تكنولوجيا الطاقة الخضراء و استفادة الدول منها

يتزايد الإهتمام العالمي خاصة في الآونة الأخيرة بما يعرف بـ”الطاقة الخضراء” أو المصادر المتجددة للطاقة، في محاولة للاعتماد على مصادر جديدة للطاقة أكثر محافظة على البيئة وتعمل على تخفيض توليد الغازات الدفيئة في العالم بما يقلل من ظاهرة الإحتباس الحراري.

القمة العالمية الأخيرة حول التغير المناخي في جلاسكو 2021 المعروفة بـ «COP 26 » استمرت المحادثات بين دول العالم لوقت إضافي مع إستمرار إنقسامات بشأن إستخدام الوقود الأحفوري ومقدار الأموال التي يتعين على الدول المتقدمة دفعها للدول النامية والضعيفة لمساعدتها في التعامل مع أزمة المناخ.

ولأول مرة في قمة مشابهة تأتي الإشارة واضحة على أن الوقود الأحفوري وفي المقدمة منه الفحم كأكبر مساهم في تغير المناخ حول العالم.

ما هي الطاقة الخضراء؟

إطلاق تسمية الطاقة الخضراء على أي مصدر يوفر أنواعاً من الطاقة النظيفة أو المتجددة أو حتى القابلة للتجدد.

والطاقة الجديدة أو المتجددة الخضراء لا تنفد مع الاستهلاك الكبير بالإضافة إلى أنها من واقع التسمية دائمة التجدد، كما أنها تختلف عن مصادر

الطاقة غير المتجددة أو الوقود الأحفوري 

بكونها غير محدودة كذلك فهي صديقة للبيئة ولا تؤثر على المناخ.

أنواع الطاقة الخضراء:

للطاقة الخضراء أو الجديدة والمتجددة عدة أنواع تختلف بإختلاف إستخداماتها، أشهرها على الإطلاق الطاقة الشمسية.

طاقة الرياح:

أول تلك الأنواع هي طاقة الرياح

التي تعد الأكثر إنتشارا بين أنواع الطاقة الخضراء في العالم

كما أن هذا النوع من الطاقة يتميز بالتكاليف القليلة نسبياً والفاعلية الكبيرة. وهي عبارة عن إستخدام مراوح لها ألواح تحركها تيارات الهواء لتتحول طاقة الحركة التي يولدها الهواء إلى طاقة كهربائية غالباً. كما أن كمية الكهرباء المنتجة تعتمد على سرعة حركة ريش التوربينات.

الطاقة الشمسية:

هي الطاقة التي تستمد من الشمس وبحسب الدراسات فإن الطاقة التي تصل من الشمس إلى الأرض في ساعة واحدة تكون أكبر من حجم الطاقة التي يستهلكها العالم كله في سنة واحدة.

ويتم إنتاج الطاقة الشمسية:

التي تتميز بكونها نظيفة للغاية و غير ملوثة للبيئة، من خلال الألواح الشمسية التي تمتص الحرارة وتحولها لطاقة كهربائية قابلة للإستهلاك والتخزين.

الطاقة المستخرجة من الكتلة الحيوية:

تستمد من خلال حرق النفايات الزراعية أو مخلفات الغابات والأشجار، واستطاعت بعض الدول الإعتماد على حرق الطحالب بأنواعها لإنتاج طاقة عضوية، كما يمكن إستخراجها من المخلفات العضوية للإنسان أو الحيوان.

وينتج عن عملية حرق تلك المخلفات الحيوية ما يسمى بالوقود الحيوي ويكون إما إيثانول أو غاز الميثان.

الطاقة الخضراء المولدة من حركة المياه:

هي واحدة من أشكال الطاقة التي تُنتج من مصادر المياه وتحديداً خزانات السدود ومياه الأنهار المتدفقة، التي تدير توربينات بشكل ما، تستغل حركة الماء المندفعة من المساقط أو عند السدود لتدور لتتحول الطاقة الميكانيكية أو الحركية الناتجة في التوربينات إلى طاقة كهربائية.

من أشهر الأمثلة على الطاقة المولدة من حركة المياه:

إستخدام السد العالي في مصر لتوليد الكهرباء، إذ تعتمد البلاد في 10% من الطاقة الكهربائية المولدة فيها يومياً على السد العالي، كما يمكن إعتبار سد النهضة الإثيوبي أحد تلك المصادر المتوقعة لتوليد الكهرباء.

الطاقة الناتجة عن المد والجزر:

يمكن إستغلال حركة مياه البحار والمحيطات وإنخفاضها في الظاهرة الطبيعية المد والجزر، لإنتاج الطاقة الكهربائية في صورة جديدة للطاقة الجديدة والمتجددة.

وهي تنتج من خلال توربينات توضع في مناطق حدوث المد والجزر، لتتحول الطاقة الحركية المولدة إلى طاقة كهربائية نظيفة.

مزايا الطاقة الخضراء:

للطاقة المتجددة عدة مزايا فهي أولاً:

لا تنفذ ولا تنتهي فالرياح لا يمكن أن تتوقف وكذلك الشمس وحركة المياه. كما أن كل أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة صديقة للبيئة على عكس الوقود الأحفوري أو التقليدي الذي يضم نسباً مرتفعة من عنصر الكربون الذي أصبح أحد ملوثات الهواء في العالم.

أما من حيث الكلفة، فتعتبر الطاقات الجديدة أو المتجددة رخيصة نسبياً لكونها لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة للصيانة أو أن كلفة صيانتها منخفضة نسبياً.

وعلى سبيل المثال تكلف الطاقة الشمسية نصف كلفة الإنارة بالكيروسين، ويقدر أن 3 ملايين منزل تحصل على الطاقة من وحدات شمسية صغيرة؛ وتعد كينيا الأولى عالمياً في عدد أنظمة الطاقة الشمسية للفرد، وتباع أكثر من 30 ألف وحدة شمسية صغيرة سنوياً في كينيا وتُنتج كل منها 12 إلى 30 واطاً.

ومن حيث الآمان فتعتبر كل أنواع الطاقة الجديدة أو الخضراء آمنة على الإنسان، كما أنها موفرة للمال، بالإضافة إلى أنها تحقق البعد البيئي المنشود، إذ إنها لا تنتج الغازات الدفئية مثل: ثاني أكسيد الكربون، ما يساعد في القضاء على ظاهرة الإحتباس الحراري.

عيوب الطاقة الخضراء:

من ناحية أخرى، للطاقة الخضراء عدة عيوب أهمها أن الطاقة الكهربائية المنتجة منها لا تزال غير كافية للاستهلاك البشري كاملاً، كما أن بعض أنواعها ومصادرها مرتبطة بالتوقيت كالطاقة الشمسية التي تختفي ليلاً أو تكون فعّالة بشكل كبير في الشتاء، كما أن بعض الدول لا تشهد حركة كبيرة للرياح.

أكثر الدول استخداماً للطاقة الخضراء:

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة تمتلك البلدان النامية أكثر من نصف قدرة الطاقة المتجددة والجديدة في العالم، وتعد الصين والهند أسواقاً كبيرة للطاقة المتجددة سريعة التوسع.

وبحسب الوكالة أيضاً تنمو أسواق الطاقات المتجددة بمعدلات عالية في عدة بلدان كالأرجنتين وكوستاريكا ومصر وإندونيسيا وكينيا وتنزانيا وتايلاند وتونس والأورغواي. كما ينتج عملاق أمريكا الجنوبية البرازيل معظم الإيثانول المستخرج من السكر في العالم وتضيف مصانع جديدة للطاقة الحيوية وطاقة الرياح.

تفتح التطورات التكنولوجية باباً عريضاً لسوق جديدة للطاقة الشمسية؛ فهناك نحو 1.3 مليار إنسان في العالم لا يتوفر لهم وصول إلى الشبكة الكهربائية، ورغم أنهم فقراء جداً عادة، يتوجب عليهم دفع قيمة أعلى بكثير من أجل الإنارة مقارنة بالناس في البلدان الغنية لأنهم يستعملون مصابيح الكيروسين عديمة الجدوى.

المراجع:

[1] https://www.albankaldawli.org/ar/news/press-release/2019/05/01/new-world-bank-fund-to-support-climate-smart-mining-for-energy-transition

[2]ARROBAS, DANIELE LA PORTA; HUND, KIRSTEN LORI; MCCORMICK, MICHAEL STEPHEN; NINGTHOUJAM, JAGABANTA; DREXHAGE, JOHN RICHARD, THE GROWING ROLE OF MINERALS AND METALS FOR A LOW CARBON FUTURE,THE WORLD BANK , 2017/06/30

http://documents.albankaldawli.org/curated/ar/207371500386458722/pdf/117581-WP-P159838-PUBLIC-ClimateSmartMiningJuly.pdf

 

عن م. شيماء عشري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.