كتبت/هاجرمحمدموسى
مدينة”الإسكندرية” المدينة التي بناها الملك الاغريقي الاسكندر الأكبر قبل قرابة 2400 عام، “وثاني مدن مصر والتى لها أهمية تاريخية إلى جانب أنها تضم الميناء الأكبر في البلاد ستواجه خطر غرق جزء من أراضيها جراء ارتفاع مستوى سطح البحر حيث يحيط بيها البحر الأبيض المتوسط من ثلاثة جهات وتقع بحيرة في جنوبها مما يعرضها للغرق بسبب الاحترار المناخي وخاصة بإنها من أكثرالمناطق الساحلية المنخفضة وفقا للتقارير والمؤشرات الدولية .
تفاجيء العالم بتصريحات قمة المناخ كوب 26 في غلاسكوعندما اعلن رئيس وزراء بريطانيا ،بإن ثلث”الإسكندرية” سيغرق تحت الماء أو سيكون غير صالح للسكن بحلول عام 2050 مما سيعرض ربع سكانها البالغ عددهم ستة ملايين نسمة لخطر ترك منازلهم, وقد لا تنجو آثارها القديمة وكنوزها التاريخية من الخطر.
لاسيما بإن مئات من سكان الإسكندرية قاموا بهجر مساكنهم التي اختلت جدرانها بفعل زحف المياه والسيول في عام 2015 وكذلك في عام 2020 تعرضوا لنفس الخطر.
يُتوقع أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، ويقول خبراء الأمم المتحدة إن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا,وفي حال ارتفاع منسوب البحر بمقدار نصف متر، “قد تغرق 30% من مدينة الاسكندرية، ما سيؤدي إلى نزوح ما يقرب من 1,5 مليون شخص أو أكثر من منازلهم.
كذلك يتوقع تقرير التنمية البشرية لعام 2021 الصادر عن وزارة التخطيط المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن بحلول عام 2050 “قد يرتفع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد نتيجة الاحترار العالمي، ما ينتج عنه أن يتم غمر بعض المدن الساحلية ذات الأهمية التاريخية مثل الإسكندرية حيث تمثل قلعة قيتباي والتى تعود للقرن 15أكثر المواقع الأثرية عرضة لخطر الغرق ممادفع الحكومة المصرية بإحاطة القلعة بعدد4700 كتلة خرسانية لحمايتها من ارتفاع منسوب الماء ,كذلك تهدد خطورة المياة اماكن أثرية في مناطق متفرقة مثل مقابر كوم الشقافة والتى تعود للقرن الثالث بعد الميلاد والتى قد غمرتها الفيضانات عام 2015 وتم اعادة ترميمها ,كذلك قد تعرضت منطقة “الماكس” للفيضانات عام 2015وهي من المناطق الأثرية والتي يقع فيها “فنار الأسكندرية” والذي اصبح من الأماكن المحظور زيارتها بسبب خطورة ارتفاع منسوب البحر حول “الفنار”
جدير بالذكر بإن الإسكندرية تتعرض لتغيرات مناخية عنيفة مابين شدة الحراره فالصيف وانخفاض درجة الحرارة بصورة قاتلة في الشتاء يصاحب ذلك سيول من الأمطار والثلج احيانا والذي يزيد حدته كل عام ولاتستطيع الحكومة مواجهته.
وكل ذلك بسبب الإستنزاف للموارد البيئية ومحدوديتها من جانب والمشكلات البيئية من تلوث وتدهور من الجانب الآخر.
حيث يعتبر الإستنزاف للوقود الأحفوري ووقود الطاقة غير المتجددة في الأسكندرية سببا للتلوث الجوى هو عامل من عوامل ارتفاع درجة الحرارة والتقلبات المناخية وتآكل طبقة الأوزون ,كذلك اساليب الصيد الخاطئة وعدم الحفاظ على سواحل الإسكندرية عن طريق مرور السفن المحملة بالبترول والنفايات السامة عبر سواحل المدينة مما جعلها محاطة بكافة انواع الملوثات بحرا وجوا مع غياب الرقابة من الحكومة على تلك الممارسات او وجود سياسات لمنع ذلك واليات للحماية , لإن الأمن البيئي يعتبر من اهم وسائل حماية المواطن من المخاطر الطارئة بسبب الملوثات والتى خلقت التغيرات المناخية والتى اصبح علينا جميعا الإعتراف بها ومواجهتها لإنقاذ مدينة “الإسكندرية.