نقص الحضانات مشكلة تحولت لازمة

نقص الحضانات‏..‏ أزمة بلا حل‏!‏

هل تحولت أزمة حضانات الاطفال حديثي الولادة إلي حالة ميئوس منها وأزمة بلا حل‏..‏ يبدو أن الواقع يؤكد ذلك بعد تضاعف أعداد وفيات الأطفال المبتسرين.
بسبب نقص الحضانات في المستشفيات العامة والحكومية في الوقت الذي يتضاعف فيه أعداد المبتسرين بسبب مشاكل الحمل‏..‏ والأزمة تحولت إلي كارثة صحية وانسانية أيضا‏.‏
في البداية تقول الدكتورة أميرة إدريس استاذة طب الأطفال وحديثي الولادة بقصر العيني وأبو الريش الجامعي ان تكلفة جهاز المحضن يبلغ‏35‏ ألف جنيه وجهاز التنفس الصناعي‏150‏ ألفا فضلا عن ان نسبة الأطفال المبتسرين زادت في الأعوام القليلة الماضية بسبب الأمراض المزمنة والوراثية مثل أمراض القلب والسكر لان الحامل مريضة السكر غالبا مايولد وليدها بسكر سواء بنسبة عالية أو منخفضة بالدم مع سوء التغذية وتناول بعض الأدوية المنشطة التي تباع في الصدليات بدون استشارة الطبيب‏,‏ لذلك يجب تنظيم حملات توعية للحوامل منذ بداية الحمل ورعاية الأمهات أثناء الحمل مما يقلل من مخاطر إحتياج الطفل الي دخوله للحضانة ولقد قامت وزارة الصحة بتوفير عدد من الحضانات المتنقلة داخل سيارات الإسعاف التي تحمل رقم‏123‏ مقابل‏50‏ جنيها بدلا من قبل كانت أسرة المولود تنقله داخل علبه كرتون مغلفة بالقطن لأن تكلفة سيارات الإسعاف تصل الي‏250‏ الف جنيه وذلك ليس في إمكانيات الأسرة البسيطة‏.‏
أما الدكتور مصطفي الكشكي أخصائي طب الأطفال بمستشفي أم المصريين فيقول مازلنا نعاني من نقص شديد في حضانات الأطفال وأيضا المستلزمات كما ان تكلفة الحضانات مرتفعة للغاية وهناك كثير من الأطفال عرضة لنقص التكوين بسبب تعاطي منشطات الحمل بشكل عشوائي التي ظهرت مؤخرا والتي أدت أيضا الي ولادة التوأم وبذلك يصبح عرضه لعدم وجود مناعة كبيرة لديه وأحيانا تكون أجهزته غير مكتملة ولايتماشي مع الجو الخارجي ويوءي تناول الأم لمثل هذه المنشطات الي نقص وزن حديثي الولادة ومعاناتهم من الضعف والحل الوحيد هو ان التأمين الصحي يجب ان يوفر الحضانات بالعدد الكافي ولاسيما المستشفيات الحكومية التابعة للتأمين الصحي‏.‏
ويؤكد الدكتور عبدالعظيم محمود أخصائي طب أطفال ان أغلب المستشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة لايوجد بها حضانات كافية لعدد الأطفال المبتسرين كما لايتوافر بها أجهزة تنفس صناعي ولكن الأعداد المطلوبة غير كافية بالنسبة لأعداد الأطفال المتزايدة يوم بعد يوم لان متوسط الحضانات الموجودة في المستشفيات العامة مابين‏20‏ و‏70‏ حضانة بأسعار رمزية تختلف كل الإختلاف عن المستشفيات الخاصة ولكنها لاتكفي حديثي الولادة الذين يتراوح نسبة نقص النمو الي عشر حالات في اليوم الواحد أو أكثر ومع ذلك تتبقي مشكلتان هما وحدة الرعاية ونقص الأدوية وذلك يؤدي الي نقص مادي وبشري معا لان وحدة الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة لاتقل أهمية عن وحدة العناية المركزة للكبار بل ان الأولي أكثر خطورة وتحتاج الي معاملة خاصة لانهم أطفال رضع ومن هنا ايضا نفتح مجالا نقص التمريض التي تمر به المستشفيات الحكومية وذلك بسبب ضعف الرواتب علي عكس تماما المستشفيات الخاصة والاستثمارية التي تجذب فريق التمريض‏.‏
وتقول الدكتورة سهام محمد أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة كلية الطب بجامعة القاهرة علي المستوي العالمي هناك اهتمام كبير بالمبتسرين لأن نسبة الوفيات تتزايد بين حديثي الولادة تبدأ من يوم الي أربعة أسابيع من العمر الأول ولأن المحضن مكلف ويحتاج الي تقنيات عالية جدا فإن آخر عشر سنوات شهدت تطويرا في نوعية الأجهزة والحضانات ومشتملاتها من الأجهزة الأخري التابعة للحضانة من تنفس صناعي‏.‏
وأيضا هناك تدريب مستمر لفرقة التمريض علي التعامل مع حديثي الولادة وكيفية استعمال الأجهزة‏.‏
أما طبيب وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة بمستشفي الجلاء الذي رفض ذكر اسمه فيقول ان مستشفي الجلاء تعد من أكبر المستشفيات التي بها ما بين‏35‏ و‏40‏ حضانة أطفال ولكنها أيضا لاتسد حاجة جميع أطفال حديثي الولادة‏,‏ وذلك بسبب توافدهم المتزايد من مستشفيات أخري ونقلهم بسيارة الإسعاف الي مستشفي الجلاء ولكن كل ما بوسعنا هو عندما يخلو محض من طفل تبلغ إحدي المستشفيات وذلك عن طريق الخط الساخن الذي يربط جميع المستشفيات الحكومية والتابعة للتأمين الصحي بعضها ببعض حتي نستطيع سرعة الإبلاغ عن وجود أماكن خالية لإستقبال الإطفال كما يوجد الأن لدي الأهالي الوعي الطبي حيث تتم المعالجة بطريقة خاصة مختلفة عن العلاج بالمنزل سابقا‏.‏
وتروي لنا احدي الأمهات قصة البحث عن حضانة لطفلتها عائشة فتقول انها كانت منذ بداية الحمل وهي تعاني من إرتفاع السكر في الدم وأيضا إرتفاع ضغط الدم لذلك إضطرت الطبيبة الي إجراء عملية قيصرية لولادتها وعندما رزقت بطفلتها عائشة علمت أنها لابد ان توضع في حضانة ولايوجد أي مكان خالي وبدأ زوجها في البحث والوسطة لإيجاد أي محضن خالي حتي وجدوا في مستشفي الجلاء ولكن قبل مستشفي الجلاء دفعوا مبالغ باهظة في إحدي المستشفيات الخاصة بسبب العملية القيصرية وأيضا دخول الطفلة وحدة الرعاية المركزة وعلمنا إنها سوف تحجز داخل الحضانة لمدة‏15‏ يوما واليوم الواحد بتكلف في المستشفي الخاصة الف جنيها علي عكس المستشفيات الحكومية التي بها قسم مجاني وآخر إقتصادي فمن يستطيع دفع مثل هذا المبلغ حتي إذا باع كل مايملك
نقلا عن جريدة الاهرام .القاهرية

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.