض ليذبحه
ولما هم ابن سينا بالذبح جس عضلات المريض جساً دقيقاً ثم التفت إلى أهله وقال لهم بصوت جهوري: إن هذه البقرة ضعيفة جداً ويجب تسمينها قبل ذبحها
وعند ذلك بدأ المريض يأكل بشهية زائدة ليسمن، فقوي جسمه، وترك وهمه، وشفي من مرضه شفاء تاماً.
وابن سينا أول من اكتشف الطفيلية الموجودة في الإنسان المسماة بالإنكلستوما، وكذلك المرض الناشئ عنها المسمى بالرهقان أو مرض الإنكلستوما
وقد كان هذا الاكتشاف في كتابه القانون في الفصل الخاص بالديدان المعوية
وأعاد اكتشافها دوبيني في إيطاليا سنة 1838 أي بعد كشف ابن سينا عنها بتسعمائة سنة تقريباً.
وأكد ابن سينا على أن تعادل المواد الكيميائية في جسم الإنسان يعد حصانة له من كل داء