الحروب السيبرانية (حروب تكنولوجيا المعلومات الاستراتيجية)
بقلم : أ / محمد الامين – مبرمج و مصمم جرافيك
مفهوم الحرب السيبرانية
الحرب بصفة عامة هى واقع يتواجد مادام الإنسان متواجد , و منذ بدأ الخليقة يتناوب السلام و الحرب هيمنتهم على البشرية .
ولكل زمان ادواته الخاصة للحرب و تتطور بتطور البشرية و كلما كان الخصم اكثر تطورا كلما زادت فرص فوزه و قهرة لخصمه.
وإذا كنا نصف هذا الزمان بأنه عصر تكنولوجيا المعلومات و الرقمنة فمن المنطقى جدا ان تكون من تكنولوجيا المعلومات دروعا و سيوفا للحروب .
فمفهوم الحرب السيبرانية هو استخدام تكنولوجيا المعلومات و الإتصلات كأداه للحرب و الضغط على العدو.
كيف تؤثر الحرب السيبرانية
تعتمد معظم الدول الحديثة على تكنولوجيا المعلومات فى إدارة شؤونها و يحمل فضائها الرقمى كل المعلومات من بيانات افراد الشعب و اوراقهم الرسمية و ارصدة البنوك الى اكواد تحكمها باقمارها الصناعية و ادوات الحرب التكنولوجية المعقدة.
و مها كانت الدول تستخدم انظمة حماية معقدة و حديثة فإنه لا يوجد نظام بلا ثغرات مهما كان .
يقوم المحاربون السيبرانيون اى المخترقون (cyber hackers) بإختراق النظام و جدر الحماية للسيطرة على بيانات و معلومات الخصم.
لم يحدث حتى الان خسائر بالأرواح كنتيجة للحروب السيبرانية , لكن بمهاجة عنصر البيانات و الذى يعد ثانى اهم عنصر بعد العنصر البشرى يكون لذلك تأثير كبير على الخصم.
حيث انه بإختراق بيانات و معلومات الخصم السرية ففى هذه الحالة يكون لصاحب المعلومات الاكثر افضلية الانتصار بالحرب.
قدرات الحرب السيبرانية
في النظريات العسكرية ، تم تخصيص الفضاء السيبراني ليكون خامس مساحة قتالية بجانب الماء والهواء والأرض والفضاء.
فإن الحرب السيبرانية كظاهرة واقعية قد تشمل كل معلومات الدولة من الميزانيات والجنود والسياسيين .
و بمجرد إختراق العدو للفضاء السيبرانى قد لا تستطيع الدولة الدفاع عن شبكاتها الإلكترونية أو منع حوادث الطيران ، أو تمكين المعاملات المالية الموثوقة ، أو السماح للرئيس بالتواصل مع حكومته على مستوى الاتصال الآمن او تعبئة القوات إستعدادا للقتال.
و كما سبق وأوضحنا بان تكنولوجيا المعلومات تنتشر فى كل نواحى الحياه ، مما يجعل الجوانب المهددة غير محدودة.
مستقبل الحرب السيبرانية
في عالم الإنترنت و الفضاء السيبرانى ، لا توجد قواعد أساسية, لا توجد حدود تقليدية, وليس هناك وضوح.
تتزايد الروابط بين الانظمة القمية والمادية ، مما يزيد من المخاطر على كل من الشبكة وأمن البنية التحتية المادية و اصبح كل شىء طقريبا يدار بشكل رقمى مما يزيد من خطورة هذه الحرب فى المستقبل.
وقد لا تستهدف الحرب الإلكترونية الجيش فقط و لكن يمكن للهجمات الإلكترونية أن تضرب أنظمة توزيع المياه ، والأنظمة المالية ، وخطوط أنابيب الغاز ، والمستشفيات وربما تقترن بهجوم جسدي واسع النطاق.
فإن من لأدوات الحرب السيبرانية القدرة على تفجير البية التحتية للطاقة و تدميرها و يمكن أيضا تدمير العديد من الأهداف في وقت واحد ، مما يؤدي إلى تضخيم التأثير كحجم الكوارث الطبيعية ففى بعض الاماكن مجرد تعطيل الطاقة يؤدى الى خسائر بشرية .
مما سبق نجد ان للحروب السيبرانية تأثيرات لا حدود لها و يجب اخد الامر بمحمل الجد لخطورتها و خاصة فى المستقبل الذى يزحف بتطورة السريع.
العلم يمثل الإستعداد اللازم
ان كان العلم سلاحا فتاكا بهذا الحجم فمن المنطق التسلح به للتصدى لكل من يستخدمه كأداه تدميرية .
و الامر لا يقتصر على مجرد اقتناء التكنولوجيات الحديثة و الانظمة المباعة لنا لكن يجب التحلى بالقدرات التطويرية و اكتشاف ثغرات أنظمة الحماية الحالية و تطوير الحلول لسد هذه الثغرات .
و ايضا فإن جميع اجهزة الدولة يجب أن تتكيف و تتعاون بعلماء الرقمنة للتلائم مع هذا التطور لهزيمة التهديدات الإلكترونية.
المراجع:
Dunn Cavelty M. Cyberwar: concept, status quo, and limitations. CSS Analyses in Security Policy. 2010;71.
Arquilla J, Ronfeldt D. Cyberwar is coming!. Comparative Strategy. 1993 Apr 1;12(2):141-65.
Robinson M, Jones K, Janicke H. Cyber warfare: Issues and challenges. Computers & security. 2015 Mar 1;49:70-94.