لاحظ في فصول الحياة ، وبين فترةٍ وأخرى ،
ربما تكتشف أن هناك بعض البشر قد انتهى دَورهم في حياتك ،
أو بالأحرى كتبوا نهايتهم بأيديهم وبمحض إرادتهم ، وأشارت إليك المواقف والأفعال عدم اتفاقها
ومصداقيتها مع الأقوال ، بَيدَ أنك وبشكل غير مفهوم تُقاوم تلك الإشارات لتنفي تلك الحقيقة الساطعة ،
تُجاهد على حساب ما يُصيبك من توتر وقلق وإجهاد كي تُثبت وجودهم ،
يرفض قلبك فكرة أنهم سقطوا من منزلةٍ شديدة الارتفاع إلى عُمق القاع ،
تُحاور الصراع النفسي والعِراك الفكري والحِراك المحموم بداخلك لإنكار الواقع و لإثبات ما ليس موجود !
يا عزيزتي / يا عزيزي :
هؤلاء قرروا أن يبتعدوا ، قرروا أن يتخذوا مسارات تناسبهم ،
وعلاقات وشخوص تأقلموا بشكل أو بآخر معهم ، وعلينا قبول ذلك حتى ولو كان يستدعي الدهشة والتعجُب
وبعضاً من الشجن على ذكرياتٍ باتت ماضياً ، وليَكُن كل التقدير لأنفسنا قبل أن يكون لغيرنا ، و
لا ندخل في معاناة إثبات وجودهم الذي لم يَعُد منه إلا أثَر على الرمال تَمحُوه موجةٌ واحدة من أمواج بحر الحياة !
فلنحترم أنفسنا ، ونُعطيها مكانتها ، ونُدرك أن هناك مَن يتلهفون شَوقاً لشَغل المقاعد الفارغة في حياتنا .
د محمد فاروق