المجلة العلمية اهرام
متابعة : عطاف بالحاج
اعتبر وزير التربية حاتم بن سالم أن طريقة انتداب المربين المعتمدة حاليا « كارثة » على المنظومة التربوية وأن انتداب النواب ليس ضمانا لجودة التعليم.
وأكد في حوار له مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن وزارة التربية ترنو إلى انتداب أساتذة أكفاء فالتدريس تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، وأقر بضرورة اعتماد سياسة المساواة وتكافؤ الفرص.
وأفاد أن أمام وزارة التربية مجموعة من الأفكار هدفها اعادة النظر في طريقة الانتداب من بينها اعتماد التوجيه المباشر من الباكالوريا لمدارس أو كليات مختصة في علوم التربية أو إحداث مسالك للتكوين في التدريس أو الرجوع إلى مناظرة الكفاءة المهنية للأستاذية في التعليم الثانوي (الكاباس).
وأضاف قوله « إن الحسم في هذه المسألة لن يكون إلا صلب الإصلاح التربوي ».
وبخصوص التصدي لظاهرة الانقطاع عن التعليم فقد ذكر أن التصدي يجب أن يكون راديكاليا والاستئناس بتجارب مقارنة ناجحة في هذا المجال على غرار التجربة البلجيكية التي اعتمدت تجميع تلاميذ الأرياف في معاهد بمراكز المعتمديات أو الولايات وتكفلت بإقامتهم وإعاشتهم طيلة الدراسةويرى بن سالم أن هذه التجربة تتكلف أقل بكثير على الدولة مما تعانيه من تصرف في مؤسسات تربوية قديمة مشتتة تعمل بنظام الفرق وتضرب في الصميم مبدأ الحق في التعليم.
وأشار إلى أسباب انهيار المنظومة القيمية بالفضاءات التربوية ومحيطها الذي عده بن سالم إلى عدم شعور التلميذ بالانتماء إلى بيئته الثانية ونقد طريقة التعليم القائمة على التلقين في المؤسسات التربوية مما كرس لدى التلميذ عقلية « الواجب »، معتبرا أن تغيير هذه العقلية مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأولياءوقال إن الخروج من هذه الوضعية يستوجب التأسيس « لمدرسة تربي فعلا » وعدم الصمت ومجابهة الظواهر الخطيرة التي لم تعد وفق تقدير « شاذة » بالوقاية منها في مرحلة أولى ومكافحتها في حال حدوثها.
وبين أن إدخال المهارات الناعمة على غرار مهارات القيادة أو التدريب على ملكة الاتصال من شأنها تطوير قدرات التلميذ وتنمية حس المواطنة لديه وتدريبه على حرية التعبير، مضيفا ان الأنشطة الثقافية والرياضية يمكن أن تساهم بفاعلية في تنمية الذائقة الجمالية لدى التلاميذ وتعمق شعورهم بالانتماء إلى مؤسساتهم التربوية.
وفي معرض حديثه عن علاقة وزارة التربية بالنقابات وبمكونات المجتمع المدني قال حاتم بن سالم إن الاحترام المتبادل هو أساس العلاقة مع الأطراف الاجتماعية وأن وزارة التربية تسعى في كل الأحوال ان تكون هذه العلاقة « جيدة ».
وذكر أن الوزارة لمست تفاعلا كبيرا من مكونات المجتمع المدني ولكنها ارتأت « عقلنة تدخلاته » حسب أولويات المنظومة التربوية.
وات