مستقبل الطاقه في ظل التغيرات المناخيه الراهنه – 2

بقلم د. كيميائيه. ميسه صلاح الدين اسماعيل

دكتوراه في علوم المواد

تطوير قطاع الطاقه في مصر

تستهدف الاستراتيجية الوطنية لمصر تطوير قطاع الطاقة كركيزة أساسية لبرنامج التنمية الاقتصادي، وذلك بالحد من استخدام الكربون جزئيًا،.(SDS 2015) وحتى تضمن الحكومة المصرية توفر إمدادات الطاقة على المدى الطويل، فإنها تسعى إلى زيادة قدرتها على توليد الطاقة وتنويع مصادرها، بما في ذلك التوسع في قطاع الطاقة المتجددة.

وبالتالي، تهدف الدولة المصرية إلى أن تبلغ نسبة مساهمة قطاع الطاقة المتجددة 20٪ من إجمالي إمدادات الطاقة هذا العام 2022، مع زيادة النسبة إلى 42٪ بحلول عام 2035 (IRENA 2018b). وقد بلغ إجمالي الطاقة المتجددة المستخدمة في مصر 4.813 ميجاوات، في سنة 2018 (IRENA 2019b).

لحسن الحظ، تعتبر الإمكانيات التكنولوجية الخاصة بتوليد واستخدام الطاقة المتجددة في مصر، كبيرة. على سبيل المثال، يمكن أن تولِّد طاقة الرياح في بعض أنحاء البلاد ما لا يقل عن 30000 ميجاوات.(SES, 2015) أما عن الطاقة الشمسية، فإن مصر تخطط لإنتاج حوالي 2000 ميجاوات من الطاقة الكهروضوئية. (PV-Tech, 2019) ومع ذلك، تُستَنفد الاحتياطيات بشكل رئيسي في مجال الطاقة الكهرومائية، بسبب السد العالي في أسوان.

ولزيادة الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة، صُمِّمت أنظمة مختلفة، مثل نظام القياس الصافي وتعريفة التغذية. ويتيح نظام القياس الصافي للعملاء الذين يستخدمون نظام الألواح الشمسية (حتى 20 ميجاوات) أن يحوِّلوا فائض الكهرباء المولدة للأيام أو الأشهر التالية.

أما نظام تعريفة التغذية فيعمل من خلال تعريفات التغذية الثابتة التي يُتَّفَق عليها خلال عقود طويلة الأجل مع منتجي الطاقة المتجددة. وقد أثمر برنامج تعريفة التغذية، عن توقيع 32 اتفاقية لشراء الطاقة في أكتوبر 2017 بسعة إجمالية قدرها 1800 ميجاوات لمحطات الطاقة الكهروضوئية (PV-Tech, 2019) .

ويجري حاليًا إعداد نظام آخر، هو نظام المزاد. وبموجبه، تحدد الحكومة كمية الطاقة المولَّدة، التي ستُباع بالمزاد العلني، ليستطيع المطورون تقديم عروض أسعارهم، ثم تُقَيَّم العروض بناءً على السعر ومعايير أخرى محددة مسبقًا. ويعتمد هذا النظام على الكفاءة في تقليل التكلفة، وعلى أن المنافسة ستكشف عن القيمة الفعلية لهذه الطاقة.

ويصعب تحديد ما إذا كان التحول إلى الطاقة المتجددة يتطلب تكلفة إضافية قصيرة الأجل، ومن سيتحملها. مع ذلك، يساعد توفير الموارد والظروف المواتية لتوليد الطاقة المتجددة في مصر، في التغلب على أي من هذه التحديات. وقد تلقت مصر في سنة 2018 عرضًا قياسيًا بلغ 0.0279 دولار أمريكي لكل كيلووات في الساعة، من إنتاج مشروع الطاقة الشمسية في صعيد مصر (Energy Egypt, 2018).

وتساهم مثل هذه المشاريع في خلق الفرص لتوليد الطاقة المتجددة في مصر، خاصة مع انخفاض تكلفة التكنولوجيا الخاصة بها. وعلى المدى الطويل سوف تساهم الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في النمو الاقتصادي، والقدرة التنافسية، وحماية البيئة، والرفاه الاجتماعي، بالإضافة إلى التزام الأجيال المختلفة بواجباتها تجاه الأجيال التالية لها عبر العصور.

المراجع

المقال القادم عرض لمصادر الطاقه المتجدده بجمهوريه مصر العربيه (3)

عن Dr. Maisa Salah

شاهد أيضاً

فرضية جايا

  فرضية جايا بقلم / د. ميسة صلاح الدين _ رئيس القسم العلمى و عضو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.