استراتيجية دولية للحفاظ على النمور

لقد كانت النمور جزأً لا يتجزأ من الطبيعة الآسيوية وثقافتها لقرون طويلة ، وإذا نظرناالى خريطة توزيع السكان في العالم نجد أن ما يقرب من نصف سكان العالم(3.3 بليون نسمة) يعيشون في مناطق توزيع النمور في آسيا ، وقد تعرضت هذه النمور لتناقص اعدادها الى درجة الخطر الذي قد يودي بها الى الانقراض فمنذ قرن تقريباً بعد أن كان عددها حوالى 100000 نجدها الآن لا تتعدى 3500 من النمور بل وقد شهد العقد الاخير تناقصا وصل الى 40% من اعداد النمور وموائلها نتيجة للانشطة البشرية مثل التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية والامتداد العمراني والصيد الجائر . 

لهذا انعقد المنتدى الدول للنمور في مدينة سانت بطرسبرج الروسية خلال الفترة من 21-24 نوفمبر 2010 بحضور ثلاثة عشردولة هي الدول التي توجد بها نمور (دول سلسلة النمور ) ، وقد استضاف القمة كل من رئيس الوزراء الروسي بوتين ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ، وكانت هذه القمة نتاجاً لجهود مضنية بذلتها المبادرة العالمية للنمور التي كشفت احصاءاتها عن أن الاعداد المتبقية من النمور تتوزع كما يلي: الهند 1200-1650 ، اندونيسيا 450-700 ، بنجلاديش 400 ، روسيا 350 ، نيبال 350 ، ماليزيا 300-500، تايلاند 250-500 ، الصين 40-50 ، لاو 50 ، فيتنام أقل من 30 ، كمبوديا 10-50 .

وقد اختتم المنتدى الدولي للنمور فعالياته بالاتفاق على مضاعفة اعدادها بحلول عام 2022 ، وتمخضت أعمال المنتدى عن عدد من النتائج يتمثل أهمها في التالي :
اعلان سانت بطرسبرج لإنقاذ القطط الاسيوية الكبيرة من الانقراض ويتضمن أنشطة لحماية موائل النمور ووضع حد للا تجار غير المشروع فيها وتوفير الموارد المالية لذلك . ويعترف الاعلان بدور كل من اتفاقية الانواع المهاجرة (CMS) واتفاقية التجارة الدولية في الانواع المهددة بالانقراض (CITES ؛ وبها النمور مدرجة في الملحق I وتحظر التجارةالدولية في أجزاء النمورسواءً دول سلسلة النمور أو الدول المستهلكة وفي مؤتمرها الرابع عشر طالبت الدول الاطراف في الاتفاقية بوضع تدابير أقوى للحد من انتاج منتجات النمور ) واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) ، كما يتضمن الاعلان التخطيط ووضع آليات للتمويل تحت مظلة مبادرة الامم المتحدة لخفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية والناشئة.

البرنامج العالمي لتعافي النمور.
اتفقت دول سلسلة النمور الثلاثة عشر (روسيا نيبال ماليزيا كمبوديا الصين الهند اندونيسيا- ميانمار – تايلاند فيتنام بوتان بنجلاديش جمهورية لاو ) ، اتفقوا على تعزيز التعاون الدولي لحماية القطط الآسيويةالكبيرة (خمسة أنواع هي :النمر والفهد والفهد الجليدي والفهد المرقط والأسد الآسيوي ) ،وتعزيز المراقبة العلمية للحفاظ على مواطن النمور في الغابات ومكافحة الاتجار غير المشروع في أجزائها مع التشديد على توعية الجمهور للمشاركة بأنشطة لحماية النمور والتنوع البيولوجي فضلاً عن ضرورة وضع قوانين وتشريعات صارمة لحماية الحياة البرية.

وحيث أن النمور تأتي على قمة السلسلة الغذائية ومن ثم فوظيفتها شاملة في الحفاظ على التنوع البيولوجي في موائلها والمساهمة في استقرار النظام الايكولوجي بل وإدرار عائدات من السياحة البيئية من خلال رحلات السفاري والمشاهدة ، وقد بينت الشواهد في منطقة تيراي وهي منطقة مناظر طبيعية فاصلة بين الهند ونيبال ان جهود حماية النمور في تلك المناطق نجم عنها منافع جمة على وحيد القرن المهدد بالانقراض والحيوانات الاخرى في المنطقة . وبالتالي فإن الحفاظ على النمور باعتبارها مظلة للانواع يعني اثراء للتنوع البيولوجي في تلك المناطق.

وفي حقيقة الامر : يعد البرنامج العالمي لتعافي النمور خطة استراتيجية لاعلان سانت بطرسبرج وخريطة طريق للقمة القادمة ، وتجري حالياً مداولات بشأن تطوير هيكل مؤسسي لتنفيذ أهداف الاعلان وبرنامج تعافي النمور.

خاص للمجلة العلمية اهرام
نهاد انور سيد محمد
جمهورية مصر العربية

عن هاني سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.