الاصلاح الاداري ( 1 )  مقدمة اصطلاحية

 

في البداية هذه المقالات لا تناسب …منفذي القوانين والقرارات والمقترحات بنظام الطاقة العمياء واعتبار ما سبق من قوانين وقرارات وتوجيهات وتليفونات أيضاً الزامية وعلى كل المرؤوسين تنفيذ ذلك، كما أنها لا تناسب أصحاب منظومة حاضر وطيب وتوجيهات وأحلام حضرتك أوامر،أو عباد الكرسي أصحاب المقولة الشهيرة ” الزمن غير الزمن وليس في الامكان سوى سمعان الكلام ……”، ولا من يستأسدون على مرؤوسيهم ويرونهم من أعلى البرج العالي وفي نفس الوقت يخفضون رؤوسهم ويتحدثون بالهمس وبكل أدب جم وهم يخرجون أطايب الكلام إذا هاتفهم مسئول عظيم أو …أو….ويصبحون كالنسمة في ليال الصيف… وغيرهم كُثر.

وبعد،،،،

فإن موضوع الاصلاح الاداري هو أحد الموضوعات الهامة والتي يرى البعض أنه لا غنى عنه إذا انعقدت نية الدولة في تحسين مستوى العامل وكذلك متلقي الخدمة وتحسين مستوى الخدمات مما يعود بالآثر الطيب على تقدم الدولة ورضى المواطن.

لكن السؤال هنا ماهو الاصلاح الاداري؟

مصطلح الاصلاح الاداري له تعريفات كثيرة ومتنوعة لكن يمكن تبني المصطلح التالي لأنه سيكون نقطة الانطلاق في تقويم منظومة الاصلاح الوظيفي في التربية والتعليم مع الوضع في الاعتبار وجود تعريفات كثيرة لهذا المصطلح.

الاصلاح الاداري هو :

عملية تحسين وتعزيز هيكلية ووظائف المؤسسات والمنظمات الإدارية، ويهدف إلى زيادة الكفاءة والفعالية والشفافية في إدارة الموارد واتخاذ القرارات، ويتضمن تحليل وتقييم العمليات الحالية، وتطوير إجراءات وسياسات جديدة، وتعزيز التواصل والتعاون الداخلي، وتنفيذ إصلاحات تنظيمية وتقنية لتحقيق أهداف المؤسسة بشكل أفضل وأكثر فاعلية.

بمعنى واضح أن الإصلاح الإداري هو الاستخدام المتعمد للسلطة لتطبيق إجراءات ومعايير جديدة على نظام إداري من أجل تغيير أهدافه وهياكله التنظيمية وإجراءاته؛ بهدف زيادة الجودة والكفاءة والفاعلية في تطوير الخدمات المقدمة.

من المؤكد أن المصطلح حرك في عقلك تساؤلات واشارات مهمة منها على سبيل المثال لا الحصر:

انه اي الاصلاح الاداري استخدام متعمد للسلطة ليس من أجل فرض السيطرة أو تغول من السلطة المركزية على القطاعات التنفيذية التابعة لها بل غرضه مراجعة الجهاز الاداري.

لماذا يتم الاستخدام المتعمد للسلطة؟

وذلك لتطبيق إجراءات ومعايير جديدة على نظام إداري من أجل تغيير أهدافه وهياكله التنظيمية.(لاحظ معايير جديدة تؤدي لتغيير أهدافه وهياكله التنظيمية…..ضعها في ذاكرتك سوف نحتاج إليها).

ماهو الهدف منه؟ ببساطة بهدف زيادة الجودة والكفاءة والفاعلية في تطوير الخدمات المقدمة. (لاحظ هذه النقطة جيداً لأنها محورية في تقييم المؤسسة التعليمية انطلاقاً من الوزارة ومروراً بالمديريات والادارات وانتهاء بالمدرسة).

من المؤكد أن هناك خاطرة طرأت لك وأنت تقرأ تعريف المصطلح وهي بما أنه أستخدام متعمد للسلطة فلابد أن النتيجة المفترض حدوثها أن الاصلاح الاداري سوف يساعدها في التخلص من سياسات فاسدة أو محسوبيات أو سلوكيات معطلة للتطوير المهني وحتى تطوير القوى العاملة.(وهذه أيضاً ضعها بشدة في ذهنك وأنت تقارن النتيجة والواقع الحالي في منظومة التربية والتعليم بمصر عندما نتعرض له).

 

وحيث أن حوارنا يهدف إلى أسقاط الضوء على الاصلاح الاداري للتعليم متمثلاً في وزارة التربية والتعليم لكونها مع وزارة الصحة تمثل أهم مكونات الانطلاق إلى الجمهورية الجديدة دون معوقات وعراقيل في الجهاز الاداري فتنعكس بدورها على نتائج التعليم المرجوه والمنتظرة وفق الخطة الاستراتيجية 2030 وبالتالي فمن الواجب أن نوضح أن القوانين المنظمة للعاملين بالتربية والتعليم والتي تحكم نظام العمل هي :

القانون 81 لعام 2016 وتعديلاته، والقانون 155 لعام 2007 واللائحة التنفيذية الخاصة به،وكذلك القانون 93 لعام 2012 واللائحة التنفيذية الخاصة به.( مع ملاحظة أن ما لم يذكر بنص صريح في القانون 155 و 93 والذين يختص بهما المعلم يتم العودة إلى القانون 81 لعام 2016 …..وهذه نقطة مهمة جداً يجب أن نضعها في الذهن).

 

هذه المقدمة كانت هامة جداً لترتيب الرؤية التالية للأصلاح الوظيفي في وزارة التربية والتعليم كافة أي شمولية الرؤيا لكافة قطاعات الوزارة وليس الديوان الأصلي بالقاهرة وباقي المديريات بل كل ما يرتبط بالوزارة من نوعيات هدفها تحقيق الأرتقاء بالمنظومة التعليمية كما سيأتي في وقته.

 

ولكن هناك سؤال مهم يبدو أنه يلح علينا جميعاً وهو:

هل للإصلاح الإداري دور في تحسين الأداء الوظيفي؟

من وجهة نظري؛نعم وبكل تأكيد والدليل على ذلك… بالعودة للمفهوم ذاته نجد إنّ الإصلاح الإداري يلعب دورًا أساسيًا وبارزاً في تطوير أيّ منظومة عمل شركة كانت أو وزارة، ويجب على كل مسؤول وفق تسلسله الوظيفي في المنظومة أن يبذل جهدًا كبيرًا لتحسين فعالياته باستمرار، وهذا يتطلب ما يأتي:

تطوير منظومة الإصلاح باستمرار الاستجابة لمتطلبات الإدارة الحديثة.

البحث عن أفضل طرق ووسائل وآليات الإصلاح الإداري.

ترقية وسائل وتقنيات جديدة للإصلاح تضمن تحقيق الأهداف.

إذاً الهدف الرئيسي للإصلاح الإداري أن يحسن الآداء الوظيفي من خلال:

إدخال تغييرات أساسية وإيجابية في السلوك والتنظيم والأدوات الإدارية…..مما ينتج عنه تحقيق تنمية قدرات وإمكانيات الجهاز الإداري وبالتالي يُؤمن له درجة عالية من الكفاءة والفعالية في إنجاز أهدافه مما يؤهله ليكون قادرًا على إنجاز المهام والاختصاصات المحددة له وفق الخطة الاستراتيجية المعلنة من قبل الدولة أو الوزارة بالإضافة لتقديم الخدمات اللازمة لسد الاحتياجات العامة للمجتمع وذلك على أفضل وجه وبأقل تكلفة، وفي أقصر وقت ممكن.

كما هو مبين في الشكل التالي:

 

الإصلاح الإداري تغييرات أساسية وإيجابية في السلوك

 

 

 

 

 

 

والأخير وهو تحقيق تنمية قدرات الجهاز الاداري يؤدي إلى :

1 – إنجاز المهام والاختصاصات المحددة له.

2 – تقديم الخدمات اللازمة لسد الاحتياجات العامة للمجتمع ( بأفضل وجه – أقل تكلفة – أقصر وقت ).

 

مبدئياً هذه مقدمة نظرية ربما يكون هناك اتفاق على المبادئ التي ذكرت في المقال لكن بداية من المقال الثاني والذي سيكون عنوانه “الإصلاح الإداري في وزارة التربية والتعليم ….الواقع الايجابيات والسلبيات”،ثم المقال الثالث والذي عنوانه “الاصلاح الاداري للمديريات والادارات التعليمية…من المسئول عن الترهل في المديريات والادارات التعليمية وهل هناك امكانية في الاصلاح،ثم المقال الرابع والذي عنوانه ” الاصلاح الاداري للقوانين والقرارات الوزارية المنظمة للتعليم ….واجب حتمي “، وأخيراً المقال الختامي – ربما لا – والذي عنوانه ” العجز في العاملين في التعليم …الأسباب والعلاج الجذري يتطلب شجاعة غير مسبوقة”.

وهذه المقالات إذا أراد الله لها الظهور قد تكون سبب في الهجوم على المقالات وصاحبها لكن أعتقد أن الأمر يستحق كا حدث في مقالات رؤية تمويل – خصخصة – التعليم والتي بعدها بقليل صدر قرار من الوزارة بالسماح بمن يمتلك أرض مساحتها 1200 متر أو أكثر أن تنشأ عليها مدرسة رسمي لغات بنظام تحدده الوزارة! رغم أن رؤية تمويل التعليم التي ذكرت كانت تحمل بعداً أكبر للحل وخصوصاً أن قرار الوزارة الأخير لم يتضمن حلاً واضحاً للمدارس التي تم انشائها بتكلفة كبيرة وولا يمكن ايجاد معلمين لها.

عموما نلتقي في المقال الثاني والهدف من كل هذا هو الاصلاح لمنظومة التعليم.

 

محمد مصطفى الجيزاوي

استشاري الادارة العامة للتعليم العام

مدير عام التعليم العام الأسبق بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية

مدير عام إدارة البرج التعليمية بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية

 

تحقيق تنمية قدرات الجهاز الاداري

عن هاني سلام

شاهد أيضاً

الأخطبوط – نظرة عامة

الأخطبوط – نظرة عامة إعداد: الأستاذة الدكتورة زينب عطية نجدي مدير المعمل المركزي لبحوث الثروة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.