محمد مصطفى الجيزاوي استشاري الادارة العامة للتعليم العام
محمد مصطفى الجيزاوياستشاري الادارة العامة للتعليم العام

١ – مقترحات الوزير ….بين الواقع والمأمول واللامعقول

على مدارسكم المولى حارسكم بنين وبنات …..

محمد مصطفى الجيزاوي  استشاري الادارة العامة للتعليم العام
محمد مصطفى الجيزاوي
استشاري الادارة العامة للتعليم العام

كانت تلك المقولة الجميلة التي ورددها الملايين على مر العصور القديمة ومرت الأيام وتبدلت الأحوال ومضت بنا الأيام إلى أن وجدنا طلاب الصف الثالث ثانوي يختفون عن مدارسنا ومرت الأيام سريعاً إلى أن أصبحت معظم مدارسنا الثانوية خاوية على عروشها

وأستمر التصحر حتى أصبحت مدارسنا في المرحلة الأعدادية وتحديداً الصف الثالث الأعدادي خاوية فصولها،وعلى الرغم من المحاولات المستميتة من وزارة التربية والتعليم لعودة الطلاب إلى المدارس ومحاولات جذب متعددة للعودة إلى المدرسة بعيد عن البديل الذي بات واقعاً مراً للأسف وأقصد بذلك الدروس الخصوصية والتي تحولت من المنازل – مدرس طاولة منزلية – إلى مصطلح السناتر أو المراكز

وفيه تتجمع الطلاب بعدد كبير أحياناً وظهرت محاولات مستميتة من الوزارة كمجموعات التقوية كحل من الحلول البديلة وقوافل مجانية وغيرها ولكن جميعها ظلت محاولات غير ناجحة بل وغير مجدية نظراً للروتين الحكومي والصعوبات المالية المقيدة للصرف حيث كمثال بسيط فإن نصاب المعلم الذي يعطي مجموعات التقوية يحصل على نصيبه المالي بعد فترة طويلة والمبلغ يكون ضئيل لا يناسب ما يبذله من جهد.

ومع تولي الأستاذ الدكتور وزير التعليم الحالي الوزارة ظهرت عديد من المبادرات سيكون لنا حديث عن بعضها بالتفصيل في المقالات التالية إن اراد الله ولكن من أكثر ما اثار المجتمع المصري ما طرحه الاستاذ الدكتور وزير التربية والتعليم / رضا حجازي فيما يختص ويخص مصطلح مقرات الدروس الخصوصية والتي اشتهرت بمسمى السناتر وطرحه لفكرة وضع السناتر تحت رعاية وزارة التربية والتعليم أو تقنينها أو حوكمتها وهذا يعد تحول كبير وصارخ في رؤية الوزير وبالتالي الوزارة وبعد مهاجمة وتجريم مراكز الدروس الخصوصية وتشكيل لجان وإصدار قرارات وزارية لغلقها إلى التعامل معها كونها أمر واقع

ولكي نتفهم ما حدث ولماذا حدث علينا على الأقل أن نحاول أن نفسر لأنفسنا تحليلياً وجهة نظر مصدر القرار وتاريخه العلمي والعملي فالوزيرالحالي د. رضا حجازي عمل في أماكن عديدة وتقلد مناصب كثيرة ولكن في رأي هناك عمل ما أو منصب ما يكون له تأثير عملي على الشخص ومؤثراً في قرارته وهنا في حالاتنا هذه قد يكون عمل المدرب هو الأكثر تأثيراً في حياة الوزير لماذا؟

لأن عادة ما يكون لدى المدرب فرضية أو حتمية التعامل مع الواقع مهما كان مريراً والتصدي لمشاكله دون صدام في كثير من الأحيان،والذين عملوا في هذه الوظيفة أو مارسوا مهنة التدريب يعلمون جيداً أن المدرب يقابل الكثير من أنماط الشخصية والمدرب الناجح المتميز هو الذي يتمكن من التعامل مع الجميع

دون أن يتغافل عن أي نوعية يقابلها وإذا طبقنا ذلك على طريقة رضا حجازي في التعامل مع واقع فعلي حتى لو كان مرير وغير مقبول عند الكثير لكنه بالفعل موجود والتغافل عنه غير مجدي والتصدي بعنف أيضاً لم ينجح من قبل،ولهذا قرر الوزير مواجهة الأمر وربما يرى البعض أن هناك مشكلات كثيرة وأكثر عمقاً

 

كان يجب التصدي لها مثل العجز في المعلمين ومشاكل الأبنية التعليمية واختيارات دولاب العمل الاداري والتعليم الخاص والتدريب وأكاديمية المعلم ومنهجية تنمية المعلم وقبل هذا كله وبعده المناهج متضمنة تطويرها وطرق التقويم…

 

وفيما أثاره رضا حجازي جاءت ردود الأفعال من المجتمع المدني مع ملاحظة أن رغم دعوة الوزير بنفسه إلى المجتمع المدني والمهتمين بالتعليم للحوار والمساهمة في هذه القضية والمشكلة المتأصلة منذ زمن ولكن لم يحاول أحد من المسئولين التنفيذين في التعليم أن يقدم رؤية علاجية لهذا الموضوع الشائك!

المهم أن رؤية رضا حجازي ربما لم يدركها البعض ولم يفهم ماذا يقصد ربما لأن من يتحدثون بإسم الوزير والوزارة ليسوا على دراية فنية بأرض الواقع أو أن الوزير نفسه لم يطرحها بنفسه موضحاً رؤيته ورسالته في هذه الإشكالية،

حتى أن البعض أختلط عليه الأمر وأعتقد أن المراكز هي بديل للمدارس أو أن الشركة التي طرحت فكرتها ستتولى الاستيلاء على المراكز الخصوصية وهذا غير حقيقي ولكن الشركة المزمع انشائها هي شركة تتولى الأشراف على المجموعات المدرسية بعد تغيير مسماها إلى مجموعات الدعم

 

وبكل تأكيد فإن ذلك سيتبعه تغيير في القرارات الروتينية التي تعيق وصول مستحقات المعلم القائم على مجموعات الدعم وهنا نود أن نشير إلى أن تغيير القرارات الوزارية لا يكون فقط من قبل وزارة التربية والتعليم وإنما أيضاً من قبل وزارة المالية.

وفيما يتعلق بالمراكز الخاصة بالدروس أو ما تم التعارف عليه بإسم السناتر فيجب أن نتفهم لماذا وجدت هذه المراكز ولماذا نشتكي من كثافة الفصول في العديد من المدارس وفي الوقت نفسه يسارع الطالب وولي الأمر من قبله إلى الحاق ابنه بهذا المركز بل ويبحث عن واسطة لدى المعلم ليقبل ابنه الطالب؟!

 

وهل هناك فارق بين معلم المدرسة ومعلم المركز الخاص وهل هذا الفارق راجع لنوعية المعلم

بمعنى أن معلم المدرسة أقل كفاءة بمعنى أن الكثير من المعلمين أصحاب الصيت والشهرة خريجوا كليات ليست تربوية وهل هناك تفوق لخريج الكلية الأكاديمية على خريج الكلية التربوية في المادة العلمية؟ وماذا لو كان المعلم واحداً وأسئلة كثيرة

 

ولماذا رغم ما قيل عن تطوير المناهج وأسلوب التقويم اي الامتحانات ولكن ظلت هذه المراكز بقوتها بل وفرضت سيطرتها أكثر رغم الثورة التي قادها من قبل الأستاذ الدكتور وزير التعليم السابق طارق شوقي وكان الوزير الحالي د. رضا حجازي شريكاً في عملية التطويروبالتالي كان حجم التساؤلات كبير وكذلك ردة الفعل وخاصة لدى المجتمع المحلي.

المؤكد أن اقتحام رضا حجازي لهذا الموضوع مهم ومهم جداً لكن في رأي الشخصي أن الكثير ركز على موضوع المراكز الخاصة وأغفل فكرة تعديل مجموعات التقوية وكيفية كونها حل من الحلول التي قد تساهم كبداية في علاج مشكلة المراكز الخاصة.

 

عموماً من الأشياء الواجب مناقشتها ما طرحه معالي الوزير ولكن يجب أن يتماشى هذا مع التصدي لأصلاح وعلاج مشكلات التعليم كافة واذا كنا نثمن تحريك رضا حجازي لموضوع غاية في الخطورة والأهمية ويثقل كاهل ولي الأمرولكن هذا لا يثنينا عن مناقشة رؤية الوزير الحالي بخصوص هذا الموضوع وتقديم المقترحات وتفهم هذا الاتجاه

 

وكذلك مناقشة تصريحات الوزير الأخرى مع الوضع في الاعتبار أن مواجهة الوزير لهذه المشكلة يعتبر تحدي غير مسبوق وأن هدف المناقشات هو المساهمة في الأصلاح وليس الهجوم غير المبرر أو الموجه والأسوء أن يكون هناك غرض ما للهجوم على الأفكار والمقترحات.

وللحديث بقية….إن اراد الله للعمر بقية

التالي

2– مراكز الدروس الخاصة طريق للنجاح أم بديل سيء للمدرسة

 

محمد مصطفى الجيزاوي

استشاري الادارة العامة للتعليم العام

 

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.