أ.د / راندا شاهين
تعيش الأمم لحظات حاسمة في تاريخها؛تفرض عليها توظيف قدراتها وإمكاناتها وأدواتها سعياً إلى تحويل الصعوبات من محن إلى منح… وفي هذه الظروف لا يكون كافياً توافر الرؤية الواضحة والتخطيط الجيد فقط، وهو ما يدعو إلى استدعاء قوى الاصطفاف الوطني ليكون حاضراً لتنفيذ هذه الرؤية،التي يسهل ترجمتها بتنفيذ سريع ومؤثر نحو تحقيق الأهداف المخطط لها سلفاً مع التشبث بإستشراف المستقبل سعياً لتحقيق التنمية الشاملة على جميع الأصعدة،وهذا ما تعيشه مصر في هذه المرحلة الفارقة من تاريخها،إذا بدأنا بالفعل في انتهاج مسار الجمهورية الجديدة ما يدعونا للمشاركة في إعادة بناء وطننا الجديد في ظل ما يواجه العالم والأقليم والوطن من صعوبات …ويعد هذا ركيزة أساسية ومؤشراً على ترسيخ مبادئ فلسفة العمل في الجمهورية الجديدة الداعمة لتعزيز وتقدير قيمة الأختلاف وغرس أسس المشاركة المجتمعية،وهذا ما يبشر بحصاد كبير ومتوقع لكل الجهود المبذولة في الأعوام السابقة،يظهر لكل الدنيا انجازات عقد مضى من العمل الدؤوب الجاد وسوف تستكمل مصر مسيرة البناء والتنمية والتعزيز الأمني والاستقرار في شتى أنحاء الوطن وكافة مجالات العمل بالتوازي دون استبعاد أو تأخير أو استثناء في مجال منهم،إذ لأول مرة في تاريخ مصر يجرى الحوار الوطني ليعبر عن ما يكمن في خاطر كل أفراد الشعب عامة على اختلاف وتباين تصوراتهم ورؤاهم.
وبتجديد الثقة في القيادة السياسية وتتويج السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة في عرس سياسي وشعبي كبير ومراسم تتويج تاريخية،كانت أعلاناً رسمياً واضحاً لدعم خريطة المستقبل،ويؤكد ايمان الجماهير بها والتفاف كل طوائف الشعب وفئاته حول الفكرة، ما يعد مؤشراً على ترسيخ فلسفة العمل في الجمهورية الجديدة ويعبر عن تناغم بين فئات الشعب رغم تباينها وهذا هو قوام الجمهورية القوية التي حصدت وتحصد وتصر بإرادة لا تلين على استكمال مسيرة البناء في جميع ربوع الوطن.
ويبرز حجم الجهد المبذول لتوافر أجواء استقرار تحافظ على استمرارية التنمية الشاملة للمجتمع نحو مرحلة جني الثمار،وكان من الآليات الحاضنة لفكرة الاصطفاف تفعيل الحوار الوطني الذي يعد خطوطاً عريضه تساهم في رسم التنمية الشاملة كما تولي القيادة السياسية البعد الأمني اهتماماً بالغاً يستهدف بالأساس الحفاظ على مكتسبات هذا الشعب العظيم.
وقد حملت كلمة السيد الرئيس خلال مراسم التتويج العديد من رسائل معتمدة على مبادئ المصالحة والشفافية والوضوح معبرة عن الواقع ومعتمدة على بث روح الطمأنينة لجموع الشعب المصري وأيضاً كل من يتابع أو يهتم بالشأن المصري عن كثب …واللافت في هذا الخطاب أنه حدد المسارات الأنسب للوطن في هذه المرحلة ،وقد استند على عدة محاور ركزت على استراتيجية الأصلاح المؤسسي واستهداف تحسين معيشة المواطن وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً.
وخلاصة ما أشير إليه في الخطة الاستراتيجية التي رسمت معالم الطريق للمرحلة القادمة هي:
حماية الأمن القومي وتعزيز العلاقات الدولية المتوازنة مع جميع الأطراف.
استكمال الحوار الوطني خلال الفترة المقبلة والأخذ بالتوصيات التي يتم التوافق عليها في جميع المجالات السياسية والأقتصادية والاجتماعية والتعليمية مع التركيز مع مشاركة الشباب في المجال السياسي والديمقراطي.
تبني استراتيجيات تهدف إلى تعظيم قدرات وموارد مصر الاقتصادية،وتعزيز صلابة ومرونة الاقتصاد المصري لمواجهة الأزمات.
تبني منظومة الأصلاح الشامل لحماية الانضباط المالي وتحقيق الحكومة السليمة،وذلك من خلال ترشيد الانفاق العام.
تعظيم الاستفادة من الثروات البشرية لمصر،وهذا يأتي من خلال الاهتمام بتقديم تعليم متميز وذي جودة عالية، والاهتمام بصحة المواطن واستكمال مشروع التأمين الصحي الشامل.
دعم شبكات التضامن الاجتماعي وزيادة المخصصات المالية الهادفة للحماية الاجتماعية، وزيادة دعم برنامج تكافل وكرامة،ومبادرة حياة كريمة.
الاستمرار في التنمية العمرانية واستكمال برنامج سكن لكل المصريين مع التركيز على الشباب والأسر محدودة الدخل.
والمتأمل في هذه المحاور وغيرها مما هو في مضمون برنامج الرئيس يجد أنها الركيزة الأساسية لبناء الأنسان، إذ هو المحمور الأساسي للتنمية الشاملة لتحقيق الأمان الاجتماعي، وهو ما يدفعنا لتكثيف الجهود في الفترة القادمة لتحقيق أقصى درجات التناغم بين مؤسسات الدولة من ناحية وبين أعضاء المؤسسة الواحدة داخلياً من ناحية أخرى،وهو ما يؤدي بالضرورة لتحقيق أعلى درجات الثقة للمواطن في هذه المؤسسات وهو ما يواكب تطلعات الدولة ويعبر عن رؤيتها،وهو ما يجب أن نتكاتف جميعاً لتحقيقه في المرحلة القادمة لنحقق ما نتطلع إليه جميعاً لجمهوريتنا الجديدة.
حفظ الله مصر جيشاً وشعباً وقيادة.
أ.د/ راندا شاهين